لما سقطت طهران... صرخت بورسودان وأبواقها    "الأمة القومي": كامل ادريس امتداد لانقلاب 25 أكتوبر    6 دول في الجنوب الأفريقي تخرج من قائمة بؤر الجوع العالمية    فقدان عشرات المهاجرين السودانيين في عرض البحر الأبيض المتوسط    عودة الخبراء الأتراك إلى بورتسودان لتشغيل طائرات "أنقرة" المسيّرة    الحكم بسجن مرتكبي جريمة شنق فينيسيوس    30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من ضبط منزل لتزييف العملات ومخازن لتخزين منهوبات المواطنين    هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها ب 149 هدفاً مقابل لا شيء؟    بين 9 دول نووية.. من يملك السلاح الأقوى في العالم؟    لماذا ارتفعت أسعار النفط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟    وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    في شنو تفاوض (جاك ديارا) وتسجل (بخيت خميس)؟!    ماذا قالت الصحف العالمية عن تعادل الهلال مع ريال مدريد؟    نظرية "بيتزا البنتاغون" تفضح الضربة الإسرائيلية لإيران    يوفنتوس يفوز على العين بخماسية في كأس العالم للأندية    تقرير رسمي حديث للسودان بشأن الحرب    التغيير الكاذب… وتكديس الصفقات!    السودان والحرب    حركة متمرّدة جديدة بقيادة عضو سابق في المجلس التشريعي الوطني    الأهلي يكسب الفجر بهدف في ديربي الأبيض    عملية اختطاف خطيرة في السودان    شاهد بالفيديو.. الفنان شريف الفحيل يعود لإثارة الجدل: (بحب البنات يا ناس لأنهم ما بظلموا وما عندهم الغيرة والحقد بتاع الرجال)    بالصورة.. الممثل السوداني ومقدم برنامج المقالب "زول سغيل" ينفي شائعة زواجه من إحدى ضحياه: (زواجي ما عندي علاقة بشيخ الدمازين وكلنا موحدين وعارفين الكلام دا)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    شاهد بالفيديو.. ظهر بحالة يرثى لها.. الفنان المثير للجدل سجاد بحري يؤكد خروجه من السجن وعودته للسودان عبر بورتسودان    الهلال السعودي يتعادل مع ريال مدريد بهدف لكلٍ في كأس العالم للأندية    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رماة الحدق تنشر :نص خطاب البشير للأمة السودانية
نشر في رماة الحدق يوم 23 - 02 - 2019

بسم الله القائل : ) واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا ( صدق الله العظيم .
جماهير شعبنا الكريم ..
سلام من الله عليكم ورحمته منه وبركاته ..
أخاطبكم اليوم وبلادنا تجتاز مرحلة صعبة ومعقدة فى تاريخها الوطنى ، وبمثلما ظل شعبنا صامداً فى وجه الأيام كلما قابلته الظروف وأحاطت به التحديات سنخرج انشاء الله من هذه المرحلة أقوى شكيمة ، وأكثر وحدة ، وأكبر اصراراً على استكمال بناء أمتنا المستقرة والناهضة والمتطلعة الى المستقبل ، وتظل التحديات والابتلاءات أقداراً مسطرة فى حياة البشر لم يسلم منها حتى الانبياء والرسل ، وخاضت غمارها كل الأمم والشعوب .
لقد كانت أحداث الايام الماضية إختبارا عظيما لنا كأمة وشعب ، وخرجنا منها بعبر ودروس .. ستكون رصيدا لحكمتنا الوطنية الممتدة ... نستدعيها ساعة الحاجة وعند إ شتداد الأزمات .
لقد شهدت بعض أجزاء البلاد احتجاجات خرجت بمطالب مشروعة فى البداية وهى السعى نحو الحياة الكريمة ومعالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة ، وتلك مطالب موضوعية كفل الدستور والقانون حق التعبير عنها إلتزاما لجانب السلمية والمحافظة على النظام العام والممتلكات ، ولقد ظللنا طوال مسيرتنا فى الحكم نعمل على تنقية الحياة السياسية من الشوائب وتوسيع مساحة الحريات العامة تمكينا للأحزاب والأفراد من ممارسة حقوقهم والسعى لتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم ، لذلك لم يكن مرفوضا عندنا ان تخرج فئة من الشعب تطالب بترقية الأوضاع العامة ومعالجة جوانب الخلل فى الأداء الحكومى ، ولكن ما كان غير مقبولا ومقلقا هو محاولة البعض القفز فى الصف الأول لتلك الاحتجاجات ... والعمل على إستغلالها... لتحقيق أجندة تتبنى خيارات صفرية ومجهولة تقود البلاد الى مصير مجهول ... والاكثر اثارة للقلق هو بث سموم الكراهية والاقصاء بين ابناء الوطن ... والاكثر ايلاما هو احتسابنا وفقدنا فيها لنفر عزيز من ابناء الوطن رحمهم الله وتقبلهم أجمعين .
