حذر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، جون كيري، السلطات الحالية في واشنطن من التحرك نحو حرب مع إيران، كاشفا أن بعض زعماء دول الشرق الأوسط حثوا الولاياتالمتحدة على شن ضربات على إيران. وقال كيري، في خطاب ألقاه في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أمس الاول ، إن رئيس الولاياتالمتحدة، دونالد ترامب، وبانسحابه من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني في مايو 2018، "جعل اندلاع نزاع في المنطقة أكثر احتمالية لأن هناك أشخاصا يودون أن تقصف الولاياتالمتحدةإيران". وكشف كيري أن كلا من الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، والعاهل السعودي الراحل، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، قال له إن على الولاياتالمتحدة أن تهاجم إيران، حتى ولو لم يعلنا عن موقفهما هذا جهارا. وأضاف كيري أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، بنيامين نتنياهو، الذي يعتبر المنتقد الأكبر للسلطات الإيرانية، أيضا طلب من سيد البيت الأبيض السابق، باراك أوباما، إعطاء الضوء الأخضر لضرب إيران. واعتبر كيري أن الولاياتالمتحدة وخلال ولاية الإدارة السابقة دفعت إيران إلى تغيير سياساتها لكن بشكل هادئ، على خلاف فريق ترامب، وأشار إلى أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، "كان يحاول أن يقود بلاده في اتجاه آخر". وأكد وزير الخارجية الأمريكي: "ما فعله ترامب يوسع قدرات هؤلاء الشباب في إيران الذين قالوا لا تعملوا مع الولاياتالمتحدة وهم سيحركونكم". وتتبع الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة ترامب سياسات تجاه إيران بقسوة أكثر بكثير مما فعلته السلطات السابقة في الولاياتالمتحدة، وتتعامل مع الجمهورية الإسلامية عمليا كأكبر خصم دولي لها، متهمة هذه البلاد بأنها الداعم الرئيس للإرهاب والمزعزع الأساسي للاستقرار في الشرق الأوسط، في موقف يحظى بدعم من بعض أكبر القوى الإقليمية بينها السعودية وإسرائيل. وفي 8 مايو الماضي أعلن ترامب انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق التاريخي حول البرنامج النووي الإيراني، الذي يفرض قيودا على أنشطة طهران النووية مقابل رفع العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي عليها بسبب هذه القضية، وكذلك التدابير التقييدية التي سبق واتخذتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ضدها. وعلاوة على انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران في مايو الماضي، انسحبت واشنطن في 3 أكتوبر الجاري، من معاهدة الصداقة والعلاقات الاقتصادية والحقوق القنصلية مع إيران الموقعة عام 1955. وانتقد كيري، الذي يعتبر المبادر الأبرز لتوقيع هذه الصفقة في واشنطن، هذه السياسات لترامب، وقال إن الانسحاب من الاتفاق "يضعف أمن الولاياتالمتحدة ويكسر وعدها ويغضب حلفاؤها الأوروبيون".