حوالى ألف و 800 من أهلنا الطيبين نساء ورجالاً وأطفالاً تلقّوا العلاج المجاني في اليوم الصحي الذي أقامه منبر السلام العادل بالتعاون مع منظمتي العشم الخيرية وساعون للبصريات يوم السبت الماضي بالحارة «21» بالثورة و«1194» مريضاً تلقوا العناية الطبية المجانية قبل ذلك بأسبوع في أبو سعد بأم درمان وقبل ذلك تلقى المئات في أسبوع سابق في السامراب بريفي بحري وقبلها في الحاج يوسف وقبلها في مجمع إبراهيم مالك بالسجانة. وهكذا توالت الأيام الصحية المجانية وستتواصل كل يوم سبت إن شاء الله في مختلف مناطق العاصمة بل ستنتقل إلى الولايات قريباً إن شاء الله. غير ذلك ابتدر المنبر عملاً اجتماعياً مجانياً في مجالات أخرى مثل البرنامج الأكاديمي لطلاب الشهادة السودانية الذي ينتظم حتى الآن في مختلف مناطق العاصمة القومية وكذلك مشاريع إصحاح البيئة التي بدأت وستتواصل إن شاء الله تعالى وستتلوها مشاريع اجتماعية وخدمية أخرى مجانية تُعنى بالشرائح الفقيرة مثل اليتامى والزواج الجماعي ومشروع محو الأمية وغير ذلك. لا نقول ذلك تفاخراً فوالله ما أردنا تفاخراً بل أقسم بالله إنني أشعر بالحرج أن أكتب عن ذلك لكن المقام والمصلحة العامة تقتضي أن نعلن عن هذا الأمر من خلال هذا المقال تحدثًا بنعمة الله على المنبر وأهله ولنا في قوله تعالى (إنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ) مندوحة تُزيل الحرج فالمنبر بفعله هذا يريد أن يقدِّم تجربة وأنموذجاً للأحزاب السياسية التي ظلت تأخذ ولا تعطي وترفع الشعارات البراقة مدغدغة مشاعر الناخبين وممنِّية لهم بالمنّ والسلوى خاصة قبل مواسم الانتخابات التي ما إن تنتهي حتى تدير ظهورها للباحثين عن السراب في صحراء العتمور. في أيام سلفت انشغل المنبر منذ إنشائه بل قبل ذلك بتصحيح الخطأ التاريخي الذي قعد بالسودان.. خطأ وحدة الدماء والدموع والتخلف التي أدخلنا المستعمِر اللئيم في نفقها المظلم المليء بالثعابين السامة فكانت الأولوية الأولى هي أن نخوض معركة تحرير السودان الشمالي من الاستعمار الجنوبي والقضاء على المشاريع العنصرية الاستئصالية التي ظلت الحركة الشعبية الجنوبية ترفعها في وجوهنا والتي تهدف إلى طمس هُوِيّة الشمال الإسلامية وإعادة هيكلته بما يجعله مسخًا مشوهًا غريب الوجه واليد واللسان وقد خَفَتَ صوتُ المعركة بعد الانفصال لكن لا تزال تداعياتها تتربص بنا ونحن لهم بالمرصاد إن شاء الله. الآن وقد انجلت معركة التحرير إلا من بعض البقايا المقدور عليها إن شاء الله آن للمنبر أن يبدأ طوراً جديداً دعونا نسمِّيه طور البناء والنهضة فهذه البلاد كانت موعودة ببلوغ الثريا عشية الاستقلال الأول «المنقوص» في يناير 1956م لكن كيف تتطور وقد زُرعت شوكة سامة في خاصرتها ظلت تُدميها منذ ما قبل الاستقلال؟! نحمد الله كثيراً أن المنبر اليوم يغطّي بعضويته كل السودان وأن دُوره تنتشر في محليات ولاية الخرطوم السبع وأنه من أحزاب قليلة يعقد مجلس شوراه وفقاً لمنطوق نظامه الأساسي. حدِّثوني عن أحزابنا الكبرى أين هي دُورها وأين هي أنشطتها؟! لقد تحوّل بعضُها إلى ظاهرة صوتية فبعض الأحزاب الطائفية لا نشاط لها إلا من خلال تصريحات قائدها الأوحد بينما هناك أحزاب مثل حزب البعث العربي والحزب الناصري وحزب حق لا تملأ عضويتها بصًا واحداً أو حافلة ورغم ذلك تجد بعض صحفنا تستضيف زعماءها الذين يشكِّلون نصف أو ثلث جمعيتها العمومية!! لقد صَدَق المنبر شعب السودان الشمالي حين دافع عن هُوِيَّته ومصالحه في وجه هجمة المغول الجدد وحلفائهم من بني علمان وتصدّى لانبطاحات نيفاشا التي ظلمت أهلنا الطيبين وأغدقت العطاء للجنوب وحركته الشعبية البغيضة وظل ينافح إلى أن غادرنا الجنوب وأذهب الله عنا الأذى وعافانا وبمثلما صدقنا شعبنا خلال فترة التحرير سنصدقه خلال فترة التعمير والبناء وها نحن نقترب من مشكلاته ونحاول بالرغم من ضيق ذات اليد أن نخفِّف من معاناته. إننا ندعو شعبنا للانخراط في عضوية منبر السلام العادل من أجل بناء السودان ونزعم أنه ما من حزب غيره جدير بأن ينال ثقة الشعب في سبيل النهوض بهذه البلاد التي لم تجد من ينقذها من كبوتها وينقلها إلى المكانة اللائقة بها حتى الآن كما ندعو المحسنين إلى التفاعل مع برامج المنبر الاجتماعية والخدمية كلما دعوناهم إلى ذلك وسنقوم بطرح تلك المشاريع من خلال «الإنتباهة» وغيرها من الوسائط راجين أن نتكاتف جميعًا في سبيل تجفيف دموع المنكوبين وتفريج كرب المكروبين ونعاهد شعبنا ألا نخذله ولا نسلمه ولا نحقره فهلاّ توحّدنا خلف المنبر من أجل إنقاذ السودان وتحقيق العيش الكريم لشعبه الأبي.