الآن وبعد ما انجلي ذلك الموقف نقول اننا تابعنا تلك الإحتجاجات متابعة د قيقة وعكفنا علي تحلليل اسبابها ، ومن واقع مسئوليتنا الدستورية أقول اننا لن نيأس من دعوة الرافضين للحوار والسلام للعودة والجلوس تحت سقف الوطن ومائدته الكبري بما يجنب بلادنا ويلات النزاع وسوءات الكراهية المقيتة ولكن قبل ذلك سيظل إنحيازنا لشريحة الشباب إنحيازا صادقا وأمينا لقناعتنا بأنهم يمثلون جل الحاضر وكل المستقبل ، ونتفهم مطالبهم
الموضوعية وأحلامهم وطموحاتهم المشروعة ، لأننا نريدهم أن يظلوا أباد اياد لبناء وطنهم وتشييد نهضته فالثقة فيهم وافرة والرجاء فيهم مأمول والفرصة لهم للقيادة والبناء قائمة ، فكل المشروعات الكبري التي قامت في عهد الإنقاذ من طرق وجسور وجامعات والتصنيع الحربي والمدني والسدود وشبكات الكهرباء والمياه .. إنما قامت بأفكار وطاقات الشباب السوداني
الخلص ، وأننا نثق أن أياد شادت هذه الصروح لن تكون معولا في هدمها وتخريبها بإذن الله .
ونحن اليوم أكثر قناعة من أي وقت مضي بفتح الباب مشرعا أمام الأجيال الجديدة لتقدم مساهمتها في سفر الوطن برؤيتها الواعية وتجاربها المتنوعة ، ومن الأفضل للوطن وقواه السياسية أن يكون ذلك بالتدافع الحسن والحوار البناء بين الأجيال المختلفة ، وهذا ما سنعكف عليه في الأيام القادمة
وفق الرؤية التالية -
لقد ظل هدف تحقيق الإستقرار السياسي القائم علي الترا ضي والتوافق الوطني هدفا استراتيجيا .. سعينا لتحقيقه منذ فجر تولينا لمسئولية إدارة البلاد بإعتبار أن الإستقرار السياسي هو المدخل الحتمي والضروري لتحقيق الإستقرار الأمني والنمو الإقتصادي .وفي سبيل ذلك إتخذنا منهاج الحوار طريقا لبلوغ تلك الغاية النبيلة ، فكانت مؤتمرات الحوار الوطني حول قضايا السلام .. الإقتصاد .. النظام السياسي .. وغيرها من القضايا .. جمع الشمل
الوطني وبناء المشتركات الوطنية حاضرة وبقوة في جدول أعمالنا .
وشكلت مخرجات تلك الم ؤتمرات التي شارك فيها طيف واسع من أبناء وبنات
الوطني زادا معرفيا ثرا لمسيرتنا .. ولم نتوان في تطبيق مخرجاتها دون أن نتبضع بها في موائد التفاوض ، فنظام الحكم اللامركزي كانسب نظام لحكم البلاد وإدارة التنوع والتعدد الثقافي والإجتماعي والإقتصادي .. مضينا فيه بكل عزم .. وكذا الحال في النظام السياسي للبلاد فقد رعينا تجربته في التطور في مختلف المراحل حتي بلغ مرحلته الحالية وغير ذلك من القضايا الكلية .
وعلي الجانب الاخر لم ندعي ان تلك المخرجات هي الحق المطلق فسعينا بها زادا معرفيا للتواصل والتحاور مع حملة السلاح وقتئذ ولم ندع بابا للسلام الا وطرقناه ... ولا مسارا يشار الي انه يقود للسلام وانهاء الحرب الا سلكناه ..فكانت اتفاقيات السلام الشامل: الشرق : ابوجا والدوحة والقاهرة وتوجنا كل ذلك بحوار وطني شامل استمر قرابة الثلاثة اعوام فانتج الوثيقة الوطنية.
