قطر.. متقاعد يفقد 800 ألف ريال لفتحه رابطاً وهمياً    القبض على تاجر مخدرات بتهمة غسل 40 مليون جنيه    خبير نظم معلومات: 35% من الحسابات الإلكترونية بالشرق الأوسط «وهمية ومزيفة»    محمد وداعة يكتب: حرب الجنجويد .. ضد الدولة السودانية (2)    اجتماع للتربية فى كسلا يناقش بدء الدراسة بالولاية    مواطنو جنوب امدرمان يعانون من توقف خدمات الاتصال    من الزيرو إلى الهيرو    تفاصيل إصابة زيزو وفتوح في ليلة فوز الزمالك على الأهلي    "مطارات دبي" تدعو المسافرين التحقق من حالة رحلاتهم "الحالة الجوية السيئة"    شركة تتهم 3 موظفين سابقين بسرقة عملائها    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    ضبط الخشب المسروق من شركة الخطيب    البنى التحتية بسنار توفر اطارات بتكلفة 22مليون لمجابهة طوارئ الخريف!    رسالة من إسرائيل لدول المنطقة.. مضمونها "خطر الحرب"    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الثلاثاء    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الثلاثاء    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    قصة مانيس وحمدوك وما ادراك ما مانيس وتاريخ مانيس    ضياء الدين بلال: الرصاصة الأولى ونظريّة (الطرف الثالث)..!    وزير الخارجية يكتب: الإتحاد الأوروبي والحرب في السودان ..تبني السرديات البديلة تشجيع للإرهاب والفوضى    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    رفع من نسق تحضيراته..المنتخب الوطني يتدرب علي فترتين    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    أحمد موسى: ده مفيش ذبابة ماتت من الصواريخ والمسيرات اللي إيران وجهتها لإسرائيل    إسرائيل تعيد فتح المدارس!    ليفربول يسقط في فخ الخسارة أمام كريستال بالاس    شاهد بالصورة.. إبن عضو مجلس السيادة رجاء نيكولا يحمل السلاح مدافعاً عن وطنه وجمهور مواقع التواصل يشيد ويعلق: (أبناء الإسلام والمسيحية في خندق واحد لحماية السودان من الجنجويد)    شاهد بالفيديو.. مالك عقار يفجرها داوية: (زمان لمن كنت في الدمازين 2008 قلت ليهم الجنا حميدتي دا أقتلوه.. قالوا لي لالا دا جنا بتاع حكومة.. هسا بقى يقاتل في الحكومة)    شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تدهش وتبهر مذيع قناة العربية الفلسطيني "ليث" بمعلوماتها العامة عن أبرز شعراء مسقط رأسه بمدينة "نابلس" والجمهور يشيد بها ويصفها بالمثقفة والمتمكنة    أرسنال يرفض هدية ليفربول ويخسر أمام أستون فيلا    بعد راحة العيد...المنتخب الوطني يُعاود تحضيراته أمس    الموعد الأضحى إن كان في العمر بقية،،    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    والي الخرطوم يزور رموز ونجوم المجتمع والتواصل شمل شيخ الامين وقدامى المحاربين والكابتن عادل أمين والمطرب عوض الكريم عبدالله    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    لن تنهار الدولة ولن ينهار الجيش باذن الله تعالى    انتحلوا صفة ضباط شرطة.. سرقة أكبر تاجر مخدرات ب دار السلام    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    الضربة المزدوجة الإنهيار الإقتصادى والمجاعة في السودان!    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحلقة الكاملة لبرنامج بلا حدود مع نافع على نافع
نشر في الراكوبة يوم 13 - 12 - 2010


مقدم الحلقة: أحمد منصور
ضيف الحلقة: نافع علي نافع/ مساعد الرئيس السوداني
تاريخ الحلقة: 8/12/2010
الاستعدادات للاستفتاء والخلاف حول منطقة أبيي
- مسؤولية حكومة الشمال وأبعاد الدور الأميركي
- الدور الإسرائيلي والموقف العربي وآفاق العلاقة مع الجنوب
- حول اتفاقية نيفاشا وقضية دارفور
- العلاقة مع مني مناوي وعقود النفط ومستقبل السودان
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحييكم على الهواء مباشرة وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود. سيكون يوم التاسع من كانون الثاني/ يناير القادم يوما تاريخيا للسودانيين وربما للأفارقة جميعا حيث من المقرر أن تجري عملية الاستفتاء على تقسيم أكبر دولة عربية وإفريقية وهي السودان إلى شطرين شمالي وجنوبي وسط مخاوف من أن يكون ذلك بداية إلى تشطيرات أخرى شرقية وغربية، فالدولة التي كانت تلقب بأنها سلة غذاء العالم لخصوبتها ووفرة المياه بها ومساحتها الشاسعة أصبحت أيضا أحد أهم مراكز إنتاج النفط في إفريقيا وهي الثروة التي يقع أغلبها في الجنوب الذي سينفصل وهي كذلك أكبر مصدر للثروة الحيوانية في إقليم دارفور الذي يتوقع المراقبون إلى أن القوى الكبرى تغذي انفصاله بعد الجنوب. لكن الدول الإفريقية التي لم تبذل جهدا لمنع هذا الانفصال حسب رأي المراقبين وعلى رأسها مصر سوف تدفع ثمنا باهظا له لا سيما وأن دول منابع النيل إن عجزت عن وقف جريانه بسبب طبيعتها الجغرافية فإن جنوب السودان أرض منبسطة ويمكن أن تستخدم كسلاح قوي لمنع المياه ليس عن شمال السودان فحسب وإنما عن مصر أيضا حيث يعتبر النيل شريان حياتها الرئيسي. المخاطر التي تهدد مستقبل السودان بعد الانفصال موضوع حوارنا اليوم بلا حدود مع مساعد الرئيس السوداني الدكتور نافع علي نافع، ولد في شيندي في السودان عام 1948، تلقى تعليمه في السودان وحصل على درجة الدكتوراه في علم الوراثة من جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، عمل محاضرا في كلية الزراعة جامعة الخرطوم بين عامي 1981 و1989، بعد ثورة الإنقاذ عمل مديرا لجهاز الأمن العام السوداني حتى العام 1994 حيث انتقل مديرا لجهاز الأمن الخارجي وحتى العام 1995 أصبح وزيرا للزراعة والغابات حتى العام 1999 حيث عين مستشارا للرئيس للسلام حتى العام 2001 بعدها عين وزيرا لديوان الحكم الاتحادي حتى العام 2005 حيث عين في منصبه الحالي مساعدا لرئيس الجمهورية. ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا على أرقام هواتف البرنامج التي ستظهر تباعا على الشاشة. دكتور مرحبا بك.
نافع علي نافع: مرحبا بك.
