فرحة عارمة وابتسامة تكسو الوجوه عند الصغار والكبار من مواطني قرى الجفرات بمحلية الدالي والمزموم تلك القرى التي ستنعم بالمياه من مشروع مياه سنجة الدالي قريباً بعد أن كانت تنكوي بنيران العطش عند جفاف الحفائر، وذات الأحاسيس والمشاعر بل أكثر منها عند مواطني قرية المليسة الذين تقدمهم الصغار تكبيراً وتهليلاً وسروراً بزيارة وفد الإدارة العامة لهيئة مياه الشرب برئاسة المهندس محمد حسن عمار المدير العام لولاية سنار برفقة المهندس الإمام عبد اللطيف الإمام وزير التخطيط العمراني والمرافق العامة ولاية سنار إلى هذه القرية التي جأر أهلها بالشكوى لهم خلال الزيارة عن معاناة البحث عن المياه بعد تغير لون المياه وتلوثها بالحفائر التي كانوا يشربون منها نسبة لشح المياه بها بناءً على شح أمطار الخريف الماضي الأمر الذي جعلها غير صالحة حتى للحيوان هذه الأيام مما اضطرهم لتوفير المياه لهم ولثروتهم الحيوانية الكبيرة عن طريق الهجرة إلى ترعة كنانة الني تبعد 18 كلم عنهم بعد توفير وقود الآليات الناقلة للمياه من معتمد المحلية، هكذا قال المواطنون للمسؤولين في تلك الزيارة «المويه بتجى متين يا سعادتك» سؤال نطق به لسان أحد مواطني قرى الجفرات للوفد الزائر إلى منطقتهم دون أن يحدد من هو المسؤول ترى لمن كان السؤال لوزير التخطيط أم مدير عام الإدارة العامة لمياه الشرب؟... وقال وزير التخطيط العمراني والمرافق العامة المهندس الإمام عبد اللطيف الإمام إن الزيارة أمّنت على تأريخ بداية الضخ التجريبي بالمشروع في النصف الأول من أبريل وأمّنت على توصيل المياه من محطة مياه سنجة الدالي للشبكة الحالية لمدينة سنجة كما أمّنت على توفير مخارج على طول الخط من البوستر 45 كلم من سنجة لمد القرى الواقعة على الخط بالمياه ووجود مخارج أخرى من البوستر حتى الدالي ليتم إنشاء حفائر وملؤها من الخط للاستفادة منها لسقيا الثروة الحيوانية عند شح الأمطار، والتأمين على أن الهيئة ترعى تكملة الخطوط الرئيسة بمدينة الدالي وتوصيل المياه للجفرات الأولى«الحاج، حمر، الفيارين» كما أمّنت الزيارة على أن يتم توصيل المياه مستقبلاً من الجفرة الحاج حتى قرية المليسة بطول 12 كلم.. وأشار الوزير إلى أن طول خط مشروع سنجة الدالي يبلغ «67» كلم بجانب «12» كلم من الدالي حتى الجفرات بكلفة كلية تبلغ «24» مليون و«450» دولارًا إضافة إلى «12.5» كلم حتى المليسة التي سيتم توصيل المياه إليها في أكتوبر القادم حسب تصريح مدير الإدارة العامة لمياه الشرب بالسودان مهندس/ محمد حسن عمار ل«الإنتباهة»، وزاد عمار قائلاً إن زيارتهم تهدف إلى الوقوف على سير العمل بالمشروع والجلوس إلى الشركة الصينية المنفذة لتسريع العمل للاطمئنان إلى افتتاحه في النصف الأول من أبريل القادم مشيراً إلى أن اهتمام الهيئة بمياه الدالي والمزموم جاء بناءً على إفادة حكومة الولاية بمعاناة مواطني تلك المناطق وما جاورها بعد جفاف الحفائر عند شح الأمطار فضلاً عن أنها تتمتع بثروة حيوانية هائلة، ومن هنا انطلقت الجهات المختصة بحثاً عن وجود الحل الجذري لمعاناة المواطنين حيث تم تنفيذ مشروع مياه المزموم وينعم الآن المواطنون بالمياه النقية من النيل الأزرق عبر محطة ود النيل وجارٍ العمل بصورة طيبة في مشروع مياه سنجة الدالي الجفرات وسيتم الضخ التجريبي في منتصف أبريل القادم، مشيراً إلى أنه وباكتمال المشروع نكون والحديث لعمار قد أزحنا شبح العطش عن مواطني تلك المناطق، مؤكداً التزام الهيئة بالإيفاء بالتزاماتها تجاه مشروع مياه سنجة الدالي الجفرات الأولى ليتم مد المليسة بالمياه خلال العام حين توفر المواسير للهيئة، وقال: لدينا مشروعات كبيرة من بينها عمل محطة لمدينة سنار بقرض إيراني يبتدئ العمل فيها قريباً تعمل بطاقة «50» ألف متر مكعب في اليوم وذلك للتوسع الذي شهدته مدينة سنار ولعدم إيفاء المحطة القديمة والتي أُنشئت منذ الخمسينيات باحتياجات المواطنين من المياه. معتمد محلية الدالي والمزموم الأستاذ العجبة حمد النيل قال ل«الإنتباهة» إن المنطقة زراعية ذات أثر اقتصادي وتزخر بالثروة الحيوانية وتعاني منذ زمنٍ بعيد من العطش لكن مشروع مياه الدالي سيساعد كثيراً بعد اكتماله في محاربة العطش واستقرار الإنسان أولاً وسيكون دعامة أساسية للتنمية الزراعية والحيوانية بشقيها ويعد لبنة أساسية في انطلاقة المنطقة في مجال التنمية الصناعية مستقبلاً وإقامة مشروعات كبيرة ذات أثر اقتصادي تساعد في محاربة الفقر ورفع دخل الفرد لأن المنطقة وبطبيعة الحال تتمتع بالثروة الحيوانية والزراعة المطرية الواسعة، وطالما أن المنطقة حدودية طرفية لا شك أن المشروع يمثل عمقاً إستراتيجياً في التنمية. وكان الوفد قد قام بتفقد محطة المشروع الرئيسة بسنجة على النيل الأزرق والبوستر والدالي وصولاً إلى المليسة مروراً بالجفرات الأولى وعقد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين بحكومة الولاية تصب في مجملها في مصلحة المواطن في مجال المياه.. زيارة وفد الإدارة العامة لهيئة مياه الشرب الأيام الماضية تعد دفعاً للعمل في المشروع. نأمل أن يتحقق وعد الوفد لمواطني المليسة بوصول المياه خلال هذا العام.
