على نسق استدعاء القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم دينيس هانكنسن الخميس الماضي لتوضيح موقف واشنطن من مؤتمر إسطنبول لدعم السودان نهاية مارس الجاري تقول الروايات إن القائم بالأعمال الأمريكي السابق كاميرون هيوم وجه إساءات بالغة للنبي المعصوم صلوات الله وسلامه عليه وللسودان، في إحدى حفلات العشاء أقامها أحد أفراد السفارة الأمريكيةبالخرطوم آنذاك وبحضور عدد من رجال الأعمال السودانيين وتصدى له البعض واحتدوا معه في النقاش حسبما نقلت بعض المواقع الإسفيرية، وفي وقت سابق أثار وزير الشباب والرياضة السابق حاج ماجد سوار ضجّة كبيرة بسبب اعتراضه على رفض السفارة الأمريكيةبالخرطوم منحه والوفد المرافق له تأشيرات دخول للولايات المتحدةالأمريكية للمشاركة في أعمال مؤتمر شبابي دولي، وطلب حاج ماجد من الخارجية استدعاء القائم بأعمال سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالخرطوم واستفساره عن تلك الخطوة بجانب معاملة المسؤولين الأمريكيين بالمثل، معتبراً ذلك الإجراء «لا يمسه في شخصه وإنما استهدف الشباب والرياضيين في السودان قاطبة»، وتهديده بمخاطبة الأممالمتحدة بهذا الشأن، فيما ذكر رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني بله يوسف أن اتحاده سيصدر بياناً رسمياً ويسلمه لوزارة الخارجية والسفارة الأمريكيةبالخرطوم ومكتب الأممالمتحدةبالخرطوم ومقرها الرئيس بنيويورك يستهجن فيه هذا الأسلوب ويطالب فيه المنظمة الدولية بمغادرة نيويورك باعتبارها أصبحت غير مؤهلة لاستضافة مقر المنظمة الدولية، وعلى غرار ذلك وضعت السفارة الأمريكية ومسؤولوها أنفسهم على مرتبة أكثر الدبلوماسيين الذين درجت وزارة الخارجية علي استدعائهم من وقت لآخر ويعتقد بعض المحلليين أن نسبة استدعاء القائم بالأعمال الأمريكي قاربت الخمس إلى ست مرات في العام. وزارة الخارجية استدعت القائم بالأعمال الأمريكي دينيس هانكنسن أمس الأول لتوضيح موقف واشنطن من مؤتمر إسطنبول لدعم السودان نهاية مارس الجاري والتي تزامنت مع تصريحات أطلقتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون يوم الثلاثاء تتهم فيها الخرطوم بتقويض دولة جنوب السودان، ومع تصاعد نبرة السخط الدبلوماسي بين البلدين قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية السفير العبيد مروح إن الخارجية استدعت القائم بالأعمال الأمريكي أمس وأوضح للصحفيين أن وكيل الوزارة استوضح القائم من موقف بلاده من مؤتمر إسطنبول وأسباب تأجيل واشنطن للمؤتمر من سبتمبر إلى مارس وانعقاد المؤتمر الذي يخص دولة الجنوببواشنطن، ونوه بأن القائم أبلغ الخارجية أن واحدة من أسباب التأجيل تتمثل في ملاحظتين تخصان الترتيبات الخاصة بالمؤتمر جازمًا بأن الإدارة الأمريكية حريصة على إنجاح المؤتمر، وأضاف مروح أن القائم أوضح أن السبب الآخر وراء التأجيل يعود للموقف الأمني والإنساني في جنوب كردفان، وأردف أن الموقف يشكل عائقًا لمشاركة واشنطن وآخرين في المؤتمر بالمستوى المطلوب، وذكر أن القائم أبان أن دولته مازالت تدرس الأمر وتناقشه ولم تحدد موقفها بشكل نهائي لافتًا إلى الإفادة بموقف بلاده لاحقًا، وأكد مروح أن وكيل الخارجية أبلغ القائم بالأعمال الأمريكي أن الخرطوم ليست طرفًا في الدعوة والترتيبات التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي والنرويج وتركيا بصفتها الدول المبادرة بقيام المؤتمر، وتابع بالقول: «أبلغنا القائم أن السودان حريص على الترتيبات باعتباره الدولة المعنية بما يخرج»، وأضاف: «أحطناه أن الخرطوم ترى أن الترتيبات تسير بصورة جيدة وليس هناك مشكلة»، وأشار مروح إلى أن الخارجية أبلغت القائم أن الولاياتالمتحدة عندما التزمت بدعم السودان عقب الانفصال لم يكن هناك تمرد بولاية جنوب كردفان، وذكر: «أحطنا القائم بأن الحكومة ليست مسؤولة عمّا يحدث بجنوب كردفان وأنها قامت بمجهودات كبيرة من بينها الإعلان عن وقف إطلاق النار ومطالبة المجتمع الدولي بممارسة ضغوط على المتمردين» مضيفًا أن الخارجية طالبت القائم بتحديد موقف بلاده بشكل واضح من المؤتمر حتى يتم التعامل معها على ضوئه، وقال مروح إن الخرطوم علقت على السبب الثاني لتبريرات موقف واشنطن من المؤتمر للقائم بأنه «موقف سياسي».