ننظر لكل ذلك الارث بوصفه ارثا وطنيا ومعرفيا قادرا علي تقديم الاجابات علي الاسئلة الوطنية الحرجة التي ظلت معلقة في سماوات الوطن منذ الاستقلال . وشكل عدم وجود اجابات متوافق عليها مصدرا وسببا لحالات الاحتراب الداخلي والتازم السياسي ...وهي اسئلة كيف يحكم السودان؟ ما هو نظامه السياسي؟ الاقتصادي؟ الهوية ؟ وغيرها من الاسئلة الوطنية..
ذلك الرصيد المعرفي الوطني بكل مشتملاته ووثائقه يشكل اساسا صالحا للبناء
عليه، فهو ليس سقفا يحد من التعاطي مع الافكار والمبادرات الجديدة ولكنه بناء يشكل قاعدة صلبلة للانطلاق منها.
الدروس المستفادة من خلال تجربتنا الوطنية تشير الي الاتي:
1/ انه لابديل من الحوار الا الحوار
2/ في قضية الوطن الكل فيها كاسب ..فلا منتصر ولا مهزوم
3/ الخيارات الصفرية والعدمية لن تحل مشكلة البلاد ..نحتاج جميعا ان
نتحرك للامام من اجل الوطن فلنمضي للبناء علي ما هو متوافق عليه ونتحاور
حول ما هو مختلف عليه ..لن يتطور السودان بمنهج مقارباتنا السابقة بايقاف
السيرورة والعودة للمربع الاول ومن ثم محاولة التقدم ثم التقهقر مرة
اخري الي النقطة صفر ..هذه عملية دائرية لاتبني وطنا.
بني وطني.. والحال كذلك فانني ومن واقع مسئوليتي الدستورية والاخلاقية عن
كل الشعب السوداني الموالين منه والمعارضين وحملة السلاح .. ادعوكم جميعا
وبلا استثناء الي التحرك الي الامام من اجل الوطن .. وارفع النداء عاليا
من منصة قومية لشبابنا في كل الساحات ولشيوخنا الاجلاء .. ولنسائنا
الماجدات بل ولكل قطاعات الشعب السوداني الكريم في الداخل والخارج بان
الوطن في اشد الحاجة الي توحدكم وتازركم والي طاقاتكم الايجابية وافكاركم
البناءة – لكل ذلك ادعوكم بمقاربة متجددة وعلي مسار يفضي الي توافق وطني
يحفظ الوطن وينظم ويطور الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية فيه :هذا المسار وتلك المقاربة تتاسس علي الاتي :-
1- المطروح الان من جانبي هو مسار واطار جامع للحل وليس الحل بعينه
فالحلول امر يجب ان نتشارك جميعا في انجازها
2- ما يجب ان يقودنا اليه مسار الحل الوطني المتوافق والمتراضي عليه حتما
ليس هو الخيارات الصفرية ولغة الاقصاء بصرف النظر جاءت من موال او معارض
:كلا: بل هو حل يحفظ ويصون وحدة البلاد وامنها واستقرارها : ويرسم مسارا
امنا لمستقبلها دون اقصاء او عزل لاحد ويجنب بلادنا مصائر شعوب ليست منا
ببعيدة كانت دولها يوما حلما ومقصدا لعدد غير يسير من طالبي ظروف حياة
اقضل من ابناء شعبنا الكرام .
عليه وتاسيسا علي ما تقدم وتهيئة للمسار الوطني الجديد فاني اعلن الاتي:-
1- التاكيد مجددا علي ان تكون وثيقة الحوار الوطني التي انجزتها القوي
السياسية والمجتمعية واودعت فيها جماع اتفاقنا الوطني والتي قطعنا شوطا
كبيرا في تنفيذها اساسا متينا في استكمال لم شمل القوي السياسية الوطنية
في الداخل والخارج وسيتسع صدرنا واسماعنا لاي مقترحات جديدة تساهم في
بناء وطننا العزيز .. قناعة منا بأن الحوار هو الوسيلة الاولي والاخيرة
لاستكمال بناء وطن يسع الجميع .
2- ادعو البرلمان الي تاجيل النظر في التعديلات الدستورية المطروحة عليه
فتحا للابواب امام اثراء الحياة السياسية بالحوار البناء والمبادرات
الوطنية الخالصة.
3- اجدد العهد بان اقف من منصة قومية)رئاسة الجمهورية( لرعاية هذه
العملية لاكون علي مسافة واحدة من الجميع , موالين ومعارضين زادي في ذلك
العدل والشفافية وسعة الصدر لشمول كل الوطن.
4- اخصص الدعوة الصادقة لقوي المعارضة التي لاتزال خارج مسار الوفاق
الوطني ووثيقته للتحرك للامام والانخراط في التشاور حول قضايا الراهن
والمستقبل عبر الية حوار يتفق عليها.
