وفد عسكري أوغندي قرب جوبا    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    والي الخرطوم يشيد بمواقف شرفاء السودان بالخارج في شرح طبيعة الحرب وفضح ممارسات المليشيا المتمردة    مجاعة تهدد آلاف السودانيين في الفاشر    تجدّد إصابة إندريك "أحبط" إعارته لريال سوسيداد    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    لدى مخاطبته حفل تكريم رجل الاعمال شكينيبة بادي يشيد بجامعة النيل الازرق في دعم الاستقرار    شغل مؤسس    عثمان ميرغني يكتب: لا وقت للدموع..    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    الهلال السوداني يلاحق مقلدي شعاره قانونيًا في مصر: تحذير رسمي للمصانع ونقاط البيع    محمد خير مستشاراً لرئيس الوزراء كامل إدريس    "ناسا" تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    تيك توك يحذف 16.5 مليون فيديو في 5 دول عربية خلال 3 أشهر    وفد المعابر يقف على مواعين النقل النهري والميناء الجاف والجمارك بكوستي    الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة يكشف عن إحصائيات بلاغات المواطنين على منصة البلاغ الالكتروني والمدونة باقسام الشرطةالجنائية    الشان لا ترحم الأخطاء    صقور الجديان في الشان مشوار صعب وأمل كبير    الإسبان يستعينون ب"الأقزام السبعة" للانتقام من يامال    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب    ريال مدريد لفينيسيوس: سنتخلى عنك مثل راموس.. والبرازيلي يرضخ    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رماة الحدق تنشر :نص خطاب البشير للأمة السودانية
نشر في رماة الحدق يوم 23 - 02 - 2019

بسم الله القائل : ) واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا ( صدق الله العظيم .
جماهير شعبنا الكريم ..
سلام من الله عليكم ورحمته منه وبركاته ..
أخاطبكم اليوم وبلادنا تجتاز مرحلة صعبة ومعقدة فى تاريخها الوطنى ، وبمثلما ظل شعبنا صامداً فى وجه الأيام كلما قابلته الظروف وأحاطت به التحديات سنخرج انشاء الله من هذه المرحلة أقوى شكيمة ، وأكثر وحدة ، وأكبر اصراراً على استكمال بناء أمتنا المستقرة والناهضة والمتطلعة الى المستقبل ، وتظل التحديات والابتلاءات أقداراً مسطرة فى حياة البشر لم يسلم منها حتى الانبياء والرسل ، وخاضت غمارها كل الأمم والشعوب .
لقد كانت أحداث الايام الماضية إختبارا عظيما لنا كأمة وشعب ، وخرجنا منها بعبر ودروس .. ستكون رصيدا لحكمتنا الوطنية الممتدة ... نستدعيها ساعة الحاجة وعند إ شتداد الأزمات .
لقد شهدت بعض أجزاء البلاد احتجاجات خرجت بمطالب مشروعة فى البداية وهى السعى نحو الحياة الكريمة ومعالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة ، وتلك مطالب موضوعية كفل الدستور والقانون حق التعبير عنها إلتزاما لجانب السلمية والمحافظة على النظام العام والممتلكات ، ولقد ظللنا طوال مسيرتنا فى الحكم نعمل على تنقية الحياة السياسية من الشوائب وتوسيع مساحة الحريات العامة تمكينا للأحزاب والأفراد من ممارسة حقوقهم والسعى لتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم ، لذلك لم يكن مرفوضا عندنا ان تخرج فئة من الشعب تطالب بترقية الأوضاع العامة ومعالجة جوانب الخلل فى الأداء الحكومى ، ولكن ما كان غير مقبولا ومقلقا هو محاولة البعض القفز فى الصف الأول لتلك الاحتجاجات ... والعمل على إستغلالها... لتحقيق أجندة تتبنى خيارات صفرية ومجهولة تقود البلاد الى مصير مجهول ... والاكثر اثارة للقلق هو بث سموم الكراهية والاقصاء بين ابناء الوطن ... والاكثر ايلاما هو احتسابنا وفقدنا فيها لنفر عزيز من ابناء الوطن رحمهم الله وتقبلهم أجمعين .
