فرض بنك السودان المركزي قيوداً مشددة على تصدير الذهب المشغول أو المصفى ، في وقت كشف البرلمان عن تدني كبير في صادرات البلاد من المعدن النفيس ، الذى بات يمثل المصدر الرئيس للعملات الأجنية ، بعد إنفصال الجنوب وبمعيته 75% من النفط وإتهم برلمانيون نافذين بوزراة المالية والاجهزة النظامية بالتورط في مخالفات في سوق الذهب. وتشهد أروقة متخذي القرار الإقتصادي في البلاد حالة من الإرتباك البائن بعد فشل البرنامج الثلاثي في معافاة الاقتصاد من الامراض التى ألمت به جراء انفصال الجنوب في العام 2011. وانتقد نواب بالبرلمان الاربعاء اثناء التداول بشأن تقرير وزارة المالية للأداء ربع السنوي عدم استقرار سعر الصرف بجانب ارتفاع التضخم، وطالبوا بانشاء مشاريع زراعية في ولايات دارفور وكردفان لأجل المساهمة في زيادة الانتاج الزراعي. واكدوا ان الايرادات في التقرير ربع السنوي تركزت في الضرائب فيما اهملت عملية الانتاج، واكد النائب البرلماني بابكر محمد توم تراجع الصادرات مقابل زيادة الايرادات خلافاً للبرنامج الثلاثي الذي سبق وان اعلنته وزارة المالية وسيلة للخروج بالاقتصاد من ازمته. وكشف التوم وهو خبير إقتضادي سبق وان شغل منصب وزير دولة بوزارة المالية عن انخفاض كبير في عائدات الذهب، متسائلاً عن السبب ، وزاد "اين بنك السودان من السياسات المرنة التي تضمن لاصحاب الذهب حقوقهم". مطالباً وزارة المالية بمعرفة الاسباب وفق دراسة مختصة، واكد ان تدهور سعر الصرف سببه قلة الذهب المصدر. واكد النائب محمد صديق دروس تصدير (9) طن ذهب في حين المتوقع كان (25) طن، ولفت الى ان الامر ليس لقلة الذهب ولكن لسياسات البنك المركزي والمالية. و اتهم عضو البرلمان عبد الله مسار البنك المركزي ووزارة المالية والاجهزة الامنية بالتورط في مخالفات تتم في بيع الذهب داعيا الوزير لضرورة الجلوس مع غرفة الذهب لحسم الامر. من ناحيته اكد وزير المالية ان التناقض بين سعر شراء الذهب وسعر الصرف وراء توقف البنك المركزي عن الشراء بعدما احتفظ بنسبة كبيرة من الاحتياطي حسب قوله، واردف "ما كل الاشتراه صدروا لديه احتياطي يمكن ان يصدرو في اي لحظة". وطالب البرلمان بتعجيل رفع الدعم عن السلع تدريجيا للحد من تهريبها ، ولخفض معدلات التضخم، في وقت شدد فيه برلمانيون علي ضرورة الضغط علي الحكومة لخفض الانفاق العام ولملمة ما وصفوه بالترهل بمؤسساتها . واعترف وزير المالية بعجز الدولة عن السيطرة علي التهريب وقال "ما بتقدر نمنع التهريب مهما كان لو تحت تهديد السلاح او غيره الناس بتهرب" وكشف عن حزمة اجراءات لمكافحة تهريب السلع . وفي خطوة لافتة طالب الوزير النواب باداء صلاة الاستسقاء بولاياتهم لانجاح الخريف وتحسن الموسم الزراعي . و عزا عضو البرلمان ووزير المالية السابق الزبير احمد الحسن عمليات تهريب السلع استراتيجية للسياسات الخاطئة داعيا لضرورة الاسراع في تنفيذ سياسة رفع الدعم للحد من التهريب. وقال الزبير الذى يشغل في الوقت ذاته منصب الأمين العام للحركة الاسلامية السودانية بان الدولة صرفت 20% من الموازنة خلال الربع الاول علي الدعم مشيرا الي ان التحدي الان خفض التضخم مؤكدا انخفاض العجز للنصف خلال الربع الاول 1300 مقارنة بالعام الماضي . في السياق كشف عضو البرلمان ابوبكر الربيع عن تهريب كميات من الجازولين من كسلا لارتريا طالب برفع الدعم اليوم قبل الغد للحد من الامر واتهم الولاة بالرفاهية "والنغنغة" علي حساب المواطن بفرض رسوم اضافية عليه وقال بان الولاة يجهزون لفرض رسوم علي الحجاج .