رغم ظروف الحرب…. بدر للطيران تضم طائرة جديدة لأسطولها    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    إسرائيل تستهدف القدرات العسكرية لإيران بدقة شديدة    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسيرة بالخرطوم تندد بالمجازر في مصر وتطالب الخارجية بطرد السفير المصري
نشر في الانتباهة يوم 17 - 08 - 2013

الحركة الإسلامية : ما حدث في مصر يدعو إلى الوحدة..رزق: نطالب بقطع العلاقات مع مصر حتى تعود الشرعيَّة..عصام البشير: دولة مبارك ما زالت تحكم في مصر
الخرطوم: صلاح مختار - محمد عبد الحميد
ندد المئات من السودانيين بأعمال العنف في مصر وخرجوا في مسيرات غضب هادرة بعد صلاة الجمعة بالخرطوم وعدد من الولايات بمختلف الكيانات والتنظيمات والأحزاب أمس، منددين بالمجازر التي ارتكبتها أجهزة الأمن والجيش المصري في حق المعتصمين العزل من الإخوان المسلمين الذين يطالبون بعودة الشرعية الدستورية وتسليم السلطة بإعادة الرئيس المنتخب شرعياً محمد مرسي، في وقت طالبوا فيه باستمرار مسيرات الغضب كل جمعة، وحملوا لافتات تطالب بوقف القتل الجائر والظالم والمذابح في حق المعتصمين، ورفعوا شعارات «لن ترتاح يا سفاح.. وإسلامية إسلامية لن تحكمنا العلمانية.. ويا أمتنا يا عربية قولي قولي بحرية.. إسلامية إسلامية ضد العسكر والفاشية، ويا سيسي يا جبان النسوان في الميدان.. ويسقط يسقط حكم العسكر.. والسيسي عميل الصهيونية.. ويا سيسي يا جبان يا عميل الأمريكان.. ويا سيسي يا عميل يا ناصر إسرائيل»، ودعوا الحكومة السودانية لاتخاذ موقف واضح ضد ما يحدث في مصر، وطالبوا الخارجية بطرد السفير المصري من الخرطوم.
وأكد رئيس مجمع الفقه الإسلامي عصام أحمد البشير في كلمته التي ألقاها بساحة الشهداء أمام القصر الجمهوري، أن هنالك ثلاث رسائل للسيسي، الأولى أنه أقسم أمام الرئيس المنتخب مرسي بألا يريق دم مسلم مصري واحد، مبيناً أن السيسي يتحمل المسؤولية التاريخية تجاه المجازر التي ارتكبها، مضيفاً أن الرسالة الثانية تتعلق بما يجري في مصر، لافتاً إلى أن ما يحدث سيفتح الباب للعنف والتطرف، وفي الرسالة الثالثة انتقد عصام توجيه الجيش لرصاصه ودباباته لصدور النساء والأطفال المصريين في حين كان يجب أن توجه للعدو الإسرائيلي.
وحذَّر عصام أحمد البشير من محاولة تفكيك ودمار مصر. وقال إن ذلك سيكون لصالح أمن إسرائيل، وأضاف أن ضرب المتظاهرين المعتصمين يزيد من التآمر الذي جرى للإسلاميين، وقال من يريدون أن يفتحوا باباً للعنف فإن مداه لا يعلمه إلا الله، ورأى أن البديل يولِّد العنف بعد أن يكفروا بالنهج السلمي.
وقال عصام في خطبة الجمعة بمسجد النور بضاحية كافوري أمس إننا نقف أمام مجزرة بشعة قام بها نظام الانقلاب ضد المعتصمين المسلمين في رابعة العدوية والنهضة، وأضاف: قبل ذلك كانت الساحات تمتليء ولم تعترض حكومة مرسي على معارضيها باعتبار أن الاعتصام يقرُّه الدستور والقانون.
واعتبر عصام ما جرى في مصر انقلاباً على الشرعية، وقال إنهم خرجوا من جحورهم للقتل والهلاك والدمار للمجموعات التي تشكل فيهم السلم في أحلى صوره. وأضاف أن نظام الانقلاب لم يستجب لأية مبادرة، والذي كانت نتيجته أن قدم المعتصمون «2600» شهيد وأكثر من «10» آلاف جريح.