الآن وبعد ما انجلي ذلك الموقف نقول اننا تابعنا تلك الإحتجاجات متابعة د قيقة وعكفنا علي تحلليل اسبابها ، ومن واقع مسئوليتنا الدستورية أقول اننا لن نيأس من دعوة الرافضين للحوار والسلام للعودة والجلوس تحت سقف الوطن ومائدته الكبري بما يجنب بلادنا ويلات النزاع وسوءات الكراهية المقيتة ولكن قبل ذلك سيظل إنحيازنا لشريحة الشباب إنحيازا صادقا وأمينا لقناعتنا بأنهم يمثلون جل الحاضر وكل المستقبل ، ونتفهم مطالبهم
الموضوعية وأحلامهم وطموحاتهم المشروعة ، لأننا نريدهم أن يظلوا أباد اياد لبناء وطنهم وتشييد نهضته فالثقة فيهم وافرة والرجاء فيهم مأمول والفرصة لهم للقيادة والبناء قائمة ، فكل المشروعات الكبري التي قامت في عهد الإنقاذ من طرق وجسور وجامعات والتصنيع الحربي والمدني والسدود وشبكات الكهرباء والمياه .. إنما قامت بأفكار وطاقات الشباب السوداني
الخلص ، وأننا نثق أن أياد شادت هذه الصروح لن تكون معولا في هدمها وتخريبها بإذن الله .
ونحن اليوم أكثر قناعة من أي وقت مضي بفتح الباب مشرعا أمام الأجيال الجديدة لتقدم مساهمتها في سفر الوطن برؤيتها الواعية وتجاربها المتنوعة ، ومن الأفضل للوطن وقواه السياسية أن يكون ذلك بالتدافع الحسن والحوار البناء بين الأجيال المختلفة ، وهذا ما سنعكف عليه في الأيام القادمة
وفق الرؤية التالية -
لقد ظل هدف تحقيق الإستقرار السياسي القائم علي الترا ضي والتوافق الوطني هدفا استراتيجيا .. سعينا لتحقيقه منذ فجر تولينا لمسئولية إدارة البلاد بإعتبار أن الإستقرار السياسي هو المدخل الحتمي والضروري لتحقيق الإستقرار الأمني والنمو الإقتصادي .وفي سبيل ذلك إتخذنا منهاج الحوار طريقا لبلوغ تلك الغاية النبيلة ، فكانت مؤتمرات الحوار الوطني حول قضايا السلام .. الإقتصاد .. النظام السياسي .. وغيرها من القضايا .. جمع الشمل
الوطني وبناء المشتركات الوطنية حاضرة وبقوة في جدول أعمالنا .
وشكلت مخرجات تلك الم ؤتمرات التي شارك فيها طيف واسع من أبناء وبنات
الوطني زادا معرفيا ثرا لمسيرتنا .. ولم نتوان في تطبيق مخرجاتها دون أن نتبضع بها في موائد التفاوض ، فنظام الحكم اللامركزي كانسب نظام لحكم البلاد وإدارة التنوع والتعدد الثقافي والإجتماعي والإقتصادي .. مضينا فيه بكل عزم .. وكذا الحال في النظام السياسي للبلاد فقد رعينا تجربته في التطور في مختلف المراحل حتي بلغ مرحلته الحالية وغير ذلك من القضايا الكلية .
وعلي الجانب الاخر لم ندعي ان تلك المخرجات هي الحق المطلق فسعينا بها زادا معرفيا للتواصل والتحاور مع حملة السلاح وقتئذ ولم ندع بابا للسلام الا وطرقناه ... ولا مسارا يشار الي انه يقود للسلام وانهاء الحرب الا سلكناه ..فكانت اتفاقيات السلام الشامل: الشرق : ابوجا والدوحة والقاهرة وتوجنا كل ذلك بحوار وطني شامل استمر قرابة الثلاثة اعوام فانتج الوثيقة الوطنية.
ننظر لكل ذلك الارث بوصفه ارثا وطنيا ومعرفيا قادرا علي تقديم الاجابات علي الاسئلة الوطنية الحرجة التي ظلت معلقة في سماوات الوطن منذ الاستقلال . وشكل عدم وجود اجابات متوافق عليها مصدرا وسببا لحالات الاحتراب الداخلي والتازم السياسي ...وهي اسئلة كيف يحكم السودان؟ ما هو نظامه السياسي؟ الاقتصادي؟ الهوية ؟ وغيرها من الاسئلة الوطنية..
