وصف مدرب حرس الحدود الكابتن طارق العشري زيارته للسودان بأنه في وطنه الثاني، وقال: لا بد أن أشكر الجماهير على ترحيبها الحار بنا وهذا ما خفف علينا الأحزان. ونوه بأن الزيارة أدت غرضها وأكثر، كما لفت انتباهه التصرف الذي أقدم عليه لاعب الهلال مدثر كاريكا خلال المباراة عن لفتة اللاعب التي وجدت الإشادة والاستحسان.. ولمعرفة المزيد فإلى مضابط الحوار.. حوار: عاطف فضل المولى تصوير: متوكل البجاوي { بقدر ما نحن سعداء بوجودكم معنا في وطنكم الثاني نريد أن نتعرف على مدى شعورك؟ كما ذكرت أنت في محور السؤال بأننا في وطننا الثاني ومصر والسودان شعب واحد تذوب فيه كل أواصر الحدود الجغرافية وتجتمع فيه كل مكونات الإنسان الواحد ونحن شعب واحد «يرضع» من ثدي وادي النيل الحبيب إلى أن تقوم الساعة، وبإذن الله لا يفرق بيننا أي مكروه، وكما أسلفت أنا سعيد كما الاخوة أبناء حرس الحدود سعداء بهذه الزيارة، وأتمنى أن يدوم التواصل بيننا في المستقبل، وأدعو من كل قلبي لأهل هذا البلد المضياف بالخير والسلام. هل تشعر بأن الزيارة حققت أغراضها؟ عبركم أشكر ادارة نادي الهلال على هذه الدعوة الكريمة ممثلة في الأمين البرير رئيس النادي والذي أفاض في إكرامنا، كما أشكر الجماهير على ترحيبهم الحار بنا وهذا ما خفف علينا الأحزان الكبيرة التي تعتلي صدورنا جراء ما حدث للكرة المصرية في أحداث بورسعيد.. كما أوجه التحية والتقدير للرجل صاحب المبادرات الكبيرة جمال الوالي بالدعوة الكريمة التي قدمها لنا في منزله وهو خير واجهة للكرة السودانية، وبطبيعة الحال الزيارة فاقت في تحقيق أغراضها، وأهم ما فيها الجانب الإنساني والتواصل الاجتماعي بين أبناء وادي النيل. ما تقييمك للنواحي الفنية للمباراتين أمام القمة؟ المباراتان كانتا مفيدتين لأنهما كشفتا العديد من النقاط الهامة للمدربين خاصة وأن الأجهزة الفنية لناديي القمة حديثي العهد بالفريقين، وهذا ما يعطيهم القدرة على التصرف بإمكانات اللاعبين قبل الخوض في غمار الدوري المحلي وبطولات »الكاف« ونحن كما تعرف نعيش بياتًا شتويًا بمناسبة توقف الدوري المصري، ولكن نعمل على الإعداد حتى يكون الفريق في الجاهزية. وبطبيعة الحال التباري ودياً مع فرق مثل الهلال والمريخ تعتبر من المكاسب الحقيقية للاعبين والجهاز الفني من أجل الاحتكاك بغض النظر عن النتائج. { أشياء لفتت انتباهك أثناء وجودك في السودان؟ والله ما لفت انتباهي المحبة الكبيرة التي يكنّها الشعب السوداني للإخوة في شمال الوادي وثانياً هزّني الشعور القوي لدى اللاعب الدولي »مدثر كاريكا« عندما أشهر صورة أصغر طفل توفي في أحداث بورسعيد »أنس محي« وهذا يؤكد مدى فهم هذا اللاعب لدور الرياضة كرسالة للشعوب. كما لفت انتباهي التضامن الراقي للجماهير السودانية معنا في التخفيف من أحزاننا من الكارثة التي حلت بمصر قبل أسابيع. هل ستؤثر الإقامة الجبرية للدوري المصري على مستوى الكرة المصرية؟ بالتأكيد.. والتوقف عندما يكون غير مدرج في التخطيط يؤثر على مستوى الدوري خاصة وأن ثلاثة أندية تشارك في بطولتي الأندية الأبطال والكونفدرالية، والمنتخبات، وعبركم لا بد أن أحيي القائمين بأمر الكرة السودانية في الاتفاق الذي حدث بين قطبي القمة وأتمنى أن ينعكس ذلك على الكرة العربية وأتمنى من الله أن يستمر حتى يحقق الهدف. فريقك قبل توقف الدوري يتصدر الترتيب.. لكن هل لديه القدرة على التحليق إذا ما قارنا أداءه في المباريات الودية الأخيرة؟ حرس الحدود من الفرق المتميزة في الدوري المصري. ونحن قبل الترتيب لهذه الزيارة والحضور للسودان لتلبية دعوة نادي الهلال فقدنا ستة من أهم العناصر المؤثرة في الفريق انضموا حديثاً للمنتخب الأولمبي. لكن المهم في الموضوع نحن إذا شاء الله وعاد قطار الدوري من جديد قادرون على الحفاظ على مكانتنا في المقدمة. كيف تغلبت على الظروف الصعبة والدفع بفريق من القاع إلى المقدمة في ترتيب الدوري المصري؟ هذا كله بفضل الله، صحيح حرس الحدود مرّ بظروف صعبة جداً وكان متأخراً في العام السابق، ولكن الآن استعاد توازنه من جديد وكانت هناك أسباب كثيرة في تراجعه وأهمها ابتعاد بعض العناصر المهمة للفريق بالتعاقد مع أندية أخرى وواجهنا أيضاً شبح الإصابات والتي تعتبر العدو الأول للاعب والجهاز الفني لكن الآن نحن على ما يرام. في وقت سابق قررت التنحي عن تدريب الفريق هل تلقيت عروضاً مغرية مثلاً؟ العروض موجودة، ولكن أنا لا أساوم بفريق حرس الحدود لأنه بيتي وأهلي. السؤال صحيح، أنا واجهت ظروفًا صعبة مع إدارة النادي وطلبت منهم تقديم أشياء معينة للفريق وحدث بعض التراخي وأنا اعتبره غير مقصود، ففضلت التنحي وطالبت بالمغادرة ولكن في الأخير استشعرت الإدارة المسؤولية وأوفت بكل ما طلبته ورتبنا البيت من جديد. هل لديك فلسفة معينة في التدريب؟ يمكن أنا من المدربين الذين على قناعة بأن الشباب هم عماد المستقبل.. أنا لا أعتمد على الأسماء الجاهزة، وإذا نظرت الى تجربتي مع حرس الحدود امتدت حوالى »11« عاماً لم أكن أهتم بالأسماء بل أسعى الى خلق خامات جيدة من اللاعبين، وهذا النظام جعل فريقنا يتفوق على أندية كبيرة ذات إمكانات مادية عالية، ونحن الآن في المقدمة بفضل الشباب وحتى الإدارة متفهمة لهذا العمل وأتمنى أن تعتمد الأندية السودانية على اللاعبين الشباب، وهذه فلسفتي. ما تقييمك لمشاركة منتخبنا الوطني في النهائيات الإفريقية للأمم الأخيرة؟ أتمنى أن يتجاوز المنتخب السوداني حدود التمثيل الشرفي ويشارك من أجل النتائج، لأن الكرة السودانية تعتبر متميزة افريقياً. المشاركة ممتازة وعلى اللاعب السوداني أن يقدر موهبته أكثر بالعمل الجاد وعبركم لا بد أن أشكر الاتحاد السوداني لكرة القدم ممثلاً في الرئيس الدكتور معتصم جعفر الذي قدم لي الدعوة لحضور حفل قرعة الممتاز وأنا أحييه على مجهوداته الكبيرة.