واستنكر عصام سلوك الحكومة المصرية بعدم الاستجابة لدفن الجثث إلا بشرط أن يتعهد ذوو الموتى بأن سبب الوفاة غير السبب الحقيقي. واستغرب أن النظام كأنه يقتل عدواً كاسراً وأن العدو الصهيوني أصبح غير عدو. وأضاف قائلاً: «أعطوا الأمان لبني صهيون ووجهوا أسلحتهم لصدور شعبهم». وقال إن البلطجية هم الذين قاموا بحرق الكنائس لاتهام المسلمين بذلك، وأضاف أن الطغيان والجبروت مهما تعالى لن يصمد، وأن الظلم إلى بوار وإلى دمار. وذكر أن قوة السلاح لن تهزم قوة الإيمان والعقيدة.
ومن جانبه أوضح المراقب العام للإخوان المسلمين علي جاويش أن ما يحدث في مصر استهداف لإخوان السودان، مطالباً بضرورة توحيد الرؤى والمواقف. وقال جاويش إن مساندتهم لإخوان مصر من أجل العزة والكرامة والإسلام، مبيناً أن المعركة قديمة ومستمرة مع اليهود والأمريكان.
وفي ذات السياق أدان رئيس حزب العدالة القومي أمين بناني نيو المجازر التي تحدث في مصر، مطالباً بإطلاق سراح الرئيس المنتخب محمد مرسي ورحيل عدلي منصور، في وقت دعا فيه الجيش المصري إلى العودة لثكناته والانحياز لرغبة الشعب وتنفيذ إرادته وعدم مصادرتها.
ومن جانبه أكد الأمين العام للحركة الإسلامية د. الزبير أحمد الحسن أن ما تقوم به قوات الأمن المصري هو انتهاك للديمقراطية، واصفاً إياهم بالخونة والمارقين. وقال إن ما حدث في مصر سيدفعنا للوحدة، في وقت أكد فيه عدم تدخلهم في الشأن المصري الداخلي، لكنه طالب الحكومة السودانية بالتوسط في المسألة المصرية لإيقاف نزيف الدماء.
ومن جهته أكد ممثل المؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي ضرورة توحيد الصف الإسلامي لمجابهة التحديات الماثلة والقادمة، مشيراً إلى أن الحركة الإسلامية السودانية جزء أصيل من الحركة الإسلامية الأم في مصر. وشجب السنوسي ما يحدث من انتهاكات خطيرة من قبل أجهزة الأمن والجيش المصري بحق الإخوان المسلمين، وقال إن وقت وحدة الإسلاميين قد حان.
من ناحيته، أكد الشيخ د. عبد الحي يوسف إمام وخطيب مسجد خاتم المرسلين بضاحية جبرة أن السلطة المصرية تجردت من الشعور بالاعتداء على العزل من أنصار مرسي، ولفت إلى أن وزير الداخلية المصري يريد استكمال جريمته بتهديده بإطلاق الرصاص الحي على من يخرج للتظاهر، ودعا عبد الحي لعدم اليأس، مشيراً إلى أن أولئك الانقلابيين أرادوا إرسال رسالة إلى دول الربيع العربي مفادها أن تبقوا تحت وطأة الطغاة، لكنه قال هيهات. وحمَّل عبد الحي الدماء التي أُريقت في مصر إلى مَن سوَّق لها من وسائل إعلام أو رجال دين مزيفين، وأضاف أن الدول التي أيَّدت الانقلاب لن تفلت من عقوبة الله، لافتاً إلى أنهم أرادوا حماية عروشهم، وأرادوا حكاماً لم يخترهم الشعب، وقال إن أمريكا وأوربا لا يريدون رائحة أي حاكم تشتم فيه رائحة الإسلام.
