نقلت عدد من وكالات الأنباء خبراً عن إعلان الجنرال الليبي خليفة حفتر الحرب على الحركات المسلحة الدارفورية التي ظلت تقاتل جنباً إلى جنب مع قواته منذ اندلاع الثورة الليبية، وأطلقت القوات التي يقودها الجنرال حفتر، والمدعومة من مجلس النواب الليبي في طبرق، عملية عسكرية سمتها "غضب الصحراء" ضد مسلحي "حركة العدل والمساواة" المتمردة، وأشار بيان صادر عن قائد المنطقة العسكرية الكفرة، اللواء المبروك الغزوي، التابع لقوات حفتر الخميس الماضي إلى قيام طائرات حربية تابعة لقوات حفتر، متمركزة بقاعدة الكفرة الجوية، بتدمير آليات وقتل عناصر من العدل والمساواة، وأضاف البيان: جارٍ الآن استمرار عملية غضب الصحراء، وملاحقة العصابات إلى أن يتم القضاء عليها بالجنوب الشرقي للبلاد بشكل نهائي، وفرض هيبة الدولة الليبية على إقليمها الجغرافي كافة. وبعد أن تم دحر التمرد في دارفور، فقدت الحركات المسلحة الدارفورية السند الإقليمي مع التقلّبات التي شهدتها المنطقة، فقدت هذه الحركات الكثير من حلفائها، ما جعلها تبحث عن مخارج، واتجهت نحو ليبيا للمشاركة في الحرب الليبية لصالح مجموعة خليفة حفتر، وفق اتفاق محدد مقابل الحصول على الأموال والسلاح، ما يسمح لهذه الحركات بالاستمرار في قتال الحكومة السودانية. اتهامات متبادلة وكانت الأحداث التي شهدتها ولايتي شمال وشرق دارفور منتصف العام الماضي التي قامت بها مجموعتي مناوي وطرادة التي حسمتها القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، تم الإعداد والترتيب لها من داخل الأراضي الليبية بقيادة جمعة حقار، حيث قامت المجموعتين بتجميع قواتها بمنطقة زلة بليبيا، والتنسيق مع حركة عبد الواحد مجموعة طرادة للتحرك به إلى دارفور، بحوالي (160) عربة وقوة تقارب ال (700) فرد أرادت من خلالها إعادة الأزمة من جديد في دارفور، بجانب التشكيك في حقيقة عملها كمرتزقة في ليبيا، ووجد المر إدانة واسعة من مجلس السلم والأمن الدولي والأفريقي. وكانت العلاقة بين السودان وقوات حفتر عنوانها تبادل الاتهامات بالدعم والإيواء لمعارضة كل منهما، وكانت آخر خطوة قام بها حفتر إغلاق القنصلية السودانية بالكفرة، متهماً الحكومة السودانية بدعم الحكومة الشرعية في ليبيا . نقطة تحول بعد كل هذا التعاون بين المجموعتين استغنى حفتر عن هذه المجموعات، وأعلن عليها الحرب، وقد كانت الخطوة مفاجئة بالنسبة للكثير من المراقبين وشككوا في مصداقيتها، وقد اعتبرها رئيس لجنة الأمن والدفاع السابق بالبرلمان الفريق أحمد إمام التهامي أمراً طبيعياً، لجهة أن أي مجموعات مرتزقة تحارب مع أي جهة مقابل المال يمكن أن تتحول للجهة التي تدفع أكثر ولم يستبعد التهامي في حديثه ل(آخر لحظة ) أن تكون هذه المجموعات تجاوزت المهمة التي حددت لها، ولجأت للنهب والسلب والقتل كما كانت تفعل في دارفور كما قال، وأضاف أن خطوة حفتر هذه كانت متوقعة منذ فترة بعيدة، وأشار إلى أنها تعتبر نقطة تحول في المنطقة، وحول مصير هذه القوات بعد أن أعلن حفتر عليها الحرب أكد التهامي أن مصيرها الفناء، ويصبح لديها خياران إما العودة للسودان أو أن تبحث لها عن مأوى آخر تلجأ له، لكنه قطع بأنها لن تستطيع أن تحارب لصالح جهة أخرى، لافتاً إلى أن العالم أصبح صارماً نجاه مثل هذه المجموعات التي تعمل كمرتزقة . تمويه في الأيام الماضية أغلق السودان حدوده مع دولة أرتريا، وحشد قواته هناك وكشفت الحكومة السودانية عن حشود عسكرية لبعض الحركات الدارفورية في مناطق حدودية في أرتيريا في خطوة تشير لنقل الحرب إلى الجبهة الشرقية، الأمر الذي دفع الخبير الأمني العميد أمن معاش هاشم محمد البدري، للتشكيك في في نوايا خليفة حفتر في هذه الخطوة، وقال من غير المنطق والمعقول أن تتخلى مجموعة حفتر عن الحركات الدارفورية التي قاتلت معها في فترات سابقة، ولكن البدري ذهب لأكثر من ذلك ولم يستبعد في حديثه للصحيفة أن تكون هذه الخطوة بمثابة تمويه للحكومة السودانية والمجتمع الدولي، لنقل تلك الحركات لأحدى دول الجوار، ولكن البدري لم يستبعد في الوقت ذاته وقوع اشتباك بين المجموعتين، خاصة وأن مثل هذه المناوشات التي وردت في بيان مجموعة حفتر تظل عادية عند وقوع أي جريمة أو مناوشات.