الأسبوع الماضي وأنا في طريقي للمنسقية العامة للخدمة الوطنية بشارع محمد نجيب دار في رأسي شريط طويل عن طرائف هذه الخدمة الوطنية ومواقفها المحرجة التي حدثت للكثيرين خاصة في سنوات الإنقاذ الأولى حيث الدفارات وشقها للطرق الداخلية في الأحياء والخارجية منها، للعودة «بصيد ثمين» من المطلوبين لأداء خدمتهم الوطنية وبالطبع هناك فرق كبير بين ذاك الزمان والآن داخل مباني هذه المنسقية في كيفية التعامل مع المواطنين وتبسيط الكثير من الإجراءات حتى يؤدوا دورهم الوطني عبر هذه المؤسسة الكبرى، ولعل زيارتي لمباني المنسقية العامة للخدمة الوطنية كانت لسبب قد يكون هو الذي قاد للتحول في تعامل هذه المؤسسة مع المواطن وبمعنى أدق «الإعلام» فحينما كثفت هذه المؤسسة حملاتها الإعلامية أدرك المواطن ما هو واجب عليه وما هو له فأصبح أداء الخدمة الوطنية هو ما يبحث عنه الخريج والعامل والموظف و.. والجميع يبحث عن أداء هذا الواجب، وأعتقد أن المنهجية التي تتبع في إدارة هذه المؤسسة هي سبب نجاحها خلال السنوات الماضية، ومن بين هذا المنهج كان انعقاد الملتقى الثامن لمنسقي الإعلام بولايات السودان المختلفة والذي جاء هذه المرة تحت شعار «نلتقي لنجوِّد ونرتقي» وهدف هذا الملتقى إلى كيفية تعامل منسقي الإعلام بالمنسقيات الولائية مع أجهزة الإعلام المختلفة وكيفية الاستفادة منها في عكس رسالتهم التي يريدون إيصالها للجمهور، ومن خلال ورشة استمرت قرابة الساعة والنصف الساعة ناقشنا جميعًا كيفية الاستفادة من مراسلي الأجهزة الإعلامية المختلفة في الولايات لإيصال ما يدور بالمنسقيات الولائية ووصلنا إلى حقيقة يجب التسليم بها وهي ضرورة تأهيل أولئك الكوكبة التي تعمل في أصعب الظروف في ربوع السودان المختلفة إلى جانب إشعار المراسلين بانتمائهم لهذه المؤسسة القومية التي تكتسب الثقة مع صباح كل يوم. إن أكثر مالفت انتباهي في هذا الملتقى هو شعاره الذي يحوي مضمونًا قويًا وهو الالتقاء من اجل الجودة والرقي فإن طبقت كل المؤسسات هذا الشعار فمن المؤكد أن شكل السودان سيتغير خلال سنوات قلائل للأفضل، فالتجويد هو ما نفتقده في الكثير من مؤسساتنا ولذا نظل في أماكننا لا نبارح للأمام والدول من حولنا تتقدم بقوة. عمومًا نرجو أن يكون منسقو الإعلام بمنسقيات الخدمة الوطنية بالولايات قد استفادوا كثيرًا من ملتقاهم هذا ونرجو أن نرى ما تلقوه من خلال المحاضرات والورش على أرض الواقع.