هي وجوه في الزحام التقيناها لتفصح عن مكنوناتها الإبداعية، وهي تنداح بعمق في دواخلها لتصنع مزيجًا متكاملاً تجمع بين جنوبالوادي وشماله خلال هموم وقضايا مشتركة بينهما، تميّزت بتاريخها الذي نهل الكثيرون منه فهي هرمًا اسمًا ومعنى.. صنعت من أبنائها مبدعين شكّلت بصماتهم على امتداد الوطن العربي.. من داخل مباني صحيفة الأهرام المصرية العريقة التقت «تقاسيم» بقامة من قاماتها.. الأستاذ عطية العيسوي نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية وعضو الدسك المركزي والمتخصص في الشؤون الإفريقية الذي اختار السودان وركز عليه بصورة أعمق.. التقته موقعًا عبر هذه الأسطر: ٭ نرحب بكم ونحن في داركم.. وماذا بداخل هويتك الشخصية؟ اسمي عطية العيسوي تخرجت في الإعلام عام 1977م في جامعة القاهرة، بدأت عملي الإعلامي كمحرر مترجم في هيئة الإذاعة المصرية.. ثم عملت في إذاعة رويترز للأنباء لفترة من الزمن، بعدها عملت في صحيفة المساء القاهرية وتدرجت إلى أن وصلت نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية؛ فتخصصت في الشؤون المصرية وصرت عضوًا في الدسك المركزي. ٭ ملف السودان هو من أولياتكم وتركيزكم عليه بصورة أوسع إنت والأستاذة أسماء الحسيني؟ السودان بلد كبير جدًا متسع المساحة كما أنه متعدد الأعراق والثقافات، وحسب إحدى الإحصائيات عدد قبائله يتراوح بين «590 أو 690» قبيلة تقريبًا، وكل قبيلة لها بعض الخصوصيات التي تميزها عن القبيلة الأخرى، مما يعني التنوع العرقي والسياسي والثقافي وله أثر واضح خلال الصراعات المتجددة التي تؤثر على السودان بوجه عام لذا يحتاج الشخص أن يركز عليه بصورة أكبر لذلك اخترنا السودان أنا والزميلة أسماء الحسيني لنتعرف عليه بصورة أكبر ووضعناه من ضمن وأهم أولوياتنا. ٭ هل سبق لك زيارته؟ كان لي الشرف أن أزور السودان أكثر من مرة خلال مهمة صحفية.. حيث زرت دارفور ومخيمات اللاجئين وكتبت عنها أيضًا، كما زرت الخرطوم نفسها أكثر من مرة للتعرف على ما يجري في الساحة السودانية.. وحقيقة أن السودان يحتاج إلى عدد من المهمات الصحفية؛ لأن قضايا السودان معقّدة وأطرافها كثيرة وتحتاج إلى الوقوف إلى أصل المشكلة.. وانطباعي عن السودان أهله كرماء «وطيبين جدًا وأصيلين». ٭ برأيك ما هي أهم المقومات للصحفي لكي ينجح في مسيرته الصحفية؟ أولاً: الموهبة تشكل أهمية قصوى لإنجاح الصحفي والتخصص في الأعلام لايهم، ولكنه مكمل للنجاح ولدينا هنا في صحيفة الأهرام عدد كبير من الصحفيين تخصصوا في كليات أخرى غير الإعلام وقد حققوا نجاحًا باهرًا كما لا بد من تطوير الذات، ويجب على الصحفي الاستعانة والتعلُّم من الآخرين ذوي الخبرة؛ لأن الشخص لا يمكن أن يرتقي السلم وحده ولدينا صحفيين حققوا نجاحًا وصعدوا وتعلموا خلال سنوات خمس فقط وهنالك من لهم «30» سنة في الصحيفة ولم يتعلموا شيئًا لأن ليس لديهم رغبة في التعلُّم.. ولا بد للصحفي أن يتواضع ويسأل عن أي شيء لا يعرفه حتى يتقدم بجانب الإطلاع ومتابعة الأحداث والأخبار بصورة مستمرة عبر الفضائيات والإذاعات المختلفة أو التلفزيون الأرضي حتى تتوفر لديه مصادر أساسية. ٭ كلمة أخيرة على مشارف الختام؟ أولاً على أشقائنا في السودان أن يسارعوا بالوقوف معًا لإيجاد حلول سريعة لكافة المشكلات التي تواجههم وأن يقللوا من الجدل حول الأمور المختلف عليها لا سيما الهامشية.. مع أمنياتنا له أن تُحل كل مشكلات السودان بكل قبلياته وأن يكون مستقرًا يعمه سلام دائم.. والشكر وكل التقدير لصحيفة الإنتباهة لإتاحتها لنا هذه الفرصة ومزيدًا من الرفعة.