اعتبر رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أن بلاده لا تخوض كفاحا ضد "التنظيمات الإرهابية" في سوريا فحسب وإنما ضد القوى الإمبريالية الواقفة وراءها. وقال يلدريم، في كلمة ألقاها السبت في مؤتمر ل"حزب العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا عقد بولاية مانيسا غربي البلاد: "نخوض كفاحا لا هوادة فيه ضد التنظيمات الإرهابية بسوريا، لكن هناك الكثير من المحبين لهذه التنظيمات، وبعد دخولنا بدأت الانتقادات تعلو من كل اتجاه". وأضاف يلدريم، حسب ما نقلته وكالة "الأناضول": "لا نخوض كفاحا ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا فحسب، وإنما ضد القوى الإمبريالية التي تقف وراء تلك التنظيمات أيضا". وأكد يلدريم عزم تركيا مواصلة عملية "غصن الزيتون"، التي تنفذها شمال سوريا، بهدف القضاء على "الإرهابيين" في منطقة عفرين، مبينا أن العملية لن تؤثر على الاقتصاد التركي. واستشهد يلدريم بعمليات نفذتها وتنفذها تركيا منذ 35 عاما ضد الإرهابيين في العراق، وعملية "درع الفرات" شمالي سوريا، التي تم شنها من 24 أغسطس/آب 2016 إلى 29 مارس/آذار 2017، مشددا على أن الشعب التركي يمتلك القوة الكافية "للرد على جميع من يريد تقويض الوحدة والسلامة والأخوة في تركيا". وتنفذ القوات التركية، منذ 20 يناير/كانون الثاني وبالتعاون مع فصائل ما يسمى ب "الجيش السوري الحر" المعارض للحكومة السورية، عملية "غصن الزيتون" العسكرية ضد المسلحين الأكراد في مدينة عفرين شمال غرب سوريا. وقالت السلطات التركية مرارا إن عفرين، التي تقطنها أغلبية كردية وتتمركز فيها "وحدات حماية الشعب"، تمثل خطرا حقيقيا على أمن تركيا. وتعتبر أنقرة كلا من "وحدات حماية الشعب" الكردية و"حزب الاتحاد الديمقراطي"، وهما المكونان الأساسيان لتحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، تنظيمين إرهابيين وحليفين ل"حزب العمال الكردستاني" المحظور في تركيا والذي حاربته على مدار سنوات عديدة. وفي الوقت ذاته تمثل "قوات سوريا الديمقراطية" حليفا أساسيا للتحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة على الأرض السورية في محاربة تنظيم "داعش"، الأمر الذي يشكل إحدى المسائل الشائكة في العلاقات الأمريكية التركية. واتهمت تركيا مرارا الولاياتالمتحدة بدعم "الإرهابيين" في سوريا بما في ذلك تزويديهم بالأسلحة.