في إحدى زياراتنا لولاية القضارف لتغطية حدث هناك وبعد انتهاء البرنامج انتقلنا لبيت الوالي آنذاك الضو عثمان لتناول وجبة الغداء أو الإفطار على وجه ادق، وكان التعب قد بلغ منا مبلغًا فالمشوار من الخرطوم للقضارف ليس هينًا إضافة لإرهاق البرنامج الذي رصدناه وقوفًا قرب المنصة حتى لا تفوتنا مدفع من مدافع د. نافع علي نافع.. وبعد تناول الوجبة جاءني مهدي سعيد الذي كان متابعًا لوصولي عبر الهاتف وهو يحمل في يده ورقة كتب عليها الخبر وعليه اسمينا معًا وقال لي: «يا أستاذة انا عارف إنك تعبانة عشان كدة كتبت الخبر ممكن تعدلي فيه لو أحببت» وبالفعل قرأت الخبر ولم أجد حاجة لإضافة «شولة» حيث كانت صياغته متقنة تمامًا، وكانت تلك أول مرة أرى فيها مهدي سعيد مباشرة وقد حسدتني زميلاتي من الصحف الأخرى وقد توارى عنهن مراسلي صحفهنّ وظهروا في نهاية اليوم وطلبوا منهن أن يضمِّنّ أسماؤهم في الخبر! عندما هممنا بالمغادرة للخرطوم جاء مهدي مودعًا وهو يحمل كيسًا ضخمًا فيه خيرات القضارف «عسل وزيت سمسم وغيره» بعد ان لم يسعفنا الزمن بتلبية دعوته لزيارة اسرته وليتنا فعلنا. ماذا بوسعي أن أقول عن مهدي سعيد وبأي كلمات أنعاه وقد سبقني الناعون فلم يتركوا كلمة أعبر بها عن حزني على مهدي؟ هو مراسل ليس كبقية المراسلين الذين لا تكاد تحفظ أسماء بعضهم على كثرة تكرارها.. لم يكن يكتفي بواجبه تجاه صفحة الولايات بل كثيرًا ما يُثري صفحة التحقيقات بالكثير المثير الخطر.. وكانت مادته تجد طريقها للنشر سريعًا لعدم حاجتها ل «سمكرة». رحم الله مهدي وأدخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء سائلين الله أن تتلقف جهات ما مسؤولية أسرته. زين.. يا أم يا مثالية عقدت شركة زين للاتصالات مؤتمرًا صحفيًا بفندق كورال للتداول مع الإعلاميين حول جائزة الأم المثالية للعام الجاري والتي سيتم اختيارها بواسطة لجنة مكونة من الدكتورة عائشة الغبشاوي والكاتبتين الصحفيتين آمال عباس ومريم تكس والدكتورة آمنة بدري المحاضرة بجامعة الأحفاد والناشطة الاجتماعية احلام جبارة وخبيرة التدريب منال احيمر والداعية الاسلامي الشيخ محمد احمد حسن.. فكرة الجائزة تفضل بشرحها مدير افتصال المؤسسي صالح محمد علي فقال إنها ترمي لتجديد ذكرى الأم وتعميق الإحساس بأدوارها في نفس كل فرد وقد حرصت «زين» على استشفاف طرق مبتكرة لدعم البادرة وتطويرها. لا غبار على المبادرة وقد عزفت زين على وتر لابد أن النغمات التي يصدرها غاية في التناغم فلا نشاز ولابد أن كل شخص قرأ عن المسابقة يتمنى أن تكون أمه التي يعتبرها الأكثر مثالية مثالية أيضًا في نظر «زين» فيقع عليها الاختيار وكم من أم في القرى والبوادي أحرقت نفسها كالشمعة لتنير لأبنائها الطريق ولكن بالتأكيد لن تكون تحت مرمى لجنة «زين».. * يديك العافية يا أمي فأنت أكثر من مثالية حتى لو لم نستطع ان نهديك مثل جائزة زين.