الاستعدادات للاستفتاء والخلاف حول منطقة أبيي
أحمد منصور: هل أنتم مستعدون لإجراء الاستفتاء في التاسع من يناير القادم؟
نافع علي نافع: إيه نعم إن شاء الله.
أحمد منصور: هل أنتم مستعدون للقبول بنتيجة الاستفتاء مهما كانت هذه النتيجة؟
نافع علي نافع: نعم إذا كانت تعبر عن رأي أهل الجنوب في استفتاء حر ونزيه.
أحمد منصور: ألن تقوموا بأي محاولات من أجل تأجيل الاستفتاء أو منعه؟
نافع علي نافع: أبدا، ليس بواسطة حكومة السودان.
أحمد منصور: لكن الجنوبيون يتهمونكم بأنكم تسعون لعرقلة إجراء الاستفتاء في موعده المقرر في التاسع من يناير القادم.
نافع علي نافع: نعم ولكنه اتهام لا أساس له والشواهد تقول على أننا لا نفعل ذلك الآن.
أحمد منصور: الجنوبيون يتهمونكم أيضا بأنكم تعدون العدة لتزوير نتيجة الاستفتاء لا سيما وأنكم متهمون كحكومة في السودان بأنكم زورتم الانتخابات البرلمانية الماضية وستنهجون نفس النهج في عملية الاستفتاء.
نافع علي نافع: أولا الانتخابات كل العالم شهدها ويعلم أن التزوير تم في الجنوب وليس في الشمال، أما فيما يخص الاستفتاء فأغلبية الناخبين في الجنوب لن يكون عدد الناخبين في الشمال متجاوزا الأربعمئة إلى خمسمئة فرد فقط مقابل أكثر من اثنين مليون ونصف في الجنوب فقضية الاستفتاء يحسمها التصويت في الجنوب وليس في الشمال.
أحمد منصور: الرئيس ألمح إلى أن النتيجة ربما تكون الانفصال وهناك توقعات كثيرة من معظم المراقبين بأن السودان في طريقه إلى الانفصال.
نافع علي نافع: نعم للأسف الشديد أغلب الاحتمال أن النتيجة هي الانفصال نسبة لأن الحركة الشعبية مصممة على ذلك وتعمل له ونسبة لأن أغلب الناخبين الذين يصوتون في الاستفتاء في الجنوب ونسبة لتأثير الحركة الشعبية بوسائل شتى على رغبة الناخبين واختيارهم.
أحمد منصور: المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي أعلن اليوم أن مصير منطقة أبيي بين الشمال والجنوب لن يجري التصويت عليه في التاسع من يناير/ كانون الثاني المقبل كما كان مقررا له، هل أصبحنا نأخذ المعلومات من الأميركيين وليس من السودانيين؟
نافع علي نافع: قطعا المعلومات هي بيد السودانيين لكن إذا حصل عليها الأميركيون قبل أن يحصل عليها الآخرون فلاهتمامهم ومتابعتهم اللصيقة في ذلك ودورهم في حل قضية أبيي.
أحمد منصور: طيب أنت الآن كمساعد لرئيس الجمهورية كيف تنظرون إلى الاستفتاء في منطقة أبيي في التاسع من يناير القادم؟
نافع علي نافع: الاستفتاء في منطقة أبيي كما ذكرت من المعلومة الآن لن يجري في التاسع من يناير لأنه لم يتم الاتفاق على من هم الناخبون في أبيي.
أحمد منصور: هل فقط هذا السبب الذي يجعلكم لا تجرون الاستفتاء في أبيي؟
نافع علي نافع: نعم هو السبب الرئيسي هذا الاختلاف هو يعني لأسباب أخرى كثيرة لكن لو كنا اتفقنا على الناخبين في استفتاء أبيي لجرى الاستفتاء في موعده.
أحمد منصور: ما هو جوهر الاختلاف بينكم وبين الجنوبيين فيما يتعلق بمنطقة أبيي؟
نافع علي نافع: جوهر الخلاف أن الجنوبيين يصرون على أن منطقة أبيي هي منطقة دينكانوك فقط ونحن نقول إن منطقة أبيي هي لكل السودانيين القاطنين فيها بما فيهم دينكانوك المسيرية وقبائل أخرى.
أحمد منصور: هل هذا جوهر الخلاف؟
نافع علي نافع: هذا هو جوهر الخلاف.
أحمد منصور: هذا جوهر رئيسي يمكن ألا تتفقوا عليه.
نافع علي نافع: هذا هو جوهر الخلاف وهو رئيسي كما تفضلت وهو سبب عدم الاتفاق.
أحمد منصور: كل الأمور التي تم فيها تقسيم دول بقيت فيها مناطق نزاع مستمرة لعشرات السنين، هل يتوقع أن تبقى منطقة أبيي لو تم تحديد الحدود بين الشمال والجنوب هي منطقة النزاع الأبدية التي ستبقى بين الدولتين؟
نافع علي نافع: يمكن أن يحدث ذلك مع رجاء ألا يحدث ذلك ويبدو أن الذين يعقدون مشكلة أبيي يطمعون في أن تكون هي كذلك.
أحمد منصور: الرئيس قال لن يكون هناك استفتاء في أبيي دون قبيلة المسيرية، لماذا الإصرار على المسيرية من قبلكم أنتم الشماليين؟
نافع علي نافع: لأن المسيرية هم القبيلة الرئيسية بعد دنكانوك في المنطقة ولأن الجنوبيين يحرصون على أن يحرموا المسيرية خاصة عن هذا الحق ولأننا لا نقبل لمجموعة سودانية أن تحرم من حقها.
أحمد منصور: المراقبون يقولون إن المسيرية يمتدون بشكل تلقائي وطبيعي حتى حدود النهر فيما الجنوبيون يتواجدون في الجنوب، أما يمكن أن يتم تقسيم المنطقة كما هي مقسمة طبيعيا بين الشماليين والجنوبيين؟
نافع علي نافع: أعتقد أن ذلك ممكن وأعتقد أن ذلك من بعض الحلول التي تطرح الآن.
أحمد منصور: ما هي أهمية منطقة أبيي؟
نافع علي نافع: هي منطقة حياة القبائل المسيرية والقبائل الرحل الأخرى كلها في فصل الصيف خاصة لأنه لا توجد مياه إلا في منطقة أبيي في تلك المنطقة في فصل الصيف مياه ومرعى.
أحمد منصور: إذا كان الصراع في دارفور على المياه والمرعى وهو صراع ربما أيضا معقد معنى ذلك أن الصراع على المياه والمرعى في أبيي سيجعلها قضية معقدة ودائمة أيضا؟
نافع علي نافع: ليس بالضرورة لأنه في دارفور على الرغم من أن الصراع على المياه والمرعى لكنه ليس على الحدود على فتح مسارات، الحقوق محفوظة حدود الولايات معروفة، الآن هو المطلوب ترسيم الحدود وسوف تنظم الأعراف والعلاقات الاستعمال داخل هذه الحدود.