5- ادعو حملة السلاح لتسريع خطي التفاوض من اجل وقف الحرب وتحقيق السلام
لتكون جزءا من ترتيبات بناء الوطن ومستقبله
6- ادعو جميع من ذكرت انفا من قوي سياسية ومجتمعية وحركات مسلحة لاستيعاب
المتغير الجديد في المشهد السياسي والاجتماعي
وعلي الجانب الاخر لم ندعي ان تلك المخرجات هي الحق المطلق فسعينا بها
زادا معرفيا للتواصل والتحاور مع حملة السلاح وفتئذ ولم ندع بابا للسلام
الا وطرقناه ... ولا مسارا يشار الي انه يقود للسلام وانهاء الحرب الا
سلكناه ..فكانت اتفاقيات السلام الشامل وابوجا والدوحة والقاهرة وتوجنا
كل ذلك بحوار وطني شامل استمر قرابة الثلاثة اعوام فانتج الوثيقة
الوطنية.
ننظر لكل ذلك الارث بوصفه ارثا وطنيا ومعرفيا قادرا علي تقديم الاجابات
علي الاسئلة الوطنية الحرجة التي ظلت معلقة في سماوات الوطن منذ
الاستقلال . وشكل عدم وجود اجابات متوافق عليها مصدرا وسببا لحالات
الاحتراب الداخلي والتازم السياسي ...وهي اسئلة كيف يحكم السودان ما هو
نظامه السياسي الاقتصادي الهوية وغيرها من الاسئلة الوطنية.
ذلك الرصيد المعرفي الوطني بكل مشتملاته ووثائقه يشكل اساسا صالحا للبناء
عليه، فهو ليس سقفا يحد من التعاطي مع الافكار والمبادرات الجديدة ولكنه
بناء يشكل قاعدة صلبلة للانطلاق منها.
الدروس المستفادة من خلال تجربتنا الوطنية تشير الي الاتي :-
1- انه لابديل من الحوار الا الحوار
2- في قضية الوطن الكل فيها كاسب ..فلا منتصر ولا مهزوم
3- الخيارات الصفرية والعدمية لن تحل مشكلة البلاد ..نحتاج جميعا ان
نتحرك للامام من اجل الوطن فلنمضي للبناء علي ما هو متوافق عليه ونتحاور
حول ما هو مختلف عليه ..لن يتطور السودان بمنهج مقارباتنا السابقة بايقاف
السيرورة والعودة للمربع الاول ومن ثم محاولة التقدم ثم التقهقر مرة
اخري الي النقطة صفر ..هذه عملية دائرية لاتبني وطنا.
بني وطني.. والحال كذلك فانني ومن واقع مسئوليتي الدستورية والاخلاقية عن
كل الشعب السوداني الموالين منه والمعارضين وحملة السلاح .. ادعوكم جميعا
وبلا استثناء الي التحرك الي الامام من اجل الوطن .. وارفع النداء عاليا
من منصة قومية لشبابنا في كل الساحات ولشيوخنا الاجلاء .. ولنسائنا
الماجدات بل ولكل قطاعات الشعب السوداني الكريم في الداخل والخارج بان
الوطن في اشد الحاجة الي توحدكم وتازركم والي طاقاتكم الايجابية وافكاركم
البناءة – لكل ذلك ادعوكم بمقاربة متجددة وعلي مسار يفضي الي توافق وطني
يحفظ الوطن وينظم ويطور الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية فيه
..هذا المسار وتلك المقاربة تتاسس علي الاتي :-
1- المطروح الان من جانبي هو مسار واطار جامع للحل وليس الحل بعينه:
فالحلول امر يجب ان نتشارك جميعا في انجاوها
2- ما يجب ان يقودنا اليه مسار الحل الوطني المتوافق والمتراضي عليه حتما
ليس هو الخيارات الصفرية ولغة الاقصاء بصرف النظر جاءت من موال او معارض
:كلا: بل هو حل يحفظ ويصون وحدة البلاد وامنها واستقرارها : ويرسم مسارا
امنا لمستقبلها دون اقصاء او عزل لاحد ويجنب بلادنا مصائر شعوب ليست منا
ببعيدة كانت دولها يوما حلما ومقصدا لعدد غير يسير من طالبي ظروف حياة
اقضل من ابناء شعبنا الكرام .
