وصل رئيس الجمهورية المشير عمر البشير أمس الإثنين، إلى العاصمة المصرية القاهرة، في زيارة تستغرق يوماً واحداً عقد خلالها قمة مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، إلى جانب عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وكان في معيته وفد يضم وزير رئاسة الجمهورية د.فضل عبد الله فضل، ووزير الخارجية أ.د.إبراهيم غندور، ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول مهندس صلاح عبد الله، ووزير الدولة مدير مكاتب رئيس الجمهورية حاتم حسن بخيت. تأمين الزيارة الزيارة وجدت اهتماماً كبيراً على كافة الأصعدة في مصر، ومنذ الصباح الباكر أعلنت سلطات مطار القاهرة الدولي حالة الطوارئ؛ استعداداً لوصول الرئيس البشير على رأس وفد رفيع المستوى، واستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفتحت السلطات استراحة رئاسة الجمهورية لاستقباله، كما جرى تأمين الطرق المؤدية للمطار، ومنع دخول السيارات لمحيط الصالة الرئاسية، وانتشرت الخدمات الأمنية، وكذلك ضباط المفرقعات والكلاب البوليسية لتأمين محيط استراحة الرئاسة. مرحلة تاريخية وشهد قصر الاتحادية القمة المغلقة بين الرئيسين بحضور وفدي البلدين، البشير أكد وجود إرادة سياسية قوية للتعاون لحل أي مشكلة بين البلدين، وقال خلال المؤتمر الصحفي المشترك (نحن أمام مرحلة تاريخية مفصلية وسط ما تعانيه منطقتنا من مشاكل)، وأضاف البشير أنه جرى خلال الاجتماع التأكيد على أن التعاون: (سيكون في صالح البلدين)، وقال تحدثنا في مشاريع مشتركة أبرزها الربط بين الطرق البرية وعبر النهر، إضافة إلى تطوير النقل النهري والربط الكهربائي والبحري، كلها أمور لتيسير حركة المواطنين والسلع والتعبير عن رغبة الشعبين الملحة، مشدداً على أن اللقاءات على مستوى القمة ستستمر، مشيراً إلى أنه (ليس أمام السودان ومصر أي خيار إلا العمل مع بعضنا البعض طبقاً لرغبات شعبينا)، وأشار البشير إلى أنه اختار موعد الزيارة تزامناً مع موسم الانتخابات الرئاسية المصرية، ليؤكد دعمه لمصر وأمنها، وللرئيس السيسي. تعزيز المصالح ومن جانبه كشف الرئيس السيسي عن أن القمة تناولت المحادثات الأخوية بين البلدين وسبل تحقيق وتعزيز المصالح المشتركة، فى ظل الاحترام الكامل للشؤون الداخلية، والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي للبلدين، بما من شأنه رفع مستوى التعاون، والتنسيق الثنائي إلى أعلى مستوى، على النحو الذي يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الدولتان للعلاقات بينهما، وأكد أن الجانبين اتفقا على أهمية العمل على استشراف آفاق أوسع للتعاون والتشاور، والتنسيق في مختلف المجالات والقضايا التى تهم البلدين، وبحث الفرص المتاحة وتفعيل الآليات المشتركة المتعددة بين البلدين، ومن بينها اللجنة الخاصة بتعزيز التجارة، والهيئة الفنية العليا المشتركة لمياه النيل، وهيئة وادي النيل للملاحة النهرية، واللجنة القنصلية، واللجنة العسكرية، ولجنة المنافذ الحدودية، وآلية التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية، ولجان أخرى عديدة تعمل على تذليل أية صعوبات أو تحديات أمام تلك العلاقة الأخوية العميقة، واتفقنا أيضاً على الحفاظ على دورية انعقاد هذه الآليات بصورة منتظمة، بما يؤمن تعزيز مصالح البلدين، ومعالجة أية شواغل أو تحديات قد تطرأ أمامهما. سد النهضة وأشار السيسي إلى أنه اتفق مع نظيره السوداني على العمل المشترك بين مصر والسودان وأثيوبيا لحل مشكلة سد النهضة، مشيراً إلى اتفاق القاهرة والخرطوم على عقد اجتماعات دورية منتظمة لتعزيز مصالح البلدين. حلايب غائبة كانت قد رشحت أنباء من مصادر دبلوماسية كشفت عن مقترح مصري لتشكيل إدارية مشتركة لمنطقة حلايب، وتوقع أن يكون هذا المقترح ضمن أجندة القمة المشتركة بين الرئيسين أمس، ولكن من الملاحظ أن خطابي الرئيسين لم يشيرا من قريب أو بعيد لملف حلايب.