أحمد منصور: ما هي الشروط الواجب توافرها في منطقة أبيي لعمل الاستفتاء بها؟
نافع علي نافع: هي أن يعطى كل المواطنين في منطقة أبيي حقهم الكامل في أن يكونوا مواطنين يدلون بأصواتهم ويستمتعون بكامل صلاحيات في استقلال تلك الأرض ولا تعتبر أرض لدنكانوك فقط.
أحمد منصور: هناك بالنسبة لأبيي تحديدا طالما أنها نقطة صراع بينكم هناك مقترحات أن تخضع المنطقة للأمم المتحدة أو لقوات دولية أو منطقة محايدة حتى يتم حسم أمرها، هل تقبلون هذا الأمر؟
نافع علي نافع: أبدا نحن لا نقبل أن تكون الأمم المتحدة ولا قوات محايدة، نستطيع أن نعمل إدارة مؤقتة بيننا وبين الجنوبيين ولكن ليس تحت إمرة الأمم المتحدة.
أحمد منصور: إلى أين يمكن أن يصل الخلاف بينكم وبين الجنوبيين فيما يتعلق بمنطقة أبيي؟
نافع علي نافع: أرجو ألا يصل إلى مرحلة الحرب، أرجو ألا يصل إلى ذلك.
أحمد منصور: معنى ذلك أن أبيي ممكن أن تسعر الحرب بين الشمال والجنوب؟
نافع علي نافع: نعم، الذي لا يقول بذلك في ظل الخلاف الحالي يغالط بدون مبرر.
أحمد منصور: وكيف يمكن نزع فتيل الحرب؟
نافع علي نافع: بالاتفاق.
أحمد منصور: أنتم تفرضون شيئا هم يرفضونه.
نافع علي نافع: ونحن نرفض شيئا هم يفرضونه ولذلك لا بد أن نلقي قضية الفرض هذه من أي جانب ونتفق على ما يحقق المصلحة.
أحمد منصور: هل معنى ذلك أيضا أن عدم الاتفاق على أبيي يمكن أن يعرقل الاستفتاء بشكل عام؟
نافع علي نافع: ليس بالضرورة لأنه يمكن أن يجري الاستفتاء في الجنوب وتظل قضية أبيي عالقة إلى حين الاتفاق حولها.
مسؤولية حكومة الشمال وأبعاد الدور الأميركي
أحمد منصور: ماذا يعني انفصال شمال السودان عن جنوبه؟
نافع علي نافع: يعني أولا تمزيق هذا البلد الذي ظل بلدا واحدا وقطع أواصر هذه الأمة التي تصاهرت وتعايشت ويعني فتح الأبواب للتدخل الخارجي لاستقلال البلدين ضد بعض.
أحمد منصور: ما تأثير هذا على مستقبل السودان كدولة؟
نافع علي نافع: أولا قطعا هنالك تأثير في أن ينقسم السودان نفسه، أما إذا كانت الإشارة على شمال السودان أنا أقول إن الأثر محدود جدا ولن يؤثر ذلك على اقتصاد السودان كثيرا ولا على قوته ولا، ولا، وربما يجد السودان أنه الآن يستطيع أن ينطلق أكثر.
أحمد منصور: سآتي تفصيلا إلى ما ذكرته ولكن أما تعتقد أن فصل جنوب السودان عن شماله يمكن أن يكون توطئة لفصل شرقه وغربه أيضا في دويلات لا سيما وأن هناك تقارير ومعطيات وخرائط حتى حددت تقسيم السودان إلى أربع دويلات؟
نافع علي نافع: نعم أنا أتفق معك تماما في أن فصل الجنوب هو جزء من خطة تقسيم السودان إلى أربع دويلات ويمكن أن يكون تقسيم الجنوب هو وسيلة لاستعمال الدولة الجديدة لإكمال خطة التقسيم ولكن نأمل أن ذلك يعني إن شاء الله تحت السيطرة..
أحمد منصور: كيف تحت السيطرة وبدأ المنشقون الآن أو الانفصاليون في دارفور يقيمون في جوبا عاصمة الجنوب..
نافع علي نافع: صحيح.
أحمد منصور: وهذا مثار أيضا خلاف بينكم وبين الجنوبيين.
نافع علي نافع: نعم هو مسار خلاف أساسي جدا، نحن نعتقد أن دولة الجنوب هي دولة تعاني من كثير من الإشكالات وليس لها أن تعطي ما لا تستطيع، أما أن ذلك يمكن أن يكون كذلك تحت السيطرة أن هذه الفئات المتمردة من دارفور ليست لها قاعدة داخل دارفور نحن نعلم ذلك تماما ولولا أنها تجد الدعم الدولي وبعض الدعم الإقليمي لما كان لها شأن أبدا.
أحمد منصور: قبل عشرين عاما عندما كان يتحدث أحد عن تقسيم السودان شمال وجنوب حتى ربما قبل خمس سنوات أو عشر سنوات كان ينظر له على أنه إنسان يهرطق، هل يمكن في خلال سنوات أيضا محدودة -لا قدر الله- أن نجد السودان وقد أصبح شمال السودان وشرق السودان وغرب السودان كما سيصبح بعد أيام قليلة شمال وجنوب السودان؟
نافع علي نافع: أنا أقول إنه ليس هنالك مجال الحقيقة للمقارنة بين وضع جنوب السودان أو دارفور أو شرق السودان..
أحمد منصور (مقاطعا): لماذا، لماذا والمعطيات كلها واحدة؟
نافع علي نافع: ليست كلها واحدة، الجنوب ظل حقيقة ليس جزءا كامل الصلة بالشمال كما تعلم..
أحمد منصور: بسبب تقصيركم أنتم الشماليون.
نافع علي نافع: بسبب زراعة هذه الفتنة بواسطة القانون.. ونحن نقبل القول كذلك بأن الحكومات الوطنية لم تفعل كل ما يجب أن تفعل.
أحمد منصور: إذا كان جمال عبد الناصر يتحمل المسؤولية التاريخية عن فصل السودان عن مصر عام 1956 عبر استفتاء يشبه ذلك الاستفتاء الذي سيجري أما تكونون أنتم حكومة الإنقاذ والرئيس البشير ومن حوله مسؤولون أمام الله والتاريخ أنهم بقوا في السلطة 21 عاما لم يستطيعوا خلالها أن يحافظوا على وحدة السودان وقد انشق في عهدهم إلى نصفين؟
نافع علي نافع: إذا كانت المسؤولية هذه أمام الشعب السوداني فالشعب السوداني أعلم الشعوب بماذا فعلت الإنقاذ لتبقي على وحدة السودان ونحن..