وانتقد إمام وخطيب المسجد الكبير بالخرطوم كمال رزق أمس، تهنئة رئيس مصر عدلي منصور الشرطة التي حصدت نيرانها «2600» شهيد، على أنها أخلت ميدان رابعة العدوية من المعتصمين، نافياً أن يكون الإخوان المسلمون قد قاموا بإحراق الكنائس أو قتل الشيوخ. ووصف رزق صمت بعض الدول العربية بأنه صمت القبور، فيما انتقد مواقف الدول المؤيدة للمجازر. وقال رزق إن المصريين كانوا يلحسون أحذية العسكر، مشيراً إلى أن الإخوان المسلمين قاوموا ودفعوا ضريبة تلك المقاومة. ومن جهته أدان المتحدث الرسمي باسم الجالية المصرية في السودان محمد عبد الملك حرق المساجد والمصلين بجانب حرق المستشفى الميداني برابعة العدوية، موضحاً أن مصر ستكون القائدة لفتح القدس قريباً، فيما أشار إلى أن ما يحدث إعداد جيد للإخوان في مصر. وأكد عبد الملك أن المعتصمين كسروا حاجز الخوف تحت ضرب النار الحي المتواصل، مشيراً إلى أن المسلمين أصبحوا مستضعفين في كل مكان، مؤكداً أن القضية قضية أُمة.
--
سيِّرت الهيئة السودانية لنصرة الشرعية في مصر التي تضم القوى الوطنية والأحزاب والتنظيمات السياسية والاتحادات والروابط والهيئات ومنظمات المجتمع المدني مسيرة غضب شعبية كبرى أمس من أمام مسجد الخرطوم الكبير أمام القصر الجمهوري الرئاسي بالخرطوم وقفة مساندة ومناصرة لتحالف دعم الشرعية في مصر ورفضاً واستنكاراً وتنديداً بالمجزرة البشعة التي ارتكبتها السلطة الانقلابية الدموية في ميدانَي رابعة العدوية والنهضة وميادين أخرى في محافظات مصر أدت إلى مقتل المئات وإصابة الآلاف من المتظاهرين المعتصمين السلميين في مصر.
تقرير: محمد عبدالحميد المثنى عبد القادر- تصوير: متوكل البجاوي
شنَّ إمام وخطيب مسجد الخرطوم الكبير كمال رزق هجوماً عنيفاً على الحكومة المصرية، منتقداً المجازر التي حدثت فيها من قتل للأبرياء العزل والنساء والأطفال. وقال في خطبة الجمعة أمس، إن معركة الدين مستمرة بين الحق والباطل منتقداً تهنئة الرئيس عدلي منصور للشرطة المصرية لفضها اعتصام ميدان رابعة العدوية بالقوة. وأكَّد رزق أن جريمة اليوم هي أن تكون من الإخوان المسلمين قائلاً إنهم أطهر من مشى على وجه الأرض بعد صحابة رسول الله. وأوضح أن هتك الأعراض والسجن والإحراق بالنار هو ثمن لرفع راية الإسلام، مؤكداً أن الإخوان المسلمين هم من أشعلوا ثورة «25» يناير، وقال: هم لا يحرقون كنائس ولا يقتلون الشيوخ لأن تربيتهم نبوية. وانتقد رزق مواقف الدول العربية والإسلامية مبيناً أنها صامتة صمت القبور على ما يحدث. وقال إن الذي حدث في مصر يدل على أن الإسلام لا يُراد له أن يبقى في الأرض، مشيراً إلى أن المصريين كانوا يلحسون أحذية العسكر وأن إخوان مصر دفعوا ضريبة عدم المساومة في الدين. وتطرق لموقف أمريكا وقال إنها تتكلم باستحياء واصفاً الرئيس الأمريكي أوباما بالجبان. وأوضح أن الفرق بين مرسي والسيسي كبير في الرجولة والتضحية، حسب قوله. وأكَّد رزق أن جزاء ما فعل السيسي من قتل للمؤمنين هو عذاب جهنم، محذراً من يفرحون بقتل المسلمين من ذات العاقبة. وطالب الحكومة بقطع علاقاتها مع مصر حتى تعود الشرعية، قائلاً إن الإسلام يحتاج لرجال أشاوس وسلاح ليخوضوا المعارك. وأضاف أن السودان مستهدَف من أمريكا وإسرائيل، وعقب الخطبة والصلاة خرج المصلون والتقوا بإخوتهم في انتفاضة الغضب السوداني.