ذلك الرصيد المعرفي الوطني بكل مشتملاته ووثائقه يشكل اساسا صالحا للبناء
عليه، فهو ليس سقفا يحد من التعاطي مع الافكار والمبادرات الجديدة ولكنه بناء يشكل قاعدة صلبلة للانطلاق منها.
الدروس المستفادة من خلال تجربتنا الوطنية تشير الي الاتي:
1/ انه لابديل من الحوار الا الحوار
2/ في قضية الوطن الكل فيها كاسب ..فلا منتصر ولا مهزوم
3/ الخيارات الصفرية والعدمية لن تحل مشكلة البلاد ..نحتاج جميعا ان
نتحرك للامام من اجل الوطن فلنمضي للبناء علي ما هو متوافق عليه ونتحاور
حول ما هو مختلف عليه ..لن يتطور السودان بمنهج مقارباتنا السابقة بايقاف
السيرورة والعودة للمربع الاول ومن ثم محاولة التقدم ثم التقهقر مرة
اخري الي النقطة صفر ..هذه عملية دائرية لاتبني وطنا.
بني وطني.. والحال كذلك فانني ومن واقع مسئوليتي الدستورية والاخلاقية عن
كل الشعب السوداني الموالين منه والمعارضين وحملة السلاح .. ادعوكم جميعا
وبلا استثناء الي التحرك الي الامام من اجل الوطن .. وارفع النداء عاليا
من منصة قومية لشبابنا في كل الساحات ولشيوخنا الاجلاء .. ولنسائنا
الماجدات بل ولكل قطاعات الشعب السوداني الكريم في الداخل والخارج بان
الوطن في اشد الحاجة الي توحدكم وتازركم والي طاقاتكم الايجابية وافكاركم
البناءة – لكل ذلك ادعوكم بمقاربة متجددة وعلي مسار يفضي الي توافق وطني
يحفظ الوطن وينظم ويطور الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية فيه :هذا المسار وتلك المقاربة تتاسس علي الاتي :-
1- المطروح الان من جانبي هو مسار واطار جامع للحل وليس الحل بعينه
فالحلول امر يجب ان نتشارك جميعا في انجازها
2- ما يجب ان يقودنا اليه مسار الحل الوطني المتوافق والمتراضي عليه حتما
ليس هو الخيارات الصفرية ولغة الاقصاء بصرف النظر جاءت من موال او معارض
:كلا: بل هو حل يحفظ ويصون وحدة البلاد وامنها واستقرارها : ويرسم مسارا
امنا لمستقبلها دون اقصاء او عزل لاحد ويجنب بلادنا مصائر شعوب ليست منا
ببعيدة كانت دولها يوما حلما ومقصدا لعدد غير يسير من طالبي ظروف حياة
اقضل من ابناء شعبنا الكرام .
عليه وتاسيسا علي ما تقدم وتهيئة للمسار الوطني الجديد فاني اعلن الاتي:-
1- التاكيد مجددا علي ان تكون وثيقة الحوار الوطني التي انجزتها القوي
السياسية والمجتمعية واودعت فيها جماع اتفاقنا الوطني والتي قطعنا شوطا
كبيرا في تنفيذها اساسا متينا في استكمال لم شمل القوي السياسية الوطنية
في الداخل والخارج وسيتسع صدرنا واسماعنا لاي مقترحات جديدة تساهم في
بناء وطننا العزيز .. قناعة منا بأن الحوار هو الوسيلة الاولي والاخيرة
لاستكمال بناء وطن يسع الجميع .
2- ادعو البرلمان الي تاجيل النظر في التعديلات الدستورية المطروحة عليه
فتحا للابواب امام اثراء الحياة السياسية بالحوار البناء والمبادرات
الوطنية الخالصة.
3- اجدد العهد بان اقف من منصة قومية)رئاسة الجمهورية( لرعاية هذه
العملية لاكون علي مسافة واحدة من الجميع , موالين ومعارضين زادي في ذلك
العدل والشفافية وسعة الصدر لشمول كل الوطن.
4- اخصص الدعوة الصادقة لقوي المعارضة التي لاتزال خارج مسار الوفاق
الوطني ووثيقته للتحرك للامام والانخراط في التشاور حول قضايا الراهن
والمستقبل عبر الية حوار يتفق عليها.