أحمد منصور (مقاطعا): أنتم متهمون بأنكم لم تفعلوا شيئا ولم تقدموا للجنوبيين شيئا وظلت الأمور تمشي في طريقها إلى الانفصال والانشقاق وأنتم مشغولون بصراعات داخلية وأمور أخرى.
نافع علي نافع: هذا ليس هو اتهاما مقدما لنا بواسطة الشعب السوداني لأنه مطلع على الأمور، الذين يعلمون ماذا فعلت الإنقاذ ابتداء من توقيع السلام ومد الجسور وقسمة السلطة والثروة والصبر على العلاقة والحركة الشعبية لبناء شراكة من أجل الوحدة يعلمون تماما أنه ليس هنالك من وسع بشري يمكن أن..
أحمد منصور (مقاطعا): ما الذي قدمتموه حتى تحافظوا على وحدة السودان وأنتم في نظر المراقبين وفي نظر الجنوبيين لم تقدموا شيئا؟
نافع علي نافع: نحن الذي قدمناه أولا الاستجابة منذ الأشهر الأولى في ثورة الإنقاذ لمطالب الجنوبيين في الحكم الفيدرالي، كما تعلم الجنوبيون في 1947 ثم في 1956 اشترطوا على القوى الشمالية كلها لوحدة السودان ولوقوفهم مع قضية الاستقلال قيام الحكم الفيدرالي، نحن الوحيدون هذه الحكومة التي أقدمت على الاستجابة لهذا الطلب وعلى تنفيذه على واقع الأرض حتى من قبل توقيع السلام، نحن الحكومة الوحيدة التي سعت بوعي ووفق خطة لأن يكون الجنوب جزءا أصيلا من السودان، مثال على ذلك..
أحمد منصور (مقاطعا): لم يحدث الانفصال، يحدث في عهدكم والانشقاقات في عهدكم وطوال السنوات الماضية الجنوب ينعزل يوما بعد يوم على أيديكم.
نافع علي نافع: الذي حصل صحيح تاريخا سوف يحدث هذا في عهدنا لكن الذي كان يمكن أن يحدث في عهدنا هذا لولا ثورة الإنقاذ أن يذهب السودان جميعا.
أحمد منصور: كيف يذهب السودان جميعا؟
نافع علي نافع: لأن مشروع الحركة الشعبية لفصل الجنوب هو أساسا مشروع للسيطرة على السودان كله وتحريره كما تسمي نفسها حركة تحرير السودان..
أحمد منصور (مقاطعا): يسمون أنفسهم لكنهم لا يملكون المقومات في نظر المراقبين حتى لإقامة دولة الآن.
نافع علي نافع: أنا أقول لك أخي الكريم لولا ثورة الإنقاذ لربما كان ذلك بقدر أكثر مما يتخيل الناس.
أحمد منصور: بعض المراقبين يقولون إن الانفصال هو انتحار للجنوب واغتيال للشمال.
نافع علي نافع: الانفصال هو ضار بالجنوب وبالشمال، يمكن أن يكون انتحارا للجنوب حتى الانفصال إذا ترتب عليه إصرار حكومة الجنوب على أن يظل الشمال والجنوب في عداء أما إذا بعد وقوع الانفصال رتبت علاقة سوية وعلاقة تواصل وعلاقة تكامل بين الشمال والجنوب يمكن أن تخفف من أثر الانفصال السيئ على الشمال والجنوب.
أحمد منصور: يلاحظ وجود دور أميركي نشط وغير عادي في السودان لا سيما في هذه المرحلة، ما طبيعة الدور الأميركي؟
نافع علي نافع: الدور الأميركي مساند تماما لفصل الجنوب و..
أحمد منصور (مقاطعا): ما مصلحة أميركا في فصل الجنوب؟
نافع علي نافع: أولا أميركا من مصالحها أنها ترى أن النظام في السودان هو نظام غير مطيع نظام مستقل في قراره نظام لا..
أحمد منصور (مقاطعا): لا، أنتم أصبحتم مطيعين جدا، كل الحكومات العربية عبر وثائق ويكيليكس كلها مش مطيعة وبس ده أكثر من مطيعة.
نافع علي نافع: نحن ما أظن هذه الوثائق أظهرت..
أحمد منصور (مقاطعا): لسه، مش عارفين إيه اللي حيطلع عالسودان، الدور جاي عليكم.
نافع علي نافع: حتى يظهر ذلك لا تستطيع أن تقول إننا مطيعون.
أحمد منصور: في تقرير..
نافع علي نافع: ولن يظهر.
أحمد منصور: نشر في 28 نوفمبر قال إن الرئيس أوباما أعطى الضوء الأخضر للرئيس البشير في دارفور مقابل الالتزام بإجراء الاستفتاء على الجنوب في يناير القادم، ما طبيعة اتفاقكم مع الأميركيين؟
نافع علي نافع: ليس هنالك اتفاق، الذي حدث هو أن أميركا لكي تؤمن فصل الجنوب ولكي تطمئن أن الحكومة يمكن أن تقيم الاستفتاء الذي يسمح بفصل الجنوب ظلت تقدم مثل هذه الوعود التي يسمونها بالجزر تارة في..
أحمد منصور (مقاطعا): ما الجزرة التي قدمتها لكم أميركا؟
نافع علي نافع: هذه الوعود الكاذبة فقط ونحن..
أحمد منصور (مقاطعا): كل وعود أميركا لكم كاذبة؟
نافع علي نافع: حتى الآن.
أحمد منصور: لم توف أميركا بشيء؟
نافع علي نافع: لم نعرف شيئا ذا بال وفت أميركا به.
أحمد منصور: قيل إنكم إذا يعني كنتم مطيعين وأجريتم الاستفتاء في التاسع من يناير القادم سوف يرفع اسم السودان كدولة راعية للإرهاب.
نافع علي نافع: قد يحدث ذلك لكن نحن سوف نقيم الاستفتاء ليس طمعا في أن يرفع اسمنا ولكنه التزام وتعهد وهو الذي يحقق السلام حتى ولو من باب الانفصال بدلا من استمرار الحرب إلى ما لا نهاية.
أحمد منصور: الآن الوفود الأميركية التي لم تنقطع عن الخرطوم ماذا يفعل هؤلاء معكم؟
نافع علي نافع: الآن هم يعملون في محاولة تذليل مشكلة أبيي ومحاولة..
أحمد منصور (مقاطعا): إيه مصلحتهم في تذليل مشكلة أبيي؟
نافع علي نافع: هم مصلحتهم أن تكون أبيي جزءا من الجنوب ومصلحتهم أن يرتبط الجنوب بهم تماما ومن خلفهم اللوبيات التي ترى أن الجنوب هو وسيلة من وسائل تطويع السودان والدول العربية والصراع على الشرق الأوسط.
أحمد منصور: جون كيري المرشح السابق للرئاسة ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس زار السودان مرتين خلال أسبوعين.
نافع علي نافع: صحيح.
