فر سكان من بانقي عاصمة أفريقيا الوسطى في عربات مكتظة وفي قوارب أمس الجمعة وبدأ آخرون في تخزين الطعام والمياه في حين تقف قوات المتمردين على أبواب المدينة لإجراء محادثات لوقف إطلاق النار. واجتاح تمرد بدأ في العاشر من ديسمبر معظم مناطق أفريقيا الوسطى، ما يمثل أكبر تحد للرئيس فرانسوا بوزيزي الذي يحكم البلاد منذ عشر سنوات وينذر بأزمة إنسانية. وغادرت عشرات القوارب الخشبية المحملة بأعداد كبيرة من النازحين وأكوام الأمتعة العاصمة عبر نهر أوبانقوي نحو الكونغو على الجانب الآخر من النهر بينما ازدحم الطريق الرئيسي المؤدي إلى الجنوب بعيداً عن خطوط المتمردين بالسيارات المحملة بالنازحين والأمتعة. وقال الباقون ببانقي إنهم يخزنون الطعام والمياه ويصلون لنجاح جهود الوساطة الدولية في إقناع المتمردين بعدم اقتحام المدينة. وقال مصدر دبلوماسي إن المتمردين عززوا مواقعهم حول العاصمة وأصبحوا الآن يحاصرونها فعلياً. كما تجددت المعارك بين المتمردين والقوات الحكومية اثر هجوم شنته الاخيرة على بامباري (وسط) في محاولة لاستعادة هذه المدينة التي استولى عليها المتمردون قبل عشرة ايام وباتوا على اعتاب العاصمة بانغي، كما افاد مصدر عسكري. وقال مسؤول في القوات الحكومية لوكالة فرانس برس ان «عناصر من القوات المسلحة (الحكومية) هاجمت بامباري في محاولة لاستعادتها. دارت معارك عنيفة ولا نعلم حتى الان من يسيطر على المدينة». بدوره قال مصدر اغاثي ان «سكانا يقطنون على بعد عشرات الكيلومترات من بامباري سمعوا خلال النهار وعلى مدى ساعات دوي انفجارات من اسلحة ثقيلة». وتأتي هذه التطورات العسكرية في الوقت الذي بدأت فيه المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا أمس وساطة في جمهورية افريقيا الوسطى لمحاولة التوصل الى وقف لاطلاق النار واجراء مفاوضات بين نظام الرئيس فرنسوا بوزيزي والمتمردين الذين باتت قواتهم على اعتاب العاصمة. وقال مصدر في القوة المتعددة الجنسيات التابعة للمجموعة لوكالة فرانس برس ان المجموعة تريد جمع المتحاربين على طاولة مفاوضات مطلع يناير. واضاف المصدر ان «الهدف هو التوصل الى بدء مفاوضات في العاشر من يناير»، موضحا ان «البعثة وصلت الى بانغي وبدأت محادثات مع السلطة هنا في بانغي وارسلت وفدا الى نديلي للقاء المتمردين». ويقود هذه البعثة التي تضم ستة اشخاص الجنرال غي بيار غارسيا (الكونغو برازافيل) الامين العام المساعد للمجموعة الاقتصادية. وفي الوقت نفسه يعقد وزراء خارجية دول المجموعة اجتماعا في ليبرفيل لمناقشة الازمة في افريقيا الوسطى.