تعانى العديد من المناطق بولاية جنوب دارفور ومحلياتها المختلفة من ازمة عطش حاد طوال فترات الصيف ولم تسلم منه حتى مدينة نيالا حاضرة الولاية لانحسار المياه داخل الارض فى تلك الفترة التى يقابلها ارتفاع فى سعر مياه الشرب، وقد تصدرت المطالبة بتوفيرالمياه قائمة المطالب التى تقدم بها المواطنون بالولاية للمرشحين فى الانتخابات التى تمت بالبلاد العام الماضي لأن الماء عصب الحياة ولولاه لا يتحقق شيء، فحكومة كاشا حاولت جاهدة ان تفى بوعدها بعض الشيء بدعم من المركز لقيام عدد من الحفائر فى بعض مناطق الولاية وهى خطوة رسمت الابتسامة فى شفاه الاهالي خاصة المزارعين والرعاة وتعهدت حكومة الولاية بالسعي لمحاربة العطش في اطار برنامج حصاد المياه بعد ان استقرت احوالها الامنية التي مهدت الطرق لقيام المشاريع التنموية وفتح افاق الاستثمار والتنقيب عن الذهب الذي تم اكتشافه مؤخرًا بعدد من مناطق الولاية و اكد والى جنوب دارفور د. عبدالحميد موسى كاشا ان الامن الذى تحقق بولايته انعكست ثمرته على مشاريع التنمية التى انتشرت بربوع الولاية وتعهد كاشا بمعالجة مشكلات العطش التى يعانيها مواطنو الولاية بقيام العديد من الحفائر والسدود التى تجيء ضمن وعود حزب المؤتمر الوطنى الانتخابية لانسان الولاية، ووجه كاشا بالبدء فى انشاء القرية النموذجية لمواطنى سد رهد ابيض عقب الخريف مباشرة داعيًا المواطنين إلى المحافظة على السلام الاجتماعى ونبذ الجهوية ومراعاة حرمات المزارعين والرعاة والاستفادة من مياه الحفير فى المشروعات الزراعية والحيوانية، واشارت حكومة الولاية الى ان العمل يجرى فى تنفيز ثلاثة حفائر اخرى منها حفير وحدة جداد الادارية بمحلية تلس وحفير بمحلية رهيد البردى والاخير بمنطقة المر عذو بمحلية كبم معظمها بنفس سعة حفير رهد ابيض وفى السياق قال وزير المياه والرى بالولاية المهندس حسن محمد كسكوس ان السعة التخزينية لحفير رهد ابيض تكفي حاجة الانسان والحيوان من المياه بتلك المنطقة وانه واحد من اربعة حفائر يجرى العمل فيها بالولاية حاليًا واضاف ان هناك اربعة حفائر اخرى سيبدأ العمل فيها الخريف لتبلغ فى اجمالها «8» حفائر بسعة تخزينية اكثر من مليوني متر مكعب واكد كسكوس ان تلك الحفائر تختلف تمامًا عن سابقاتها التى تمت بدارفور من حيث التصميم وذلك بنصب صهاريج ومواقع منفصلة لشرب الانسان والحيوان خارج موقع الحفير من اجل المحافظة على توفير مياه نقية للمواطنين.. اما وزير الزراعة د.ابراهيم الدخيرى فقد كشف عن مشاريع زراعية مصاحبة لتلك الحفائر، وقال ان المساحات المزروعة لهذا العام بالولاية زادت بنسبة «20بالمائة» عن العام السابق نتيجة للتحسن الذى طرأ فى الاحوال الامنية، ودعا الدخيرى المواطنين إلى التركيز على تطوير الثروة الحيوانية، وقال ان وزارته خلال العام القادم ستقوم بتوفير مصانع للعلف، بعثة اليوناميد بالولاية التى كان لها دور كبير للعمل جنبًا الى جنب مع حكومة الولاية فى دعم مشاريع التنمية بتوفير طائراتها متى ماطلب منها قد اكدت مواصلة دعمها لعملية السلام والتنمية التى جاءت من اجلها لدارفور واكد رئيس البعثة بالولاية على حسن ان الوضع الامنى بالولاية يسير نحو الأفضل بكثير عن السابق، وقال ان زيارته برفقة كاشا لمنطقة سانيا دليبا للوقوف على مشاريع التنمية بقيام حفير رهد ابيض وهي الزيارة الثانية له لتلك المنطقة التى شهدت اولى عمليات العودة الطوعية قبل ستة اعوام وظلت آمنة حتى الآن.. مواطنو رهد ابيض من جانبهم عبروا عن بالغ سعادتهم بقيام الحفير مطالبين حكومة الولاية بضرورة الاسراع فى تخطيط المنطقة النموذجية التى اعلن عنها الوالي حول السد، واضافوا ان تلك الخطوة ستفتح اسواقًا تلقائية للرعاة والمزارعين لتبادل المنافع وتوطيد العلاقة بين الطرفين ولكن الرعاة وجهوا مطالبة للحكومة باهمية توفير «صواني» لماشيتهم حتى تعم الاستفادة من مياه الحفير.