اتهم الصادق المهدي رئيس حزب الأمة المعارض، النظام الحاكم بالتغاضي عن تسرب تنظيم داعش في البلاد، مضيفاً أن المعارضة تسعى للإطاحة بالرئيس البشير. وقال المهدي في حوار أجرته معه "العرب"، في القاهرة نشر أمس الجمعة، أن المعارضة تعمل على إطلاق تحالف سياسي تحت مسمى "قوى المستقبل الوطني"، والحشد لانتفاضة ربيع السودان للإطاحة بالرئيس عمر البشير الذي ساهم بشكل كبير في زيادة حالة الاحتقان في البلاد وخلق فراغا بما سمح لأصحاب الخطاب المتطرف بتوظيفه وإطلاق عملية استقطاب وتجنيد واسعة في السودان. وحول شبكات تهريب السودانيين إلى داعش في العراق وسوريا، عبر تركيا، بعد ضبط 19 شابا وفتاة، بينهم ابنة المتحدث الرسمي للخارجية، أوضح المهدي أن النظام برجماتي، والوضع مترهل من الناحية الفكرية، وهذا خلق فراغا، سمح لأصحاب الخطاب المتطرف بتوظيفه، وممارسة جماعات داعشية وتكفيرية وقاعدية لعملية استقطاب وتجنيد واسعة في السودان، تحت سمع وبصر النظام الذي لم يحرّك ساكنا لمواجهة ذلك، لدرجة تشكيل حركة سمّت نفسها "جماعة المعتصمين بالكتاب والسنة" بايعت داعش علنا، وبايعت أبابكر البغدادي خليفة، وهناك تكفيريون يعتلون المنابر بالمساجد، منهم محمد على الجزولي الذي أعلن مبايعته للبغدادي. وأضاف المهدي أن ثورات الربيع العربي تعثرت نتيجة أن القوى الشعبية خرجت عفوية بلا قيادة بديلة، لكن مهما تعثرت فهي ستحقق أهداف الثورات، وإن تأخرت، فإحباط الشباب وعرقلة وصول الثورات لأهدافها، من عدالة وحرية وديمقراطية واستقلال وطني، فتح المجال لميلاد التنظيمات الإرهابية، في شكل حركات احتجاجية، تسعى للتغيير بالقوة، واستقطبت شبابا فقد الأمل في التغيير الديمقراطي.