في الفيلم الإنجليزي الممتاز.. الشاب المتحمس يعلن أنه ذاهب للبحث عن الحقيقة.. وعجوز .. عجوز.. يرفع عيونه بصعوبة ليقول للشباب في لهفة : نعم.. تعال نبحث.. فأنا أبحث عنها منذ أن كنت في عمرك.. الشرح الذي تطلبه لما يجري الآن يشبه ذلك.. لكن الإشارات تكفي .. ... والسيد الذي يعتقل الأسبوع الماضي ثم يطلق سراحه.. مرتبه الذي يخصص له بعقد خاص كان هو «خمسة وثلاثون مليون جنيه» في الشهر .. فقط!! والعقد الخاص هذا.. من بنوده السرية.. أنه عقد «يجب ألا يطلع عليه أحد» وأنه «لا يُفسخ إلا بموافقة الطرفين» والشهر الماضي نحدث هنا عن لجنة الفاتح عز الدين بالمجلس الوطني التي تلغي كل عقد خاص. واللجنة هذه إما أنها تكذب أو هي لجنة لم تسمع بالعقد هذا أو هي لجنة تبتلع نسخة مزورة من العقد الغريب هذا أستاذ هذه إشارة والشهور الماضية نحدث عن شيء يفعله وزير المالية الرجل الذي يجتهد في تجميد وطرد كل مليم يصل إلى السودان. لسبب يعرفه هو. ثم الرجل يتخطى قرارات رئاسية ثم يجعل رئاسة الجمهورية تلغي مشروع مطار الخرطوم وتلقي به، في مخزن «الطيران المدني» وهذه إشارة ثم وبقرار يصدره نهاية ديسمبر الماضي.. السيد وزير العدل يتخطى كل ما يقيده من مواد القانون ونعود إليها ويُصدر أمراً يجعل النيابات كلها مقيدة مثل ضحية الهنود الحمر الى عمود منصوب. القرار يمنع وكلاء النيابة من اعتقال أي مستثمر.. لأي سبب وكلمات القرار تعني أن وزير القانون لا يعرف كيف هي صياغة منشورات القانون. أو هو رجل يعرف جيداً ما يفعل وبمعرفته هذه يعرف أنه يبقر معدة القانون. ويعرف أو لا يعرف أنه بخطوته هذه وخطوات ممتدة منذ شهور يُعد الخرطوم لنوع من الاجتياح!! وهذه إشارة ومثلها شيء يجري في سراديب الداخلية وأحاديث عن مثلها في سراديب الأمن والجيش وكأنها الموسيقا التصويرية للفيلم الذي يقوم أبطاله بالبروفات الآن في اجتماعات جوبا التي/ الأسبوع الماضي/ تكمل تحالف الجنوب مع حركات تمرد دارفور وهذه إشارة... والسيد وكيل النيابة الذي يقود التحقيق في قضية فساد ضخمة هذه الأيام حين يخرج من مكتبه إلى عربته يجد داخل عربته «المغلقة المغلقة جيداً» رسالة تقول له سطورها : ارفع يدك.. وإلا فسوف يصيبك ما لا تتوقع وهذه إشارة والإشارة الأخيرة على عكس ما يخطر بالذهن ما يصدرها هو نوع من الذعر يضرب الآن الجهات التي ظلت تمضغ جذور الدولة. والأيدي التي تتعمد أن تجعل الرسالة «داخل» عربة وكيل النيابة المغلقة جيداً تريد بالإشارة هذه أن تقول : نحن نربض في معدتكم تماماً شجاعة ودقة؟ ربما لكن كلمات الرسالة تقول إن ما يضرب الجهات هذه هو ذعر مذعور فالإشاعة الأخرى التي يجعلها الذعر تكسر عنقها كانت إشاعة تتحدث عن أن البشير يمتلك ست عشرة قطعة سكنية في منطقة كافوري. والأصابع تذهب إلى مكاتب السجل العقاري وهناك تجد أن القطع السكنية الست عشرة ترقد هناك. لكن ملفاتها تحمل أسماء لا هي تعرف البشير ولا هو يعرفها ومحامون يزورون أسرة البشير هذه الأيام يطلبون الإذن لرفع قضايا تشهير والحكاية إشارة أخرى والإشاعة لو أنها كانت تمشي مطمئنة لعرفت أنها كذبة يمكن كشفها في دقيقتين.. لكن المذعور يصرخ «خارج رأسه» وعيون البيوت السودانية التي تتابع كل شيء بدقة وبسخرية شديدة الذكاء بعضها يتصل بنا هاتفه ليقول : أستاذ افتح القاموس الإنجليزي على معنى كلمة «باقان» «pagan» ومعنى كلمة أموم أو أموك- ونفتح ونجد أن كلمة باقان معناها «كافر ملحد يعبد وثناً» وأن كلمة أموم معناها «يجري مذعوراً هارباً من الموت» ومدهش أن أخبار الجنوب عن باقان ما تحمله هو هذا بعينه وأن الرجل الذي يحرق بعضهم منزله ويحرق منزل سلفا كير هو الآن شخص يبحث عن ملجأ. وهذه إشارة والخرطوم التي تتحدث عن أربعمائة صندوق من صناديق الألغام ترقد الآن في مطار جوبا«جنوب مبنى المطار مباشرة.. أنزلتها الشاحنات رقم كذا ورقم كذا وتعد للشحن إلى النيل الأزرق» الخرطوم هذه تتحدث عن الاجتماعات السرية وعن نقل فلان وفلان إلى أوغندا ثم العودة للتمويه وعن عربات فلان الثماني وعن دجاجة وزجاجتين «كورفوازيير فرنسي فاخر» تناولها فلان وفلان في العشاء. والخرطوم هذه تتحدث عن فرع آخر للقاء هذا يتم في الخرطوم واللقاء الأخير هذا ذو نسب قريب بلقاء جوبا. وأقارب كلهم ينتمي إلى عائلة الخراب الاقتصادي الآن الذي ينجب القضايا وهذه إشارة. ولكن اثنين من الإشارات هذه كل منهما يستحق حديثاً خاصاً حديثاً عن سفارة من سفاراتنا كانت تتعمد إهلاك الأجهزة والعربات والمعدات وذلك حتى يجدد الشراء كل عام وذلك من أجل العمولة. وإشارة عن مخطط يكتشف أن قيادات وسيطة كانت وبمهارة تغرق القيادات العليا بالهدايا الهامسة والتي لها اسم آخر ثم تجعلها زمامًا تقودها به. ثم قيادات وسيطة تغرم بتوظيف أقارب مهما كانت القرابة لبعض القيادات لاتخاذهم «دريئة» ثم ثم يأتي منشور السيد وزير العدل المنشور الذي تقرأه العيون مرة فتجد فيه مخالفة إدارية. ثم تقرأة أخرى فيذهب بها إلى جوبا مباشرة عمداً أو سهواً. ثم شيء في الداخلية. ثم مسؤول هنا ومعتمد هنا وجهة هنا.. وو.. كلهم يغني نفس الأغنية كيف ؟؟ نقول...