تفاصيل الانتفاضة
انتفض عقب صلاة الجمعة المئات من السودانيين تقدمتهم قيادات الحركة الإسلامية السودانية، وحزب منبر السلام العادل، وحزب المؤتمر الشعبي وقوى إسلامية وقطاعات الشعب المختلفة في مسيرات غضب هادرة بعد صلاة الجمعة بالخرطوم من مختلف مناطقهم وأحزابهم أمس، مندِّدين بالمجازر التي ارتكبتها السلطة الانقلابية في حق المعتصمين السلميين من الإخوان المسلمين الذين يطالبون بعودة الشرعية الدستورية وتسليم السلطة بإعادة الرئيس المنتخب شرعياً والمعتقل محمد مرسي، في وقت دعوا فيه لمواصلة مسيرات الغضب كل جمعة حتى تنجلي الأزمة، وفيما حملوا لافتاتٍ تطالب بوقف القتل الجائر والظالم والمذابح والمجازر في حق المعتصمِين، نددوا بشعارات «لن ترتاح يا سفاح، وإسلامية إسلامية لن تحكمنا العلمانية، ويا أمتنا يا عربية قولي قولي بحرية، إسلامية إسلامية ضد العسكر والفاشية، ويا سيسي يا جبان النسوان في الميدان، ويسقط يسقط حكم العسكر، والسيسي عميل الصهيونية، ويا سيسي يا جبان يا عميل الأمريكان، ويا سيسي يا عميل يا ناصر إسرائيل، وإسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية». وبينما دعوا الحكومة السودانية لاتخاذ موقف واضح ضد ما يحدث في مصر، مطالبين الخارجية بطرد السفير المصري من الخرطوم، أقاموا صلاة الغائب على شهداء رابعة العدوية والنهضة. وطالب المتحدثون بضرورة توحيد الحركة الإسلامية لمجابهة التحديات التي تواجه الإسلام والمسلمين في بقاع العالم العربي والإسلامي منددين بالمواقف السالبة لبعض الحكام العرب تجاه ما يجري من أحداث ومجازر بشرية في مصر، وقالوا إن تلك المذابح البشعة تدل أن مرحلة جديدة من الثورة قد بدأت، وطالبوا بإطلاق سراح الرئيس المنتخب شرعيًا محمد مرسي وتقديم الجناة إلى محاكمات.
حديث عصام البشير
وأكد رئيس مجمع الفقه الإسلامي عصام أحمد البشير في كلمته التي ألقاها بمكان تجمُّع المسيرات بساحة الشهداء بالقصر الجمهوري، أنهم جاءوا لنصرة إخوان مصر من وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي الذي وصفه بالمتألِّه والمتكبِّر. وقال عصام إن هنالك ثلاث رسائل للسيسي الأولى أنه أقسم أمام الرئيس المنتخب مرسي بألا يريق دم مسلم مصري واحد، مبيناً أن السيسي يتحمل المسؤولية التأريخية تجاه المجازر التي ارتكبها، مضيفاً أن الرسالة الثانية تتعلق بما يجري في مصر، مؤكداً أنه سيفتح الباب للعنف والتطرف. وقال إن ما فعله السيسي يعني أنه لا مجال للإسلاميين حتى عن طريق صناديق الاقتراع. وفي الرسالة الثالثة انتقد عصام توجيه الجيش لرصاصه ودباباته لصدور النساء والأطفال المصريين في حين كان يجب أن توجه للعدو الإسرائيلي.
وأكَّد عصام أن الدولة العميقة دولة مبارك ونظامه القديم ما زالت هي الحاكمة في مصر. وأشار إلى أن هنالك ما سماه بالتواطؤ العالمي، موضحاً أنَّ المجزرة التي حدثت لم يشهدها الفراعنة أو الفرس ولا مثيل لها في التأريخ. وتطرق عصام للمبادرة التي رفضها السيسي حتى لا يكون هنالك وجود للإسلاميين في المسرح السياسي، محملاً نائب الرئيس المصري الذي تقدم باستقالته محمد البرادعي مسؤولية الدماء التي سالت في العراق، وأكد أنه يُراد بكل ذلك تدمير مصر. وقال إن الدماء ستكون لعنة على الجلادين، مبيناً أن مصر إسلامية وستظل كذلك.
الجالية المصرية
من جهته أدان المتحدث الرسمي باسم الجالية المصرية في السودان محمد عبد الملك حرق المساجد والمصلين بجانب حرق المستشفى الميداني برابعة العدوية، موضحاً أن مصر ستكون القائدة لفتح القدس قريباً، فيما أشار إلى أنَّ ما يحدث إعداد جيد للإخوان في مصر. وأكد عبد الملك أن المعتصمين كسروا حاجز الخوف تحت ضرب النار الحي المتواصل، مشيراً إلى أن المسلمين أصبحوا مستضعَفين في كل مكان، مؤكداً أنَّ القضية قضية أُمة. وقال عبد الملك إن الدماء التي أُريقت هي ثمن حقيقي للعزة الإسلامية.
