اتهم رئيس حزب الأمة القومي المعارض، الصادق المهدي، الحكومة بالتراجع عن موافقة مسبقة على عقد الاجتماع التحضيري مع المعارضة السياسية والمسلحة بأديس أبابا في 29 مارس الماضي، وعزا الخطوة إلى استقواء النظام بمشاركته في تحالف "عاصفة الحزم". وقال بيان للمهدي بمناسبة ذكرى انتفاضة السادس من أبريل إن للنظام علاقات خاصة بألمانيا وعندما نشطت الحوار عن طريق الآلية الأفريقية الرفيعة استجاب النظام لفكرة عقد لقاء بين كافة الأطراف في الأسبوع الأخير من مارس عام 2015 في أديس أبابا. وأعلنت قوى "نداء السودان"، في إعلان صدر من العاصمة الألمانية برلين في أواخر فبراير الماضي عن استعداها للاجتماع بالحكومة في أديس أبابا في اجتماع تحضيري للحوار الوطني، وعلى اثر ذلك وجهت الآلية الأفريقية في توجيه الدعوات للأطراف. وأوضح رئيس حزب الأمة أن الحكومة وحزبها الحاكم عندما وافقت على هذه الإجراءات كانت تعلم أنها منخرطة في انتخابات "لا يقرها عليها أحد وطنياً ولا دولياً فلا تستطيع التحجج بالانتخابات الزائفة لعدم حضور اجتماع تمهيدي وافقت عليه بل وأرسلت لنا مندوباً في القاهرة يؤكد حضورهم للقاء أديس أبابا وهو على أية حالة لقاء تمهيدي وبلا أية شروط مسبقة". وعزا المهدي تراجع النظام عن المشاركة في الاجتماع التحضيري إلى مشاركته خلال الأسبوع الأخير من مارس في "عاصفة الحزم" ضمن تحالف خليجي عربي لضرب الحوثيين في اليمن، ما جعله يتوهم أنه قد لاحت له فرصة "لسلخ جلده الأخوان الإيراني، وأن يوظف نفسه لحرب اليمن ما يتيح له الحصول على دعم يمكنه من قمع معارضيه بالقوة". وتابع "النظام اختار مقاطعة اجتماع الحوار التمهيدي لأنه تصور فرصته الجديدة تغنيه عن الحوار. وأكد أن الحكومة بهذا التقلب خسرت الاتحاد الأفريقي، والأسرة الدولية وعقلاء المعارضة، الذين اصطفوا جميعا لدعم الطريق السلمي للسلام العادل الشامل، والتحول الديمقراطي الكامل. وأشار إلى أن تحالف "عاصفة الحزم" فيه عقلاء لن يفرطوا في علاقاتهم بالشعب السوداني، ولا بالأسرة الأفريقية، ولا بالأسرة الدولية "من أجل الانحياز لنظام معزول شعبياً ويخوض حروباً لا يمكن أن تحسم قتالياً"، وزاد "النظام بموقفه هذا لم يترك لنا من خيار إلا التعبئة في حملة (أرحل) لميلاد الانتفاضة الثالثة ضد الطغيان في السودان".