تضاربت عدة روايات على خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة الديم صباح أمس وراح ضحيتها كل من المواطنة عوضية عجبنا جبريل القيادية بالمنطقة وشقيقتها الصغرى، كما خلفت الأحداث إصابة ستة مواطنين آخرين.. وتعود تفاصيل الحادثة بحسب المكتب الصحفي للشرطة إلى أنه تعرضت دورية تتبع لشرطة أمن المجتمع لمحاولة تهجُّم من قبل بعض المواطنين أثناء طواف روتيني بمنطقة الديم عند الساعة الثانية عشرة ليلاً وذلك عقب القبض على اثنين من المواطنين وهما في حالة سكر، حيث قام بعض المواطنين بالتهجُّم على القوة مستخدمين العصي والسيخ والمواسير والحجارة الأمر الذي حدا بقائد القوة لإطلاق أعيرة نارية في الهواء أدت إلى إصابة إحدى المواطنات تم نقلها للمستشفى وتوفيت بعد ذلك. وحسب المكتب الصحفي للشرطة فإن الحادث وقع إثر مرور دورية شرطة أمن المجتمع بالشارع العام بمنطقة الديم وبعد القبض على اثنين من المخمورين صاح أحدهما بصوت عالٍ خرج على إثره مواطنون من ثلاثة بيوت تحديداً بالحي، علماً بأنه كان قد صدر قرار من المحكمة بتاريخ «7/1/2012» بإنذار بالمصادرة ضد أحد هذه البيوت لتعامله في بيع الخمور وقاموا بالتهجم على الشرطة محاولين الاستيلاء على سلاح القوة وأُصيب جراء هذا الاعتداء خمسة من رجال الشرطة إصابات مختلفة، وقام قائد المجموعة بسحب القوة خوفًا من تصاعد الأحداث وأعمال الفوضى إلا أن إصرار المتهجِّمين على الاستيلاء على السلاح أجبر قائد القوة على إطلاق ثلاثة أعيرة نارية في الهواء وقامت قوات الشرطة بفتح بلاغ تحت المادة «51» إجراءات وتشكيل مجلس تحقيق جنائي وإداري لمعرفة ملابسات الحادث. * توضيح من شرطة الولاية إلى ذلك تطورت الأوضاع عند تشييع القتيلة وتجمهر المواطنون أمام مركز شرطة أمن المجتمع بالديم مما حدا بالشرطة لتطويق المكان والسيطرة عليه بقوات خاصة لمنع أي تفلتات إضافية، وقد أوضحت الشرطة في بيان تحصلت «الإنتباهة» على نسخة منه وقالت فيه: أثناء الطواف الروتيني اليومي لشرطة أمن المجتمع الهادف لمنع ارتكاب الجريمة تعرضت إحدى الدوريات لمحاولة اعتداء من قبل بعض المواطنين بحي الديم بالخرطوم بعد منتصف ليل امس الأول الإثنين الخامس من مارس الجاري، وذلك أثناء تنفيذ القبض على اثنين من المواطنين كانا في حالة سكر شديد، وإثر مقاومتهما للقبض قام مواطنون آخرون بالاعتداء على القوة مستخدمين في ذلك العصي والسيخ والحجارة بغزارة مما أدى لإصابة خمسة من أفراد القوة الأمر الذي اضطر قائد القوة لإطلاق أعيرة نارية في الهواء للدفاع عن القوة ومنع المعتدين من الاستيلاء على أسلحة القوة ومركبتهم بعد أن حاصرتهم مجموعة من المعتدين وحاولت نزع السلاح بالقوة من أحد أفراد القوة، وقد أدى إطلاق الأعيرة النارية في الهواء إلى اصابة إحدى المواطنات المعتديات وتم إسعافها إلى المستشفى حيث توفيت إلى رحمة مولاها بعد ذلك. وتؤكد شرطة ولاية الخرطوم أنها اتخذت كافة الإجراءات القانونية الخاصة بالقبض على المتهمين الآخرين ومن ضمنهم المتهمون الأساسيون المتسببون في الحادث خاصة وأنه كانت هنالك تدابير منعية للمنطقة التي وقع فيها الحادث من بينها قرار قضائي يتضمن إنذارًا بالمصادرة على أحد هذه المنازل لاعتياده التعامل في بيع الخمور، كما تم فتح بلاغ تحت المادة «47» إجراءات وتولت النيابة التحريات فيها، كما تم اتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة. تؤكد شرطة ولاية الخرطوم أنها اتخذت كل الإجراءات وفقاً لأحكام القانون صوناً لأرواح المواطنين وممتلكاتهم ومنع كافة التفلتات التي تحدث نتيجة لتعاطي المسكرات والمؤثرات العقلية وتهيب بالمواطنين المساعدة في تجفيف اماكن بيع وتصنيع الخمور والمخدرات حفظًا لأمن واستقرار المجتمع. وقد شهدت منطقة الديم إلى ساعات متأخرة من الليل توتراً شديداً بين المواطنين والشرطة بعد أن فرقت الشرطة تجمهراً للمواطنين طالبوا خلاله بمقابلة الوالي.