إخوان السودان
من جانبه أوضح المراقب العام للإخوان المسلمين علي جاويش أن ما يحدث في مصر استهداف لإخوان السودان، مطالباً بضرورة توحيد الرؤى والمواقف. وقال جاويش إن مساندتهم لإخوان مصر من أجل العزة والكرامة والإسلام، مبيناً أنَّ المعركة قديمة ومستمرة مع اليهود والأمريكان.
حزب العدالة
وفي ذات السياق أدان رئيس حزب العدالة القومي أمين بناني نيو المجازر التي تحدث في مصر، مطالباً بإطلاق سراح الرئيس المنتخب محمد مرسي ورحيل عدلي منصور، في وقت دعا فيه الجيش المصري إلى العودة لثكناته والانحياز لرغبة الشعب وتنفيذ إرادته وعدم مصادرتها.
المؤتمر الوطني
من ناحية أخرى دعا المجاهد حاج ماجد إلى ضرورة توحيد الصفوف، قائلاً: «كفانا شقاقاً وتمزقاً وانشقاقاً» في رسالة قوية وجهها للمؤتمرَين الشعبي والوطني.
المؤتمر الشعبي
وفي ذات السياق أكد ممثل المؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي ضرورة توحيد الصف الإسلامي لمجابهة التحديات الماثلة والقادمة، مشيراً إلى أن الحركة الإسلامية السودانية جزء أصيل من الحركة الإسلامية الأم في مصر. وشجب السنوسي ما يحدث من انتهاكات خطيرة من قِبل أجهزة الأمن والجيش المصري بحق الإخوان المسلمين. ودعا إلى أهمية الوحدة الإسلامية القوية داعيًا إلى الجهاد ضد الطغاة، وقال: «كونوا وحدة قوية إسلامية»، منددًا بالمواقف المخزية للقادة العرب، وقال: كنا نتوقع منهم الوقوف مع أبناء الشعب المصري واصفًا موقفهم بالعار، وقال إن رئيس الوزراء المصرى ووزير الداخلية المصري والسيسي لن يفلتوا من العقاب.
الحركة الإسلامية
وفي الإطار نفسه أكد الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية الزبير أحمد الحسن أن ما تقوم به قوات الأمن المصري هو انتهاك صريح للديمقراطية، واصفاً إياهم بالخونة والمارقين. وانتقد مواقف بعض الدول العربية والإسلامية من مشاهد المجازر، في وقت أكد فيه عدم تدخلهم في الشأن المصري الداخلي لكنه طالب الحكومة السودانية بالتوسط في المسألة المصرية لإيقاف نزيف الدماء. وقال الزبير إن أعداء الإسلام هم من يخططون لذلك، مشيراً إلى أن الاعتصامات السلميَّة ستحقق النصر، وأرسل رسالة قوية للدول الغربية مفادها أن حلم شيوخ الحركة الإسلامية وصبرهم مما يحدث له حدود في إشارة واضحة إلى احتمال حدوث مواجهات بين شباب الحركة الإسلامية في مصر وبين الجيش، وقال إن الحركة الإسلامية جماعة سنية لكنها مجاهدة.
متحدثون آخرون
تحدث خلال المسيرة الدكتور سعد أحمد سعد والأستاذة إنتصار أحمد ممثلة للمرأة والسيد محمد سليمان ممثل أهل القبلة مؤكدين وقوف الشعب السوداني بكل طوائفه مع الشعب المصري في محنته التي يتعرض لها من قبل الطغاة وحكام مصر، وطالبوا بإطلاق سراح الرئيس الشرعي المنتخب مرسي وقالوا: «لقد آن الأوان أن نتسامى فوق خلافاتنا لنصرة الإسلام والمسلمين وطالبوا الجيش المصري بالبعد عن المشهد السياسي. وشارك في المسيرة القوى الوطنية والأحزاب والتنظيمات السياسية والاتحادات والروابط والهيئات ومنظمات المجتمع المدني فيما ستنظم اللجنة العليا لمناصرة الأشقاء في مصر يوم الجمعة المقبل مسيرة غضب كبرى أخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.