سيّرت حركات وأحزاب إسلامية أمس الجمعة، مسيرة حاشدة، انطلقت من عدة مساجد في الخرطوم عقب صلاة الجمعة، تجمّعت بالقرب من مبنى الأممالمتحدة وعبّرت عن شجبها واستنكارها، للأحكام التي صدرت بحق الرئيس المعزول محمد مرسي والإسلاميين في مصر. وخاطب المسيرة عدد من القيادات الإسلامية والسياسية البارزة التي ندّدت بالأحكام التي صدرت بحق الإسلاميين بمصر، معتبرين أنها ليست عادلة وطالبوا بإلغائها فوراً. وعبّر المتحدثون عن استنكارهم الشديد لموقف المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والتي لم تحرّك ساكناً لما حدث لإخوانهم المسلمين في مصر. وطالبوا المجتمع الدولي أن يتخذ المناسب من الإجراءات، لحماية حقوق أولئك النفر الأبرياء من التهم التي وُجهت إليهم ووصفوها ب "المحاكمة السياسية" لجماعة الأخوان المسلمين -حسب تعبيرهم-. وتقدم المتظاهرين، الأمين العام للحركة الإسلامية، الزبير أحمد الحسن، والشيخ علي جاويش، المراقب العام للأخوان المسلمين، وكمال عمر، الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي، وحسن رزق عن حزب الإصلاح الآن، وناصر السيد عن الحزب الاشتراكي الإسلامي، ورئيس منبر السلام العادل، الطيب مصطفى، وسط هتافات تؤيد جماعة الأخوان المسلمين وتدين حكم العسكر في مصر. وكانت قوى سياسية سودانية انتقدت هذا الأسبوع، أحكام الإعدام التي طالت مرسي وأعوانه، وطالبت الحركة الإسلامية، وحزب الأمة القومي، وحركة "الإصلاح الآن"، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإلغاء الأحكام. بيد أن الحكومة كررت التأكيد على أن ما يدور في مصر من محاكمات شأن داخلي، وأنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول-حسب ما أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير علي الصادق الأسبوع الماضي-. إلى ذلك، قال إمام وخطيب مسجد الشهيد بالخرطوم، عبدالجليل النذير الكاروري، إن الخلافات التي تدور بين السنة والشيعة والعرب مصدرها دولة إسرائيل. وأوضح في خطبة الجمعة، أن ما يحدث في اليمن وسوريا من صراع، وما بين الأخوان المسلمين والحكومة المصرية، ما هو إلا لصالح أمن دولة إسرائيل. وأشار إلى أن القضية الفلسطينية الآن، أصبحت عند بعض الدول العربية والإسلامية من الأجندة الهامشية. ولفت إلى أن توحيد الدول العربية لا يكون إلا بتوحيد سياساتها، وذلك حفاظاً على أمن شعوبها، ودعا الأمة الإسلامية إلى الانتفاضة من أجل نصرة الشعب الفلسطيني واسترداد الحق. من جانبه، انتقد إمام وخطيب مسجد الخرطوم الكبير، كمال رزق، جملة الأحكام التي صدرت بحق الأخوان المسلمين في مصر واعتبرها غير عادلة. وطالب رزق بإلغاء الأحكام باعتبارها محاكمة سياسية ضد جماعة الأخوان المسلمين، وقال إن الأفكار لا تُقتل بالطغيان بل يزيد من قوتها. وأشار إلى أن الأخوان المسلمين في مصر لهم قضية ولهم منهج وتربوا على هدف، لا يتحقق بسفك الدماء بل بالدعوة إلى الله والموعظة الحسنة. وقال إن المشانق والموت ما عادا يخيفان الأخوان، وأضاف أن المحكوم عليهم بالإعدام جاءوا بأغلبية ساحقة في أول انتخابات ديمقراطية تشهدها مصر، وشهد لها العالم بأنها نزيهة وشفافة.