أحمد منصور: بيجي يشرب شاي عندكم ويتعشى ولا إيه؟! مرتان خلال أسبوعين يعني أمر غير مسبوق يعني.
نافع علي نافع: صحيح والسبب الرئيس أنه كان هو يقدم آراء لنا وللجنوب حول أبيي.
أحمد منصور: إيه أهم ما قدمه لكم من آراء؟
نافع علي نافع: أهم ما قدمه هو حول أبيي ولم يجد القبول الآن والآن أبيي الوسيط فيها هو الرئيس أمبيكي ولجنته التي هي تابعة للاتحاد..
أحمد منصور (مقاطعا): يعني أوباما.. رئيس جنوب إفريقيا؟
نافع علي نافع: نعم.
أحمد منصور: ما هي مقترحات الأميركان لأبيي ثم رضوخهم الآن لتأجيل الاستفتاء فيها؟
نافع علي نافع: مقترحاتهم من دون أن أخوض في تفصيلها لأنها موقع بحث هي أن يتم حل وفاقي نتجاوز به قضية الاستفتاء المختلف حول أهلية الناخبين فيها وهذا لم يكن حتى الآن وإن كنت آمل أن يكون اجتماع الرئاسة الأخير حسمه لمصلحة الاتفاق.
أحمد منصور: كريستيان ساينسمنوتر الأميركية نشرت أن أوباما وعد الرئيس البشير برفع السودان من قائمة الإرهاب إذا جرى الاستفتاء في موعده، هل حدث هذا الوعد؟
نافع علي نافع: نعم.
أحمد منصور: كيف وعده ما هي الطريقة؟
نافع علي نافع: من خلال كيري قدموا لنا وعدا مباشرا بأنه يمكن أن يرفع اسم السودان من الإرهاب.
أحمد منصور: أنتم هل يهمكم كثيرا أن اسمكم يترفع من الإرهاب؟
نافع علي نافع: نحن نرى ذلك إشارة من أميركا لمحاولة تطبيع العلاقات الثنائية مع السودان.
أحمد منصور: هل يمكن لأميركا أن تطبع علاقتها الثنائية في ظل أن الجنوب سيصبح -كما يقول بعض المراقبين- ولاية أميركية إسرائيلية؟
نافع علي نافع: أميركا تشعر بأن تطبيع.. ربما تشعر بأن بقاء الجنوب وإتاحة الفرصة للجنوب ليكون دولة تقف على رجليها يقتضي التعامل بين الشمال والجنوب وربما تفعل ذلك من أجل هذا.
أحمد منصور: تقارير كثيرة تقول إن إسرائيل هي الحاضر الرئيسي في فصل السودان عن جنوبه، أسمع منك الإجابة بعد فاصل قصير، نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحوار مع مساعد الرئيس السوداني الدكتور نافع علي نافع حول الاستفتاء الذي سيجري في التاسع من يناير القادم بفصل جنوب السودان عن شماله فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
الدور الإسرائيلي والموقف العربي وآفاق العلاقة مع الجنوب
أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود، معنا مساعد الرئيس السوداني الدكتور نافع علي نافع حول الاستفتاء المقرر أن يجري في التاسع من يناير القادم لفصل جنوب السودان عن شماله. كان سؤالي لك قبل الفاصل عن الدور الإسرائيلي، ما طبيعة الدور الإسرائيلي في تحقيق هذا الانفصال؟
نافع علي نافع: نعم أنا أقول كما تفضلت الدور الإسرائيلي هو الدور الحاضر الفاعل وليس ذلك تقديرا ولكنه معلومات منشورة بواسطة إسرائيل أنفسهم، وزير الأمن الإسرائيلي السابق ورئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلي السابق في خطاب تسليمه في هذا العام في نوفمبر أعتقد يقرون بأنهم هم موجودون في الجنوب وعملوا مع الجنوب منذ بداية تمرد الجنوب في الخمسينات ومع الحركة الشعبية الحاضرة وأنهم يعملون لفصل الجنوب فهذه حقيقة، أنا أعتقد الدور الإسرائيلي يتجاوز التدخل الإسرائيلي المباشر من خلال دولة إسرائيل إلى الدور العظيم الذي تقوم به اللوبيات اليهودية الأميركية والتي تلوي في تقديري وأستطيع أن أقول ذلك حتى ذراع الإدارة الأميركية في أن تسير في مسارها.
أحمد منصور: يعني نشاط أميركا البارز في السودان، اللوبيات اليهودية وإسرائيل أيضا تلعب دورا فيه؟
نافع علي نافع: كبيرا.
أحمد منصور: ليس سياسة أميركية بقدر ما هي ضغوط إسرائيلية يهودية؟
نافع علي نافع: سياسة أميركية هي نتائج هذه الضغوط.
أحمد منصور: يعني سياسة أميركا ورؤيتها للسودان وهذه الوفود الكثيرة التي تذهب وتأتي وجون كيري الذي جاء مرتين خلال أسبوعين كل هذا يساعد إسرائيل بالدرجة الأولى؟
نافع علي نافع: ليس بهذا المعنى ولكن بمعنى أن السياسة الأميركية لا تستطيع أن تنفك من توجيه اللوبي اليهودي الأميركي بمعنى أن حتى المسؤولين الأميركان الذين يبدون تفهما حقيقيا للقضية يجدون كثيرا من العنت وربما يقود إلى تغييرهم كما تشير بعض الإشارات الآن.
أحمد منصور: خلال عقد واحد ذهبت العراق أو لم يعد لها الوجود الذي كان لها والآن نرى بأعيننا أن السودان يعني ستنقسم ولا يعلم إلا الله مستقبلها، الموقف العربي موقف يعني غائب أو متواطئ أو مشارك فيما حدث في العراق وفيما يحدث في السودان الآن؟
نافع علي نافع: نحن نقول يعني موقف الدول العربية والجامعة العربية من السودان حقيقة يختلف من موقفها نحو العراق ذلك الموقف الذي تعلم، نحن الآن نقول إنهم يدركون ويتعاطفون لكن يقدمون بقدر ما هو متاح، نحن نأمل أن يكون دورهم في المرحلة الآن وقد استبانت وأصبحت واضحة أكثر مما كانت عليه من قبل.
أحمد منصور: هناك انتقاد شديد للنظام المصري وللحكومة المصرية أن السودان اقتطعت من مصر عام 1956 ويقتطع جنوبها الآن في العام 2010 والنظام في مصر كأن عمقه الإستراتيجي في السودان لا أهمية له.
نافع علي نافع: أنا أعتقد أن الحكومة المصرية والشعب المصري يدركون تماما أهمية السودان لهم ويدركون تماما أن استهداف السودان باقتطاع جزء منه أو بإضعافه هو استهداف لمصر وصحيح أن الذي يبذلونه قد يكون في اعتقاد كثير من الناس ليس هو المطلوب أو بالحجم المطلوب لكن لا نستطيع أن نقول إنهم لا يدركون ذلك ولا يهتمون به ولا يسعون لأن يبذلوا في سبيله شيئا.