5- ادعو حملة السلاح لتسريع خطي التفاوض من اجل وقف الحرب وتحقيق السلام
لتكون جزءا من ترتيبات بناء الوطن ومستقبله
6- ادعو جميع من ذكرت انفا من قوي سياسية ومجتمعية وحركات مسلحة لاستيعاب
المتغير الجديد في المشهد السياسي والاجتماعي
وعلي الجانب الاخر لم ندعي ان تلك المخرجات هي الحق المطلق فسعينا بها
زادا معرفيا للتواصل والتحاور مع حملة السلاح وفتئذ ولم ندع بابا للسلام
الا وطرقناه ... ولا مسارا يشار الي انه يقود للسلام وانهاء الحرب الا
سلكناه ..فكانت اتفاقيات السلام الشامل وابوجا والدوحة والقاهرة وتوجنا
كل ذلك بحوار وطني شامل استمر قرابة الثلاثة اعوام فانتج الوثيقة
الوطنية.
ننظر لكل ذلك الارث بوصفه ارثا وطنيا ومعرفيا قادرا علي تقديم الاجابات
علي الاسئلة الوطنية الحرجة التي ظلت معلقة في سماوات الوطن منذ
الاستقلال . وشكل عدم وجود اجابات متوافق عليها مصدرا وسببا لحالات
الاحتراب الداخلي والتازم السياسي ...وهي اسئلة كيف يحكم السودان ما هو
نظامه السياسي الاقتصادي الهوية وغيرها من الاسئلة الوطنية.
ذلك الرصيد المعرفي الوطني بكل مشتملاته ووثائقه يشكل اساسا صالحا للبناء
عليه، فهو ليس سقفا يحد من التعاطي مع الافكار والمبادرات الجديدة ولكنه
بناء يشكل قاعدة صلبلة للانطلاق منها.
الدروس المستفادة من خلال تجربتنا الوطنية تشير الي الاتي :-
1- انه لابديل من الحوار الا الحوار
2- في قضية الوطن الكل فيها كاسب ..فلا منتصر ولا مهزوم
3- الخيارات الصفرية والعدمية لن تحل مشكلة البلاد ..نحتاج جميعا ان
نتحرك للامام من اجل الوطن فلنمضي للبناء علي ما هو متوافق عليه ونتحاور
حول ما هو مختلف عليه ..لن يتطور السودان بمنهج مقارباتنا السابقة بايقاف
السيرورة والعودة للمربع الاول ومن ثم محاولة التقدم ثم التقهقر مرة
اخري الي النقطة صفر ..هذه عملية دائرية لاتبني وطنا.
بني وطني.. والحال كذلك فانني ومن واقع مسئوليتي الدستورية والاخلاقية عن
كل الشعب السوداني الموالين منه والمعارضين وحملة السلاح .. ادعوكم جميعا
وبلا استثناء الي التحرك الي الامام من اجل الوطن .. وارفع النداء عاليا
من منصة قومية لشبابنا في كل الساحات ولشيوخنا الاجلاء .. ولنسائنا
الماجدات بل ولكل قطاعات الشعب السوداني الكريم في الداخل والخارج بان
الوطن في اشد الحاجة الي توحدكم وتازركم والي طاقاتكم الايجابية وافكاركم
البناءة – لكل ذلك ادعوكم بمقاربة متجددة وعلي مسار يفضي الي توافق وطني
يحفظ الوطن وينظم ويطور الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية فيه
..هذا المسار وتلك المقاربة تتاسس علي الاتي :-
1- المطروح الان من جانبي هو مسار واطار جامع للحل وليس الحل بعينه:
فالحلول امر يجب ان نتشارك جميعا في انجاوها
2- ما يجب ان يقودنا اليه مسار الحل الوطني المتوافق والمتراضي عليه حتما
ليس هو الخيارات الصفرية ولغة الاقصاء بصرف النظر جاءت من موال او معارض
:كلا: بل هو حل يحفظ ويصون وحدة البلاد وامنها واستقرارها : ويرسم مسارا
امنا لمستقبلها دون اقصاء او عزل لاحد ويجنب بلادنا مصائر شعوب ليست منا
ببعيدة كانت دولها يوما حلما ومقصدا لعدد غير يسير من طالبي ظروف حياة
اقضل من ابناء شعبنا الكرام .
