في موكب مهيب تقدمه الرئيس عمر البشير وجموع غفيرة من الوزراء والشعراء والفنانين ورموز المجتمع والمواطنين شيّعت البلاد صباح أمس الهرم الغنائي الفنان والوسيقار محمد وردي إلى مثواه الأخير بمقابر فاروق بالخرطوم، وعدَّد عددٌ من مجايلي الفقيد مآثره مؤكدين دوره في إثراء الساحة الفنية. وأكد نائب رئيس الجمهورية د. الحاج آدم في مراسم الدفن أن الفقيد كان رمزًا ورقماً فنياً لا يمكن تجاوزه حتى أصبح فنان إفريقيا الأول، مشيرًا لدوره في رسم خارطة الغناء السوداني وصياغة وجدان أهل السودان، إضافة إلى مواقفه الوطنية المشهورة والتي عكسها في العديد من الأناشيد الوطنية، سائلاً الله أن يجمع أهل السودان وأحبابه به في مستقر رحمته. من ناحيته قال مبارك الفاضل المهدي: «إن الفقيد كان قامة فنية ونسيجاً كاملاً لوحدة ورمزاً من رموز السودان»، وأضاف: كانت له العديد من الإسهامات الوطنية التي أهّلته ليصبح فنان إفريقيا الأول. الفنان محمد عثمان وردي تشكّلت شخصيته الباذخة من مكوِّنات شعّت بالتوهج واللمعان الذي ظل رفيق مسيرته الفنية الممتدة، التي لم يصبها التراخي والوهن بفضل ما يتمتع به من موهبة متفجرة لمست رهافة إحساسه وعزفت خالد الألحان، من نبع أرض النوبة الشمالية ارتوى بمعاني الإباء والكبرياء وعظمة المكان والأصالة التي لازمت حضارة النوبة بعراقتها فامتزجت وتفاعلت مع نفسه الفنانة في توافق مع إيقاع الحياة في الوطن بشموليته وأصبح الحادي الذي تقدّم قافلة الفن متفوقاً بما قدم من أقداح ملأت مشاعر الناس بثمالة الانتشاء في حب الوطن والدعوة للخير والجمال حتى حقق سيادة الأغنية وحاز صدارة مملكتها لينال التقدير الكبير الذي تربّع به على قلوب الناس. رحلة ظافرة سارت ريحها رخاء على مدى خمسين عاماً قدم فيها من ضروب الغناء العاطفي والوطني ما جعله حتى الآن محط الأنظار التي أغرقته بالتكريم والألقاب والإعجاب. نعيد نشر هذا اللقاء الذي اجرته الزميلة فتحية موسى السيد مع الموسيقار محمد وردي في العام 2008.. { من أين نبدأ مع فنان إفريقيا الأول؟ - أبدأ بالنشأة الأولى على أرض النوبة، المحيط الصغير، في قريتي خلقت البدايات في أرض تشبّعت بعراقة التراث والحضارة.. إنسان النوبة في الشمال يبتهل بالألحان تردفها حضارته وطبيعته وتكسوها بألوان زاهية بريشة العزف على آلة الطنبور ودقات الدفوف.. تأثرت بكل ذلك في كنف أسرة فنية كان لأخوالي فضل وضع البذرة الأولى في نفسي. { كيف تم لك الخروج لأفق أوسع؟ - كان لا بد من الخروج للدراسة والعمل بمحطتي الثانية شندي ومعهد التربية. أخذتني مهنة التدريس ورافقني الطنبور ومن بعده آلة العود.. تأرجح نشاطي الفني المحدود آنذاك ما بين عطبرةوشندي من أواخر الأربعينيات أنزلت رحالي بعاصمة البلاد في رحلة البحث عن إخراج مخزوني الفني، فكان التلاقي في برنامج ربوع السودان. الاستقرار النهائي تم بعد نقلي الذي أسهم فيه الوزير طيِّب الذكر محمد نور الدين عام 57م. استقبلني جهاز الإذاعة بحفاوة من الأستاذ أبو عاقلة يوسف رحمه الله والبروفيسور علي شمو متعه الله بالصحة والعافية ومنها بدأت انطلاقتي الحقيقية التي تميزت بالأغاني للوطن وانفتح بعدها الطريق لأقدم ما قدمت. { الشعر الوطني في مسيرة وردي؟ - أول قصيدة وطنية كانت عن شهداء كرري «اشهدوا شهداء كرري يا بناة الوطنية» وكانت من تأليفي، أما ما بعد ذلك فتوالت الأغاني الوطنية التي أظهرتني أكثر عندما تفاعلت مع ثورة أكتوبر بل كنتُ في داخلها قيادة للمعارك بأغنياتي «أصبح الصبح» «ثوار أكتوبر»، «باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني».. كلها أغاني خرجت ترددها حناجر الجماهير ولم يكن هناك سواها، حتى رقيص العروس كان يتم على إيقاعها. { تعددت الألقاب التي أطلقت عليك، فنان «إفريقيا الأول»، «الكروان»، «الإمبراطور» «الأستاذ» ما هو اللقب الأقرب إلى نفسك؟ - أحبها لقب «الأستاذ» فقد كنت معلماً الآن بعد أن أصبحت فناناً استطعت بروح العلم أن أوصل باقي رسالتي إلى آلاف المستمعين في الوطن وخارجه. { ماذا تعني لك جوائز الإبداع التي نلتها؟ - أولاً، أحدثك بأنني نلت أربعاً وسبعين جائزة إبداعية أولها جائزة دبلوم الموسيقا من شاعر شيلي يدعى «بابلو نيرود» وأخرى من لوس أنجلوس عبارة عن ماجستير في الفلوكلور وعزف الطنبور وغيرها الكثير مما يعرفه الناس أكيد المعاني والدلالات كبيرة منها أغني أحظي بحب الناس وأتمتع بالجدارة التي قيّمت أعمالي وقدّرتها. { غيابك عن الوطن لفترة طويلة هل أثّر عليك فنياً؟ - من المؤكد أن للغربة سلبياتها بجانب إيجابيات كثيرة. إيجابياً يبدو أن الغربة لم تؤثر على عطائي وعلاقتي بالأجهزة الفنية ظلت متواصلة من خلال الإذاعة وأشرطة الكاسيت، يعني كان هناك توازن وقدر من الذكاء، حقيقة كنت معارضاً للحكومة وهو لا يعني أن أعرض عن الشعب وأحرمه من صوتي. كما أن أغنياتي تعمّقت في دواخل الناس لذا ظلت باقية. سلبيات الغربة حرمتني وأخذت مني الكثير فأحب شيء إلى نفسي مواجهة الجمهور واستماع الناس لي أثناء الغناء بالتمعُّن في الكلمات أثناء الأداء وفهمها وهو شيء اختص الله به إنسان السودان الجميل. { اللجان التي انبثقت من خلال تكريمك باليوبيل الذهبي اتفقت على تسجيل أفلام وثائقية لمسيرتك وعظيم عطائك. فهل أوفت؟ - التوثيق في حد ذاته من أنواع المحافظة على الفن وعطاء الفنان يحقق البقاء لتتعرف الأجيال اللاحقة على الإبداع السوداني الأصيل. أما عن توثيق أعمالي فهناك جزء نفذ وآخر قيد التنفيذ. { الأداء عند وردي بصمة واضحة وماركة أدائية مسجلة يصعب تقليدها وحضور وتفاعل يعحب أن يؤديه أي فنان بقدرتك العالية. ما هو سر ذلك؟ - الإنسان لا يجزئ نفسه ليصبح نسختين فهو نسخة واحدة فيها تفاوت في الحركة والتقليد. عملي كمعلم ساعدني في الحضور القوي عند الناس بجانب الخبرة والتجربة الطويلة. كلها من فوائد التدريس في الأداء وغير ذلك. { رأيك في فناني الجيل الحالي وطريقة تعاطيهم للفن؟ - لا أحب أن أشنّ هجوماً على الجيل الجديد، فليسوا جميعاً سيئين، عموماً أقول إن الثقافة السودانية هبطت وضعف دورها حتى تسللت الأغاني الغثة للمحيط الفني، وللأسف أن الإذاعات تروِّج لمثل هذه الأغاني. الوارد من الخارج صعيف أيضاً أدى إلى انفصام الفنان لضعف ثقافته الفنية، كما اخترق الأذن السودانية وأصابها بالصمم بعد أن تركت فنها لغيره. لا بدّ للدولة والفنان من وقفة صلبة لمقاومة هذا التيار الذي يقضي على الأخضر واليابس ويترك الفنان خالي الوفاض. { محمد وردي غنى لمايو والنميري ثم انقلب بعد ذلك على مايو ما تبريرك؟ - لم أكن نادماً حينذاك لأن احتفائي بمايو حينها خرج من انفعالي بالبرنامج الذي أعلن سياسة اليسار وشكل حكومته كذلك، ورفع شعارات براقة لم يلتزم بها لاحقاً. كل الناس ظنوا أنهم سينهلون ماء عذباً ولكنهم وجدوا السراب. حينما أضاع نميري البنود التي تدعو لوقف حرب الجنوب والإعلان عن محاربة الفقر انقلبت على ذلك العهد ومثلي كل الشعب السوداني الذي احتفى به في البداية. { شعور محمد وردي وهو يغني للاستقلال كأول فنان يقوم بذلك؟ - شعور لا يوصف زاد في حجمي وقيمتي وأنا أؤدي هذه الضريبة المفروضة على كل فنان يعي دوره الوطني. على فكرة ما تخيّلت أن أغني للاستقلال وحدي، ظننت أن أفواج الفنانين لا بد أن تشكل حضوراً، فالاستقلال حدث تاريخي ضخم يهز النفوس خلدته بأنشودة «اليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا». { الوطن العربي والإفريقي عموماً لا يعرف عن الفن السوداني والفنان سوى المرحوم الفنان سيد خليفة ومحمد وردي هل هي مسؤولية الفنان أم الدولة؟ - الفنان والحكومة كلاهما يدخلان في دائرة الاتهام أضرب لك مثلاً في سنة ستين زرت بيروت لإقامة حفل للطلبة السودانيين هناك والتقيت بالفنانة الكبيرة فيروز وعرضت عليها النوتة الموسيقية لأغنية «يا ناسينا»، سمعت الأغنية وأشادت بالفن السوداني وبصوتي وكذلك فعل سيد خليفة،. هي مجهودات فردية تحتاج لدعم ولكنه غير موجود والحكومة غائبة في هذا الجانب المهم. { تصنيفك لفنانين من جيلك ولآخرين أتوا بعد ذلك؟ - من جيلي يوجد فنانون كثر منهم محمد الأمين، ابن البادية، صلاح مصطفى،. المرحوم خوجلي عثمان، أما جيل ما بعدنا فزيدان إبراهيم مقنع لا شك في ذلك. { هل لديك اهتمامات أخرى غير الفن؟ - جل اهتمامي بعد الفن القراءة فما زلت قارئاً جيداً، وبعد ذلك الزراعة والسباحة. إحساسك وأنت أول فنان سوداني يجد التكريم في المهرجان العربي؟ - تكريمي ترك كبير المعاني بالنسبة لي وكذلك لبلدي السودان ففيه اعتراف عربي متفق من أهل المهرجان بالفن السوداني. { الثنائية المتفردة التي جمعت بينك والشاعر الراحل إسماعيل حسن وحققت كل هذا النجاح إلى ماذا تعزو أسباب ذلك؟ - كانت توأمة لم نخطط لها وليس كما يقال إن البيئة الواحدة المتشابهة هي التي جمعت بيننا، ولكنها الصدفة وحدها هي ما جمعنا، فكان تبادل المشاعر والسعي وراء الجديد. مثلاً أغنية «لو بي الصدر أبيتني» و«أغنية ذات الشامة» هي من الأغاني التي كتبها إسماعيل حسن تم لحنها وغناها في نفس اليوم وهو توافق في الشعور فإسماعيل حسن شاعر مرهف الإحساس مبدع، صهرتنا الكلمة واللحن في بوتقة واحدة وهذا سر العلاقة بيننا. { محمد وردي لم يغنِ للأطفال بالرغم من تاريخه الطويل؟ - الغناء للأطفال من أصعب أنواع الغناء، أتمنى أن أفعل في المستقبل إن مدّ الله في العمر، الوحيد الذي أجاد في هذا الضرب من الغناء ونال فيه درجة الدكتوراة وأحسبه يستحقها هو يوسف حسن الصديق. { الكابلي قال «القومة ليك يا وطني» وأنت قلت «في حضرة جلالك يطيب الجلوس» أي المفردتين أوقع من حب الوطن القيام أم الجلوس؟ - الوطن معزتو كبيرة لا حدود لها. التعبيران عميقان ولكن الجلوس أعمق بكثير. { محمد وردي تعامل مع مجموعة من الشعراء، الحلنقي، السر دوليب، محمد يوسف موسى، الجيلي محمد صالح، وغيرهم من منهم يجد وردي نفسه في كلماته؟ - كل هذه الكوكبة تغنيت بأروع ما لديها ولكني أعتبر الحلنقي سيد الأغنية العاطفية وهناك ملك الأغنية الشجية محمد علي أبو قطاطي «شن بتقولو» أتمنى له الصحة. { يقال إن وردي تمر الأغنية عنده بثلاث قراءات ثم يأتي التحديد والقناعة؟ - الأغنية لا بد أن تمر بتلك المراحل فوق السطور، بين السطور، وبعد السطور.. وبعض الأحيان يسبيك المظهر الأول وبعدها تجد الهفوات حتى في المضمون نفسه، لذلك يلزم التمحيص عن طريق المراحل الثلاث. { قصيدة «حدق العيون» شاعرها أبو شورة قال إنه كتبها خصيصاً لك؟ - محمد عبد القادر أبو شورة، صديق عزيز وذكر أنه كتبها ليلاً، وصباحاً زار جريدة الأيام ووجدني هناك جالساً فأخرج القصيدة وأعطاني لها فكانت حاجة غريبة جداً. { ما هي ميزة الإيقاع النوبي بين الإيقاعات الأخرى؟ - الإيقاع النوبي له مميزات فيه أشكال أربعة، فيه إيقاع شمال السودان وجنوب مصر ويسمى «الفاديجا» وإيقاع الكنوز الذي يشبه الدليب وإيقاع الرقي واسمه نوبي الشكل الرابع هو الدقلاش. { قيمة الملكية الفكرية في مفهوم الفنان وردي؟ - الملكية الفكرية قيمة وفائدة عظيمة تكمن في قيمة المنتوج من شعر وألحان ومن السهل التلاعب في السودان بذلك، لذا كان لا بد من الملكية الفكرية لحماية الحقوق وحفظها من القراصنة. { اقتراحك الذي تم إجازته بتمديد فترة الانتخابات ماذا كان الهدف وراء ذلك؟ - تمديد فترة الانتخابات تعني وجود فرصة أكبر لبحث وحل مشكلات الفن عموماً وخاصة بالنسبة لكبار الفنانين وليس من الضرورة أن يكون هناك رئيس للاتحاد أو من سيكون النائب. بقدر أهمية أن نصل لاتحاد المهن الموسيقية من اتحاد الفنانين وكيف نستطيع أن نحفظ للفنان والشاعر والموسيقي حقوقهم.. على فكرة العشرة أيام انتهت وطلبت التجديد مرة أخرى. { نتمنى ألا نكون قد أثقلنا عليك وأخذنا من وقتك؟ - أنا والله سعيد بكم وب«الإنتباهة» وهي المرة الأولى التي أتعامل معها ولي عظيم الشرف.. أتمني لكم التوفيق. كانت هناك: سحر محمد بشير تصوير: محمد الفاتح في موكب مهيب تقدمه السيد رئيس الجمهورية ونائبه وعدد من الوزراء والمسؤولين في مقدمتهم السيد وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين واللواء الركن بكرى حسن صالح وزير شؤون رئاسة مجلس الوزراء والسيد وزير الإعلام عبد الله مسار ووزير الثقافة الأستاذ السموأل خلف الله ولفيف من الإعلاميين والصحفيين والفنانين والشعراء ورموز المجتمع الرياضي ومئات المثقفين وآلاف من المشيعين من الجنسين، شيعت البلاد صباح أمس الهرم الغنائي الفنان محمد وردي بعد علة لزم خلالها الفراش الأبيض بمستشفى فضيل بالخرطوم، وبعد ان وُوري جثمانه الثرى وهو مغطى بعلم السودان تحدث عدد من اهل الفن والثقافة وعددوا مآثر الفقيد وكيف انه فقد جلل للامة السودانية جمعاء باختلاف الوان طيفها الاجتماعى والسياسي، رحل الفنان وردي بعد أن زين جيد الأغنية بعقود ماسية من الأغنيات ظلت خالدة مدى الأجيال .. فارق الدنيا الفانية بعد عطاء فني دام ستين عامًا تنوعت فيه ضروب الغناء ما بين التراث والأناشيد الثورية والوطنية والعاطفة .. تعود جذور الفنان وردي الى قرية صوادرة جنوب مدينة عبرى بشمال السودان التي شهدت صرخة ميلاده الأولى في التاسع من يوليو 1932م حيث نشأ يتيمًا وتربى في كنف عمه وأحب الشعر والأدب والموسيقا منذ نعومة أظافره وانتقل لمدينة شندى لإكمال تعليمه وعاد بعدها لمدينة حلفا بعد أن درس بمعهد تأهيل المعلمين كما عمل مدرسًا بالمدارس الوسطى ثم الثانوية، في العام 1953زار الخرطوم لأول مرة ممثلاً لمعلمى شمال السودان في مؤتمر تعليمى عُقد آنذاك ثم عاد مرة اخرى ليستقر به المقام بالعاصمة الخرطوم في العام1957م بدأ ممارسة الغناء كهاوٍ عندما تمّ أختياره بواسطة الإذاعة السودانية بعد تجربة أداء ناجحة واجازة صوته ليقوم بتسجيل اغانيه للإذاعة حيث سجل سبعة عشر عملاً خلال عام واحد مما حدا بالسيد مدير الإذاعة في ذلك الوقت إلى تشكيل لجنة خاصة من كبار الفنانين كان من ضمن أعضائها الفنانون ابراهيم الكاشف وعثمان حسين واحمد المصطفى لتصدر اللجنة قرارها بضم وردي لمطربى الفئة الأولى كمغنٍ محترف بعد أن كان من مطربى الفئة الرابعة وتميز بإدخال القالب النوبى والأدوات الموسيقية النوبية ويعتبر مطرب إفريقيا الأول لشعبيته غير المسبوقة في القرن الإفر يقى وإثيوبيا ويتميز بثراء فنه وتنوعه. في العام 2005 نال الدكتواره الفخرية من جامعة الخرطوم تقديرًا لمسيرته الفنية، كما نال وسام الجدارة من رئاسة الجمهورية تقديرًا لفنه الرائع كما جاء في نص الوسام، وكان وردي عندما يتحدث عن الفن يتحدث بلسان مسئول ونجده كان يميل الى الهوية الزنجية، تغنى لعدد من الشعراء على سبيل المثال الاساتذة إسماعيل حسن- الطيب الدوش -الفيتورى السر دوليب- أبو آمنة حامد صلاح احمد ابراهيم.. ومن أغنياته الخالدة بلدي ياحبوب بناديها المستحيل أمير الحسن وا أسفاي غلطة لو بهمسة والطير المهاجر والقائمة تطول...