أحمد منصور: كيف ستكون العلاقة بينكم وبين حكومة الجنوب؟
نافع علي نافع: العلاقة التي نؤسس لها نحن من طرفنا هي أن تكون علاقة تعاون وتواصل، سعينا لنفعل ذلك من خلال مد جسور التواصل الاقتصادي من خلال الاتصالات والمواصلات وبناء البنى التحتية لكن الذي نخشاه ألا يكون ذلك هو قدر العلاقة نسبة إلى التدخل الخارجي الذي يسعى لاستغلال الجنوب ضد استغلال الشمال نفسه.
أحمد منصور: معنى ذلك أن العلاقة ستكون متوترة وقد تذهب إلى الحرب.
نافع علي نافع: هنا هذه هي الآن المعركة أنه.. ونحن نأمل أن تكون هي قضية حوار عميق ودقيقة وصريح وقوي.
أحمد منصور: هل لديكم استعداد؟
نافع علي نافع: لهذا الحوار؟
أحمد منصور: نعم.
نافع علي نافع: لم ينقطع هذا الاستعداد..
أحمد منصور: هل الجنوبيون لديهم الاستعداد؟
نافع علي نافع: لم يكن للقيادة التي تقود الحركة الشعبية هذا الاستعداد لكن الآن نلحظ شيئا من الواقعية ونلحظ شيئا من نمو التيار الوطني داخل الجنوب لأن الجنوب عندما يصبح دولة تصبح القضية ليست هي قضية سباحة في البر يعني.
أحمد منصور: كيف ستعالجون قضية الحدود؟
نافع علي نافع: الحدود الآن تم الاتفاق على 80% منها..
أحمد منصور: هي دائما المشكلة في ال 10 أو ال 20%.
نافع علي نافع: اتفاقا مكتوبا، القضية أنه حتى ال 80% هذه لم ترسم على أرض وال 10 أو ال 20% الباقية يمكن أن تكون فتيل الحرب كما تفضلت لكن نسعى إلى أن نحلها ونحن نقدر أن الجنوب له مصلحة في حلها كذلك.
أحمد منصور: هل ستتركون الشعب السوداني يذهب ويأتي بين الشمال والجنوب أم يمكن أن تفرض تأشيرات ويعني جوازات وأمور أخرى؟
نافع علي نافع: هذه هي علاقة بين دولتين، أنا يمكن أن أتحدث عن توجهات الحكومة الحالية التي هي حكومة الشمال التي تسعى لأكثر من مجرد تسهيل الاتصال بين الجانبين.
أحمد منصور: مصر قلقة بخصوص مياه النيل لا سيما وأنه إذا كانت إثيوبيا ودول المنبع الأخرى لا تستطيع أن تحجب المياه بسبب طبيعتها الجغرافية، الجنوب أرض منبسطة ويمكن إقامة سدود عليه وتحجز المياه عن السودان عن شمال السودان وعن مصر.
نافع علي نافع: أولا أقول هذا قلق مبرر، إذا لم تكن الدولة التي تنشأ في الجنوب في حالة الانفصال دولة ذات صلة بشمال السودان ودولة ترتبط مصالحها بالشمال ودولة ليست عدائية، إذا أصبحت هي في محور دول الأعداء لمصر قطعا مصالح دول المصب السودان ومصر قد تتأثر. لكن إن شئت أن أعطيك إشارة تطمين أن المياه التي يستقلها السودان ومصر نحو 80% منها من النيل الأزرق.
أحمد منصور: طيب النيل الأزرق أيضا سيقع في مناطق الجنوبيين.
نافع علي نافع: أبدا، طبعا ده في..
أحمد منصور: بالكامل؟
نافع علي نافع: نعم، ليس فيه شيء من الجنوب.
أحمد منصور: يعني ما تستفيد منه السودان ومصر هو مياه النيل الأبيض 20% فقط؟
نافع علي نافع: حتى الآن يعني إلا أن تقام مثلا قناة جونغليه أو مشاريع أخرى تزيد مياه المستنقعات وتزيد من مساهمة النيل الأبيض في مياه نهر النيل.
أحمد منصور: بشكل عام موضوع مياه النيل في قلق.
نافع علي نافع: كبير ومبرر.
أحمد منصور: وهناك جهود لا بد أن تبذل لاحتواء هذا الأمر.
نافع علي نافع: نعم.
أحمد منصور: والحكومات سواء المصرية أو الموجودة في شمال السودان لا تقوم بهذا الجهد.
نافع علي نافع: لا أوافق على ذلك، نحن نقول نحن مستوعبون تماما وده هو السبب الذي جعلنا نحرص على وحدة السودان ونحرص على علاقة مستقيمة وسوية مع الجنوب في حالة الانفصال حتى لا يصبح عدوا.
أحمد منصور: هناك مخاوف من نشوب حرب بين الشمال والجنوب، ما هي احتمالات هذه الحرب؟
نافع علي نافع: أولا أقول هذا الاحتمال ينبغي أن يكون واردا وينبغي التحسب له بكافة وسائل التحسب والذي يمكن أن يمنع هذا الحدث وهذه الحرب غير المطلوبة هو أن نقدر الجنوب أنه هو في حاجة إلى استقرار وفي حاجة إلى أن يوجه جهوده لتوفير الخدمات الأساسية التي لا توجد في الجنوب الآن.
أحمد منصور: ما هي الأسباب التي يمكن أن تحول دون قيام هذه الحرب؟
نافع علي نافع: هي استيعاب القيادة الجنوبية..
أحمد منصور (مقاطعا): وأنتم الشماليون يعني ما فيش عليكم حاجة؟
نافع علي نافع: نحن مستوعبون ذلك ونعمل له ونسعى إلى أن نتفق معهم في ذلك ونحن أهم ما في الأمر أنه ليست هناك جهة تستطيع أن تفرض علينا الحرب أو.. أما الجنوب يخشى أن يحاول ويدفع فواتير الدعم السابق وفواتير الصداقات القائمة الآن وهي التي تسعى إلى دفعه للحرب مع الشمال حتى ولو كانت على حسابه.
أحمد منصور: الرئيس مليس زيناوي قال إن أي حرب تنشب بين الشمال والجنوب ستكون بمثابة أهوال يوم القيامة.
نافع علي نافع: نعم والحرب هي كلها أهوال والحرب هي الآن هي حتكون أسوأ مما كانت عليه نسبة لاستعداد الدولتين لذلك ونسبة لأن الجنوب الآن دولة مسلحة ولكن أسوأ من التسليح أنها هي دولة الآن مستقلة يمكن أن تجد الدعم من الذي يتربصون بالجنوب والشمال تحت غطاء مساعدة الجنوب برغبته.
