ضجّت الأسافير في الأيام القليلة الماضية بسيرة الصحفي بصحيفة "الصيحة"، المحسوب على حزب الأمة القيادة الجماعية، "حسن إسماعيل"، بعد أن تمَّ تعيينه وزيراً للحكم المحلي، في حكومة ولاية الخرطوم، التي تم تشكيلها مطلع الأسبوع الجاري. ونقلت "الجريدة" في عددها الصادر بتاريخ أمس الإثنين، عن والي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين، قوله: (دا صحفي يستحق منكم التصفيق لأنه كُلِّف بأكبر الوزارات). فصفق الحضور، ربما لأن كثير من الصحفيين قد فوجئوا بأن زميلهم حسن إسماعيل الذي ملأ الفضائيات إحتجاجاً على أحداث سبتمبر، وظل لوقت قريب يقود المناهضة في الشوارع ضد النظام الذي قبل إستوزاره. وكان إسماعيل قد دخل في مناكفات الأيام الماضية مع شباب بحزب الأمة المعارض الذي ينتمي إليه، ولكنه، بعد أن أغلق حساباته في الوسائط الاجتماعية أصبح جزء من السلطة ممثلاً لحزب الأمة القيادة الجماعية. وكان الوزير إسماعيل قد كتب في زاويته اليومية على "الصيحة" أمس الإثنين، إن الوقت قد حان لينتقل من موقع المساهمة بالرأي والنقد والنصح إلى موقع مشاركة المسؤولية وتحملها تنفيذياً، والمساهمة من داخل الميدان العملي في تقديم ما يمكن تقديمه رفعة لهذا البلد ورفعاً ومعالجة لكثير من التحديات والأعباء التي تثقل كاهل الإنسان السوداني في هذه الولاية. وأضاف "المحطة الجديدة تضعنا تحت امتحانات عديدة أهمها مقايسة المصداقية في كل الذي كنا نقوله، ونطالب به مع الذي يجب أن نفعله، الآن، ونحن في هذا الموقع وأهم شيء في هذا هو عدم الضيق بالرأي الذي سيحيط بنا في رحلة التكليف هذه، ثم كل المطلوبات التي كنا نرفعها في وجه المسؤولين أصبح لزاماً أخلاقياً أن نطبقها اليوم. وختم مقاله بقوله: "نحن أمام ثلاثة تحديات، أولها أن ننجح في إرضاء ضمائرنا وربنا من قبل فيما تحت يدنا من أمانة ومسؤولية، ثم أن نقدّم نموذجاً للتنفيذي الناجح، ثم نموذجاً للمسؤول السياسي الساعي لبناء حزب قوي وفاعل هو حزب القيادة الجماعية". وعنون الصحفي الوزير، عموده بتاريخ اليوم الثلاثاء، ب "ياما دقّت في الرأس طبول"، مشيراً إلى الضجيج والحملة الأسفيرية الشرسة عليه، منبهاً أنه تعوّد على مثل هذه الضجة، مؤكداً، في ذات الوقت، أنه وضع نفسه أمام تحدٍ كبير، وأنهُ وحدهُ، من يتحّمل هذه المسؤولية أمام ضميره والرأي العام. تجدر الإشارة إلى أن إسماعيل، له أقوال على صفحته الرسمية على "فيسبوك" أصبحت مثار جدل في الوقت الحالي مثل عبارة "حينما يحيض الرجال"، أرفق معها صوراً للدقير وعبد الرحمن الصادق المهدي، في إشارة منه لأقوالهم وتزكيتهم لحملة ترشيح الرئيس البشير، أبان ترشيحه لرئاسة الجمهورية في الانتخابات الأخيرة. وأقوال أخرى مثل "إذا لم نسقط النظام فأولى لنا أن نركن في البيوت ونلبس الطرح". الجدير بالذكر أن مجموعة من القصص والأقوال والقضايا التي تشكّك في الوزير الجديد، طفت على السطح بمجرد صدور خبر إعلانه وزيراً في الحكومة الجديدة للخرطوم، وتم اتهامه بعدة صفات أهمها "خيانة الأمانة" و"الغواصة" و"المعارض الفالصو". وذهبت عدة أقوال في وسائل التواصل إلى أنه لو كان "حسن" سيء الأخلاق فعلاً فلماذا سكتوا عنه، بل ومجّدوه طوال هذه المدة، وإن كان "حسن" حسن الأخلاق فلماذا يؤلفون عنه هذه القصص الآن؟