كشفت مصادر رفيعة ببنك السودان المركزي امس عن انسياب طبيعي للقمح والدقيق بالسودان، وشددت على عدم التهاون في توفير السلع الاساسية التي ترتبط بمعاش المواطنين، قائلة ان المركزى يعمل وفق استراتيجية الاولويات. وعزت ذات المصادر تأخير دفعيات استيراد القمح التابع لشركة سيقا الشهر المنصرم لعدم التنسيق الاداري فقط مع المركزي، واكدت ان بنك السودان دفع 63 مليون دولار قيمة الباخرتين المتأخرتين المحملتين بالقمح لمصلحة «سيقا» قبل 25 يوما، فضلا عن توفير نقد اجنبي بقيمة ثلاث بواخر اخرى تصل تباعا حتى شهر مايو المقبل، واضافت «كل المطاحن الثلاث سين وويتا وسيقا تم تأمين دفعياتها لاستيراد القمح»، مؤكدة حرص المركزى على توفير النقد الاجنبي بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة قبل وقت كاف. من جانبه، قال رئيس اتحاد المخابز الطيب عمرابي ان الدقيق متوفر بالمخازن ولا توجد مشكلة حاليا، منبها الى حرص السلطات على توفير مخزون من الدقيق والقمح ونفى حدوث عجز او فجوة في الدقيق، وطمأن المواطنين بتوفر الخبز في كافة ارجاء البلاد نتيجة للوفرة في الدقيق بمخازن العاصمة والولايات. الى ذلك، قال مصدر بمجموعة «دال» الصناعية التي تتبع لها مطاحن سيقا، ان امداد القمح والدقيق منساب بصورة طبيعية وبشكل جيد، مشيرا الى حرص المجموعة على توفير القمح والدقيق. كما قالت مصادر بشركة سين للغلال تحدثت للإعلام امس انه ونتيجة لتوفر القمح والدقيق فإن المطاحن رفعت انتاجيتها بالاسواق ورهنت الامر بدنو موسم انتاج القمح، ونفت ان تكون هناك فجوة في القمح او الدقيق واكدت التزام وزارة المالية بالايفاء بوعدها للمطاحن بتوفير القمح في البلاد. وكان موقع سودان تربيون ذكر امس أن شركة سيقا للغلال قلصت إنتاج الدقيق بنسبة 50 % لعدم توفير البنك المركزي العملات الأجنبية لإستيراد القمح ومدخلات الأنتاج. وابلغ رجل الاعمال، مدير مجموعة دال، اسامة داؤود عبداللطيف، الذى يملك المطاحن مسؤولين في البنك المركزي وبنوك بيبلوس وابوظبي والسعودي أن إنتاج مصنع سيقا الذي يقدر بنحو 8 ملايين قطعة خبز بولاية الخرطوم سيكون على المحك. وتتعامل شركة دال مع بنوك بيبلوس وابوظبي والسعودي لفتح الاعتمادات والحسابات المصرفية لغرض إستيراد القمح، وتلقت شركة سيقا من تلك البنوك إخطارا بأن بنك السودان لم يضخ النقد الأجنبي في حساباتها لغرض استيراد القمح. وسارعت شركة سين المملوكة للحكومة برفع انتاجها الى نسبة 120 % لتغطية الفجوة وقال مسؤول بالشركة ان المصنع رفع معدلات الإنتاج بشكل كبير لتلافي الندرة في الأسواق. وقال مسؤول مصرفي ان شركة سيقا تحصل على النقد الأجنبي من السوق الموازي قبل أن تضطر الى إتخاذ تدابير تؤدي الى إرتفاع أسعار الدقيق والأنعكاس على أسعار الخبز. ولاحت بوادر أزمة الدقيق منذ يناير الماضي وانعكست على الولايات بشكل كبير، وحيث يستورد السودان القمح بقيمة 800 مليون دولار سنويا لتغطية الإستهلاك المحلي.