عليه وتاسيسا علي ما تقدم وتهيئة للمسار الوطني الجديد فاني اعلن الاتي:-
1- التاكيد مجددا علي ان تكون وثيقة الحوار الوطني التي انجزتها القوي
السياسية والمجتمعية واودعت فيها جماع اتفاقنا الوطني والتي قطعنا شوطا
كبيرا في تنفيذها اساسا متينا في استكمال لم شمل القوي السياسية الوطنية
في الداخل والخارج وسيتسع صدرنا واسماعنا لاي مقترحات جديدة تساهم في
بناء وطننا العزيز .. قناعة منا بأن الحوار هو الوسيلة الاولي والاخيرة
لاستكمال بناء وطن يسع الجميع .
2- ادعو البرلمان الي تاجيل النظر في التعديلات الدستورية المطروحة عليه
فتحا للابواب امام اثراء الحياة السياسية بالحوار البناء والمبادرات
الوطنية الخالصة.
3- اجدد العهد بان اقف من منصة قومية)رئاسة الجمهورية( لرعاية هذه
العملية لاكون علي مسافة واحدة من الجميع , موالين ومعارضين زادي في ذلك
العدل والشفافية وسعة الصدر لشمول كل الوطن.
4- اخصص الدعوة الصادقة لقوي المعارضة التي لاتزال خارج مسار الوفاق
الوطني ووثيقته للتحرك للامام والانخراط في التشاور حول قضايا الراهن
والمستقبل عبر الية حوار يتفق عليها.
5- ادعو حملة السلاح لتسريع خطي التفاوض من اجل وقف الحرب وتحقيق السلام
لتكون جزءا من ترتيبات بناء الوطن ومستقبله
6- ادعو جميع من ذكرت انفا من قوي سياسية ومجتمعية وحركات مسلحة لاستيعاب
المتغير الجديد في المشهد السياسي والاجتماعي.
)الشباب ( وذلك من خلال أطوحاتهم وتنظيماتهم ومن خلال آليات جديدة يتفق
عليها معهم للإستماع لهم ولإشراكهم في البناء الوطني بالاليات المناسبة
..فأغلبهم ليس جزءاً من التنظيمات والقوي الشياسية الموجودة بالساحة الآن
.
)7( أدعو الجميع للنظر وضمن هذه العملية لدور القوات المسلحة في المشهد
الوطني كحامية وضامنة للإستقرار ويطور الحوار وتفاصيل ذلك .
)8( أوجه دبلوماسيتنا لتعزيز الإرتباط الإيجابي البناء مع المجتمع
الإقليمي والقاري والدولي ليكون شريكاً مساهماً بإيجابية في عملية التحول
الوطني هذه.
)9( وحيث أن صدي التحدي الإقتصادي يطرق بعنف علي كل أبواب منازل الشعب
السوداني فإن تدابير إقتصادية محكمة ينبغي أن تتخذ بحكومة مهام جديدة
...سأكلف بها فريق عمل تنفيذي من كفاءات وطنية مقتدرة لإنجازها الي حين
استكمال العملية الحوارية لوقتها الضروري .
)10( وإستعدادا لترتيب المشهد السياسي الوطني بما يحقق الاجماع والوفاق
وتنفيذ الاستحقاات اللازمة لذلك من تحقيق لطموحات شعبنا واحلامه في
النهضة والبناء والرفاهية فانني أعلن الاتي :-
)أ( فرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة عام واحد .
)ب( حل حكومة الوفاق الوطني .
)ج( حل الحكومات الولائية .
)11( وسنوالي اتخاذ التدابي والاجراءات والقرارات الازمة لتنفيذ ماذكرنا.
المواطنون الشرفاء ...
إن بلادنا التي سالت من اجل صون كرامتها واستقرارها دماء الشهداء الطاهرة
في كل الحقب والعهود لن تنتكس ابدا لمربع الفوضي والعنف والاقصاء وستظل
حكمتها المركوزة في صدور ابنائها وبناتها عاصما لها من التشرزم والتمزق
والضياع ، وأن التسامح الموجود فطرة في نفوس ابنائها وبناتها سيبقي
نبراسا لها في الليالي الحالكات والاوقات العصيبات ...وأني علي يقين أننا
سنصيف مثالا باهرا يحتذي .
رحم الله من فقدناهم في الاحداث والتعازي لاسرهم المكلومة وللوطن اجمع
وفي انتظار نتائج تحقيقات النيابة العامة ولجان التحقيق الاخري وتوصياتها
. واتعهد ان يكون العدل والقانون هما الفيصل .
حفظ الله بلادنا ووحد صفنا وهدانا جميعا الي الصراط المستقيم ،،،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.