رغماً عن انفصال الجنوب وذهاب الحركة الشعبية وقادتها إلى جوبا فما زالت هنالك ارتباطات وتفاهمات وبرتكولات سياسية تربطها بكثير من الأحزاب التي تصنف بأنها شمالية، فتحالف أحزاب جوبا ما زال موجوداً وبكل فاعلية، ولا يزال يتدثر بعباءة الحركة الشعبية وخاصة إذا علمنا أن الدعم المادي والمعنوي الذي يأتي من أمريكا ودول الغرب وإسرائيل عبر الحركة الشعبية في رسالة فهم لكل قادة الأحزاب الشمالية بأننا راضون عنكم متى مارضيت الحركة الشعبية. إن هذا الارتباط الوثيق بين دولة الجنوب وأحزابنا الموسومة بالوطنية ظاهر للعيان وذلك في تبنٍ واضح وصريح لكل أفعال الحركة الشعبية ويتمثل ذلك في الحرب الدائرة الآن في جنوب كرفان بكل تداعياتها خاصة بعد التصريح الخطير الذي أدلى به دكتور نافع علي نافع ومن قبله مولانا أحمد هارون بأن تمرد عبد العزيز الحلو كان وراءه كثير من الأحزاب التي تدّعي الوطنية. إن تمادي الحركة الشعبية في أفعالها تلك بخوضها الحرب في جنوب كردفان والاحتقان الموجود الآن في ولاية النيل الأزرق والتصريحات الغربية الملتهبة التي تصب كلها في مصلحة الحركة الشعبية وذلك بتصعيد الأحداث في جنوب كردفان ودارفور حتى ترقى إلى إبادة والضغط على الحكومة بتمديد فترة بقاء قوات اليونميد وتحريض الموقعين على وثيقة الدوحة للتراجع عن هذه الاتفاقية وفتح معسكرات تدريب للحركات المسلحة الدارفورية بولاية الوحدة مع تقديم كل الدعم المادي والعسكري وكل هذه إشارات من دول الغرب وهي أجندة وقعت على طاولة الحركة الشعبية والأحزاب الوطنية لكي تنفذ بحذافيرها ومعروف مسبقاً الغرض من كل ذلك. لأنه لا يخفى على أحد ما تريده وما تسعى إليه دول البغي والاستكبار من هذا البلد، فالسودان يعج بموارد طبيعية بكميات هائلة سواء كانت سوداء أو صفراء وبماء دائم. وكل تلك الموارد أصبحت مطلبًا عالميًا في قرصنة وبلطجية ظاهرة للعيان.. إن سياسات أمريكا أصبحت مكشوفة للعلن فهي متى ما طمعت في دولة ما فستحاول المستحيل لزرع الفتن والاحقاد وإثارة القلاقل والحروب ومن ثم تتدخل في ثوب الواعظين وثوب الإنسانية ومتى ما وضعت رجلها حتى تحاول شفط أكبر قدر ممكن من خيرات البلد ودونكم ما حدث في العراق وما يحدث في ليبيا وفي كثير من البلدان التي دمرتها أمريكا وتستعين بذلك بضعاف النفوس وفاقدي الخلق وساقطي التربية الوطنية لتحقيق أهدافها ومآربها وهم كثر عندنا هنا في السودان. إننا نطالب الحكومة بالتعامل بالمثل مع الحركة الشعبية لأن الأخلاق الرفيعة والعمل بالمواثيق الدولية والأخلاقية سوف يجر على هذه البلاد نكبة كبيرة أما العمل بالمثل وإظهار القدرة والعضلات سوف يحدث نتيجة ممتازة وسريعة. لذلك لا بد من تجميع كل متمردي الجنوب وكل ثائر أشهر سلاحه ضد دولة الجنوب وهم بالمئات لا بد من تجميعهم وتسليحهم وتدريبهم فالعين بالعين والسن بالسن وعندها فقط سوف يرضخ الغرب كله لنا ويحقق جميع أهدافنا والتزامتنا أما حكومة الجنوب فهي مغلوبة على أمرها فهي عبارة عن آلة تحرَّك بالريموت كنترول من دول الغرب. لذلك لا بد للمؤتمر الوطني وهو يقف الآن وحيداً يقاتل في كل الجبهات لا بد له من إظهار قوته وهيبة الدولة فكثير من الرؤوس قد أينعت وحان قطافها وكثير من الأقزام قد تطاولت الآن وتريد الحسم والحزم لذلك لا بد من وقفة قوية ولنبدأ من الداخل. وحين أقول من الداخل أعني أولئك المندسين وسط أحزاب المعارضة ومن بعدهم يأتي الدور على قطاع الطرق «قطاع الشمال» وتطهيرهم تماماً وبالقانون فالمؤامرة كبيرة التي تحاق بهذا الوطن ودونكم هذه الحرب الاقتصادية التي تدور الآن من غلاء في الأسعار وتغيير وتزييف العملة كلها مسائل مفتعلة حتى تثور الجماهير وتضرب الفوضى بأطنابها. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد