على وقع الموسيقى العسكرية التي تعزف الأناشيد الوطنية تأييداً للمجلس العسكري الحاكم في مصر يرد المتظاهرون «اهتف اهتف على الصوت .. يا نحررها يا إما نموت» و «صاحبي مات في المدرج والداخلية واقفه تتفرج» هذا هو الحال في مصر الشقيقة بعد عام من الثورة وتنحي الرئيس السابق حسني مبارك، ما بين برلمان منتخب يرى البعض أنه دون المسؤولية وميدان ثائر ودعوة للعصيان المدني لبعض القوى في الحادي عشر من فبراير الجاري ذكرى تنحي مبارك للضغط على الحكومة الانتقالية. ولقيت الدعوة استجابة محدودة في صفوف الشعب المصري الذي يعاني ارتفاعاً للأسعار، وانفلاتاً أمنياً ويطمح إلى الاستقرار. ورفض الاخوان المسلمون والسلفيون والوفد المشاركة في يوم العصيان المدني والاضراب العام حفاظاً على الدولة المصرية، فيما حذر قضاة من زلزال مدمر. وكان الآلاف من المصريين قد تظاهروا يوم الجمعة الماضية امام مقر وزارة الدفاع المصرية في القاهرة وميدان التحرير، مطالبين برحيل المجلس العسكري وذلك عشية «عصيان مدني» دعا اليه ناشطون في ذكرى إطاحة الرئيس. وتجمع المحتجون على بعد نحو100 متر خلف مبنى الوزارة الذي اغلق عناصر الجيش كافة الطرق المؤدية اليه بالاسلاك الشائكة والمدرعات. وفيما كان المتظاهرون يرددون الهتافات المعادية مثل «الشعب يريد إعدام المشير» حسين طنطاوي القائد الاعلى للقوات المسلحة المصرى، سمع صوت عزف لفرقة عسكرية موسيقية من خلف افراد الشرطة على الجانب الآخر. ونظم ناشطون مطالبون بالديمقراطية عدة تظاهرات في انحاء متفرقة في القاهرة التقت جميعها امام وزارة الدفاع. وأمام مسجد الفاتح بوسط القاهرة بدأ المتظاهرون عقب أداء صلاة الجمعة ترديد هتافات منها «عايزين المجلس يمشي» وذلك قبل انطلاقهم في اتجاه وزارة الدفاع. ونشر الجيش المصري الذي يعد بتسليم الحكم فور اجراء انتخابات رئاسية وسيقوم بنشر قواته الامنية في انحاء مصر بعد الدعوات لتنفيد «عصيان مدني». وتباينت توجهات القوى السياسية في مصر تجاه هذه الدعوات إلى العصيان المدني، فمن جانبها تقف جماعة الإخوان المسلمين التي حصلت على اعلى نسبة اصوات في الانتخابات البرلمانية، ضد دعوة هؤلاء الناشطين الذين يطالبون بنقل الحكم فورا الى سلطة مدنية. وقد دعا طلاب عدة جامعات في مصر الى الاضراب الى جانب الحركات الشبابية العلمانية التي قادت الثورة ضد مبارك. وقال طارق الخولي، أحد مؤسسي حركة 6 أبريل، إن الدعوة الى الاضراب هي ليوم واحد مع احتمال تمديدها. ودعت هذه الحركات في بيان مشترك المصريين الى دعم الاضراب من اجل التخلص من الحكم الظالم وبناء دولة تسود فيها الحرية والعدالة والكرامة. ويواجه المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم منذ سقوط مبارك تصعيداًَ في حركة الاحتجاج ضده التي تتهمه بأنه استمرار للنظام السابق وتطالب بتخليه فوراً عن السلطة. ووقعت مواجهات دامية بين المتظاهرين وقوات الأمن خلال الأسبوع الماضي في شارع قريب من ميدان التحرير وأمام مقر وزارة الداخلية في أعقاب أعمال العنف الدامية التي اندلعت اثر مباراة كرة القدم في استاد مدينة بورسعيد الاربعاء الماضي واسفرت عن سقوط «74» قتيلاً معظمهم من ألتراس النادي الاهلي.