وجه رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض عمر الدقير انتقادات حادة للحركة الإسلامية التي انهت مؤتمرها العام في العاصمة الخرطوم وسط تقارير عن ميزانية باهظة تم صرفها لمقابلة احتياجات المؤتمر. وقال في تصريح ل (سودان تربيون) الأحد إن المؤتمر التأم في وقت يواجه السودان أزمة شاملة لم يشهد مثلها منذ الاستقلال لكنه جاء أبعد ما يكون عن كونه مناسبة مطلوبة للمراجعة الفكرية والسياسية لتقييم وتقويم المسار. وتابع " بل كان مهرجاناً للخطابة لم يجرؤ خلاله أحدٌ من المؤتمِرين على تقديم مقاربة نقدية لتجربة ثلاثة عقود من الحكم التمكيني العضوض الذي أسرف في الاستبداد وقمع الحريات وأوغل في التخبط والفشل ولم يُنتِج غير حصاد الهشيم". وأوضح الدقير أن المشروع الحضاري الذي حكمت به الحركة الاسلامية لم يفشل بسبب عوامل خارجية أو أخطاء في التطبيق -كما يحاول بعض رموز الحركة تبرير فشله وتعزية أنفسهم -وإنما لأنه مشروع شعاراتي عصفت به رياح الواقع وكشفت زيف الشعارات التي يتغطى بها وتركته عارياً مفضوحاً أمام الناظرين، كما أثبتت الممارسة إقصائيته وعجزه عن تشكيل رافعة لأية أهداف وطنية كبرى". وأضاف: "سيكتب التاريخ أن العقود الثلاثة التي سيطرت فيها الحركة الإسلامية على السلطة في السودان هي أكثر فترات الحكم الوطني بؤساً وفشلاً، وهي التي انتهت بالسودانيين إلى واقعٍ مأساوي يتجلى في تمزيق وحدة وطنهم وإحاطتهم بالبأساء والضّراء إحاطة السِّوار بالمِعْصَم في كل مناحي الحياة".