أحمد منصور: تسليحهم أقوى منكم في ظل الحظر الأميركي المفروض عليكم؟
نافع علي نافع: حتى الآن لا أستطيع أن أقول إن ذلك صحيح.
أحمد منصور: أصبح لديهم طائرات ودبابات وأسلحة ثقيلة.
نافع علي نافع: حتى الآن قطعا لك أن تثق أن تسليح الجنوب ليس مهددا للشمال.
أحمد منصور: هل يملكون مقومات الدولة؟
نافع علي نافع: أنا أقول من ناحية موارد طبيعية نعم لكن لا توجد يعني كوادر مدربة ولا يوجد استقرار ويوجد صراع قبلي قوي جدا وتوجد كثير من المآخذ على الحكومة الحالية لذلك يخشى الكثيرون حتى أصدقاء الحركة الشعبية يقولون لا توجد مقومات الدولة الآن.
أحمد منصور: بالنسبة للنفط، 80% من النفط الذي تنتجه السودان يقع في أراضي الجنوب.
نافع علي نافع: للآن.
أحمد منصور: ما تأثيره عليكم؟
نافع علي نافع: هنالك تأثير أولا محدود وتأثير أكبر ما يكون أثره على ميزان المدفوعات الخارجية نسبة لمساهمة بيع النفط في العملات الأجنبية لكن لك أن تعلم أن على الرغم من أن 80% من بترول السودان في الجنوب مساهمة البترول في ميزانية السودان لا تتعدى ال 40%..
أحمد منصور: 40% نسبة ضخمة.
نافع علي نافع: لكن أنا لو أقول لك إن هذه الأربعين جزء كبير جدا منها يذهب في خدمات السلام وغيره، المساهمة التي يمكن أن تحسب على الشمال لا تتعدى 22% من عائدات البترول هذه سوف يعود لنا منها ربما نصفها أو نحوه من واقع أن كل خدمات البترول من نقل وتنقية وغيره وغيره هي كلها موجودة في الشمال.
حول اتفاقية نيفاشا وقضية دارفور
أحمد منصور: اسمح لي ببعض الأسئلة، معتز برقو من بريطانيا سؤالك يا معتز؟
معتز برقو/ بريطانيا: نعم شكرا أخي أحمد منصور. اسمح لي أخي أحمد منصور أن أقول هذا على سبيل الملاحظة وليس على سبيل السخرية والاستحكام، لا يختلف اثنان من أن يصف الدكتور نافع علي نافع بالدكتاتورية والسلطوية وفرض الآراء والتحكم..
أحمد منصور (مقاطعا): معتز، معتز، عندك سؤال فيما طرحناه؟
معتز برقو: نعم.
أحمد منصور: ما هو؟
معتز برقو: الدكتور نافع قال من يريد السلطة أن ينضم للمؤتمر الوطني..
أحمد منصور (مقاطعا): أنا أتكلم على الحلقة.. شكرا يا معتز، الأسئلة تنحصر في موضوع الحلقة. محمد صالح من قطر سؤالك يا محمد.
محمد صالح/ قطر: السلام عليكم ورحمة الله. سؤالي بس بالنسبة لمشكلة أبيي وبالنسبة لمشكلة أبيي يعني ما درجة أهمية مشكلة أبيي من مشكلة..
أحمد منصور: شكرا لك. ياسين الشاذلي من أميركا.
ياسين الشاذلي/ أميركا: سؤالي للأستاذ الدكتور نافع علي نافع أن نحن في شمال السودان طيب عندنا مخاوف من أنه له حصل الانفصال الاقتصاد حينهار والبلد حيكون فيها تفلتات أمنية وما نسمع ما نسمع من الكلام، طيب ما رأيه في هذه النقطة وما رأيه في نقطة الاختلالات الأمنية في الخرطوم..
أحمد منصور (مقاطعا): شكرا لك. عوض يوسف من الإمارات.
عوض يوسف/ الإمارات: السلام عليكم. أخي أسأل الضيف الكريم الاتفاقية اللي هي اتفاقية نيفاشا في موضوع أبيي أقرت أن الدنكانوك هم سكان أبيي ليش ما تضمن في الاتفاقية أن المسيرية هم من سكان أبيي؟ ليش نحن نجي بعد خمس سنوات..
أحمد منصور (مقاطعا): شكرا لك، سؤال مهم. دكتور أبدأ من السؤال الأخير، لماذا لم تتضمنوا في اتفاقية نيفاشا أن المسيرية هم من سكان أبيي؟
نافع علي نافع: مضمن تماما في اتفاقية نيفاشا أن المسيرية من سكان أبيي وأكثر من ذلك أن نسبة البترول الذي يخص مواطني أبيي 2% تذهب للدنكانوك و2% تذهب للمسيرية، مضمن تماما.
أحمد منصور: طيب إذا كان هذا واضحا ما السبب في الخلاف إذاً؟
نافع علي نافع: الخلاف أن الحركة الشعبية بضغط شديد جدا من أبناء.. تود أن تغالط هذا الواقع على الأرض وهذه الاتفاقية المبرمة بيننا.
أحمد منصور: ياشين الشاذلي من أميركا يقول لك إن ما ينشر الآن والمخاوف الأساسية الآن هي أن يحدث انفلات أمني في شمال السودان حال انفصال الجنوب.
نافع علي نافع: أولا أقول، تكلم عن انهيار اقتصادي أنا لعلي أجبت أخي أحمد أنه ليس هناك إن شاء الله مجال لانهيار اقتصادي، قد يكون هنالك أثر على العملة الأجنبية ولا أقول الحرة لمدة لا تتجاوز العام..
أحمد منصور (مقاطعا): يعني سيبقى الجنيه السوداني بقوته الحالية؟
نافع علي نافع: ونأمل في أكثر من ذلك..
أحمد منصور: طيب إزاي والنفط راح منكم معظمه؟
نافع علي نافع: لأن النفط في الشمال موجود، الآن نحن زدنا إنتاج النفط في حقل بليلة ونستخرج النفط في منطقة كوستي ومنح الله سبحانه تعالى وفاض علينا بكميات من الذهب لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى في أكثر من ولاية من ولايات السودان..
أحمد منصور: ده أنتم عمالين تقولوا الذهب يعني علشان يعني..
نافع علي نافع: نحن نقول إن الرزق بيد الله سبحانه وتعالى ويرزق من يشاء من حيث لا يحتسب.
أحمد منصور: ليس لديكم مخاوف من أن تعزلوا كدولة في الشمال إذا تم اقتطاع غرب السودان وشرقه؟
نافع علي نافع: لن يتم اقتطاع غرب السودان وشرقه إن شاء الله سبحانه وتعالى.
أحمد منصور: دارفور الآن وما يحدث فيها.