عليه وتاسيسا علي ما تقدم وتهيئة للمسار الوطني الجديد فاني اعلن الاتي:-
1- التاكيد مجددا علي ان تكون وثيقة الحوار الوطني التي انجزتها القوي
السياسية والمجتمعية واودعت فيها جماع اتفاقنا الوطني والتي قطعنا شوطا
كبيرا في تنفيذها اساسا متينا في استكمال لم شمل القوي السياسية الوطنية
في الداخل والخارج وسيتسع صدرنا واسماعنا لاي مقترحات جديدة تساهم في
بناء وطننا العزيز .. قناعة منا بأن الحوار هو الوسيلة الاولي والاخيرة
لاستكمال بناء وطن يسع الجميع .
2- ادعو البرلمان الي تاجيل النظر في التعديلات الدستورية المطروحة عليه
فتحا للابواب امام اثراء الحياة السياسية بالحوار البناء والمبادرات
الوطنية الخالصة.
3- اجدد العهد بان اقف من منصة قومية)رئاسة الجمهورية( لرعاية هذه
العملية لاكون علي مسافة واحدة من الجميع , موالين ومعارضين زادي في ذلك
العدل والشفافية وسعة الصدر لشمول كل الوطن.
4- اخصص الدعوة الصادقة لقوي المعارضة التي لاتزال خارج مسار الوفاق
الوطني ووثيقته للتحرك للامام والانخراط في التشاور حول قضايا الراهن
والمستقبل عبر الية حوار يتفق عليها.
5- ادعو حملة السلاح لتسريع خطي التفاوض من اجل وقف الحرب وتحقيق السلام
لتكون جزءا من ترتيبات بناء الوطن ومستقبله
6- ادعو جميع من ذكرت انفا من قوي سياسية ومجتمعية وحركات مسلحة لاستيعاب
المتغير الجديد في المشهد السياسي والاجتماعي.
)الشباب ( وذلك من خلال أطوحاتهم وتنظيماتهم ومن خلال آليات جديدة يتفق
عليها معهم للإستماع لهم ولإشراكهم في البناء الوطني بالاليات المناسبة
..فأغلبهم ليس جزءاً من التنظيمات والقوي الشياسية الموجودة بالساحة الآن
.
)7( أدعو الجميع للنظر وضمن هذه العملية لدور القوات المسلحة في المشهد
الوطني كحامية وضامنة للإستقرار ويطور الحوار وتفاصيل ذلك .
)8( أوجه دبلوماسيتنا لتعزيز الإرتباط الإيجابي البناء مع المجتمع
الإقليمي والقاري والدولي ليكون شريكاً مساهماً بإيجابية في عملية التحول
الوطني هذه.
)9( وحيث أن صدي التحدي الإقتصادي يطرق بعنف علي كل أبواب منازل الشعب
السوداني فإن تدابير إقتصادية محكمة ينبغي أن تتخذ بحكومة مهام جديدة
...سأكلف بها فريق عمل تنفيذي من كفاءات وطنية مقتدرة لإنجازها الي حين
استكمال العملية الحوارية لوقتها الضروري .
)10( وإستعدادا لترتيب المشهد السياسي الوطني بما يحقق الاجماع والوفاق
وتنفيذ الاستحقاات اللازمة لذلك من تحقيق لطموحات شعبنا واحلامه في
النهضة والبناء والرفاهية فانني أعلن الاتي :-
)أ( فرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة عام واحد .
)ب( حل حكومة الوفاق الوطني .
)ج( حل الحكومات الولائية .
)11( وسنوالي اتخاذ التدابي والاجراءات والقرارات الازمة لتنفيذ ماذكرنا.
المواطنون الشرفاء ...
إن بلادنا التي سالت من اجل صون كرامتها واستقرارها دماء الشهداء الطاهرة
في كل الحقب والعهود لن تنتكس ابدا لمربع الفوضي والعنف والاقصاء وستظل
حكمتها المركوزة في صدور ابنائها وبناتها عاصما لها من التشرزم والتمزق
والضياع ، وأن التسامح الموجود فطرة في نفوس ابنائها وبناتها سيبقي
نبراسا لها في الليالي الحالكات والاوقات العصيبات ...وأني علي يقين أننا
سنصيف مثالا باهرا يحتذي .
رحم الله من فقدناهم في الاحداث والتعازي لاسرهم المكلومة وللوطن اجمع
وفي انتظار نتائج تحقيقات النيابة العامة ولجان التحقيق الاخري وتوصياتها
. واتعهد ان يكون العدل والقانون هما الفيصل .
حفظ الله بلادنا ووحد صفنا وهدانا جميعا الي الصراط المستقيم ،،،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.