نافع علي نافع: ولن يحدث في دارفور انقطاع ولن يحصل في دارفور سيطرة حتى هذه الحركات ولا وقعنا معها سلاما.
أحمد منصور: هل أرسلتم قبل أيام قليلة موفدا رفيع المستوى إلى سيلفاكير في الجنوب تتهمون الجنوب بالوثائق أنها تدعم حركة الانفصال في دارفور؟
نافع علي نافع: نعم..
أحمد منصور: فعلا؟
نافع علي نافع: وأطلعناه على هذه الوثائق.
أحمد منصور: ما هي الوثائق هذه؟
نافع علي نافع: الوثائق هي التي تتحدث عن ضباط الحركة الشعبية الذين يتصلون بقوة العدل والمساواة المتحركة، الوثائق هي التي تتحدث عن ضباط الحركة وكيفية نقل جرحى حركة العدل والمساواة للعلاج في الجنوب، الوثائق التي تتحدث عن مناطق وجود قوات خليل الآن داخل الجنوب وعن وجود بعض قادة حركة خليل في جوبا، وثائق بالأسماء و..
أحمد منصور: ماذا كان رد سيلفاكير؟
نافع علي نافع: سيلفا قال إن هذا قطعا ليس صحيحا وهذا هو الرد المتوقع في مثل هذا العمل يعني.
العلاقة مع مني مناوي وعقود النفط ومستقبل السودان
أحمد منصور: الآن حينما اتخذتم القرار بالنسبة لدارفور بعزل مني مناوي من منصبه ألم يكن هذا من قبلكم أنتم تصعيدا للحرب والخلاف والصراع مرة أخرى؟
نافع علي نافع: لم نعزل مني مناوي أخي أحمد نصحح المعلومة، مني مناوي كان هو رئيس السلطة الانتقالية وفق اتفاق أبوجا إلى قيام الانتخابات طبعا عند قيام الانتخابات انتهى دوره..
أحمد منصور: بشكل طبيعي؟
نافع علي نافع: لا، أنا لو سمحت أوضحها لك، لم ينته دوره بشكل طبيعي لكن أعفي كل الدستوريين ليعين الرئيس مساعديه، لم يعين مني مناوي لأن تعيينه كمساعد لرئيس.. كبير مساعدي رئيس الجمهورية رئيس السلطة الانتقالية يقتضي موافقته على تطبيق الترتيبات الأمنية، لا يمكن أن يصير هو كبير مساعدي رئيس الجمهورية وله مناطق محررة في دارفور وله جيش خارج الجيش، هو رافض لتطبيق هذا البند، على الرغم من ذلك لم يتم تعيينه ولم يتم تعيين بديل له، لم نعزل مني مناوي..
أحمد منصور (مقاطعا): ألم تستعدوه؟ لا، أنتم عينتم بديلا له.
نافع علي نافع: إنما أجيك يعني هو ليس بديلا له، السلطة بحكم تكوينها رئيسها كان مناوي ونواب الرئيس هم ولاة دارفور، اللي حدث كله الآن هو أن ولاة دارفور أنابوا أحدهم كنائب لرئيس السلطة ليجتمع بالسلطة وده شيء طبيعي أن يدير..
أحمد منصور (مقاطعا): أليس هذا إضعافا لمنبر الدوحة ودوره في يعني لم شمل السودانيين؟
نافع علي نافع: لا أحسب ذلك، أحسب أن هذا ليس له صلة، العكس هنالك قوى كبيرة جدا من قوات مني سياسية وعسكرية هي رافضة لتوجه مني الذي يجري الآن.
أحمد منصور: الآن أنتم دفعتم مني بهذا إلى أن يلجأ إلى الجنوب وأن يستقوي بالجنوب عليكم.
نافع علي نافع: هو كان هنالك في الجنوب من فترة طويلة جدا وبذلنا كل ما في وسعنا لأن يأتي للخرطوم ونبذل ما في وسعنا ليأتي إلى الخرطوم ومرحبا به غدا رئيسا للسلطة الانتقالية إذا أدخل قواته ووافق على أن يكون جزءا من سلام حقيقي.
أحمد منصور: يوسف الشيخ من السعودية سؤالك يا يوسف.
يوسف الشيخ/ السعودية: السلام عليكم، دكتور نافع السلام عليكم.
نافع علي نافع: عليك السلام.
يوسف الشيخ: أنتم متهمون بتقديم انفصال الجنوب كبش فداء من أجل بقائكم في الحكم.
أحمد منصور: شكرا لك. موال إدوارد من السودان، موال سؤالك.
موال إدوارد/ السودان: مرحبا. نحيي جماهير الشعب الجماهيري ومساعد رئيس الجمهورية والمضيف.
أحمد منصور: وإحنا بنحييك، سؤالك.
موال إدوارد: نريد من مساعد الرئيس نفهم لماذا ترفضون أن نكون دولتين مجاورتين دون مشاكل بينهم وبيننا؟
أحمد منصور: شكرا لك. يعني أنتم ما بترفضوش كده، هو بيقول ليه بترفضوا قيام دولتين يعني متجاورتين بدون مشاكل بينهما؟
نافع علي نافع: لا طبعا لا نرفض ذلك، نحن لا نأمل في قيام دولتين منفصلتين نأمل في أن يظل السودان موحدا لكن العكس تماما نحن نعمل على أنه في حالة انفصال الجنوب لا بد أن تكون دولتين جارتين متعاونتين متكاملتين.
أحمد منصور: محمد حسن من قطر سؤالك يا محمد.
محمد حسن/ قطر: السلام عليكم، أريد أن أسأل الدكتور بالنسبة لمناوي هل يعتبر أنه هو معارض للنظام؟ وهل إذا كان لم يرجع للخرطوم مرة أخرى هل من حق الحكومة أن تطارده كمعارض؟
أحمد منصور: شكرا لك.
نافع علي نافع: أولا نحن حتى الآن نعتقد أن مناوي على اختلاف مع الحكومة في جزئية من جزئيات اتفاقية أبوجا، لا نحسبه معارضا ونأمل ألا يدرج في قائمة المعارضين ونأمل أن يعود لنسوي الخلاف بيننا وبينه بالحوار ويواصل في تطبيق الاتفاقية ويعمل معنا على استقرار الجنوب أما إذا اختار غير ذلك فهو الذي يضع نفسه في المكان الذي يريد.
أحمد منصور: أنتم موجه لكم اتهامات بأنكم في أكتوبر الماضي ألقيتم القبض على سياسيين من دارفور ولم يفرج عنهم حتى الآن.
نافع علي نافع: أولا كل الذي يعمل ضد السودان وكل الذي يتآمر عليه يمكن أن يوصف بأنه سياسي، المجموعة التي ألقينا عليه القبض هي مجموعة تعمل في إذاعة دبنغا وهي إذاعة تخدم حركات التمرد إذاعة غير شرعية دخلت الخرطوم تسللا وألقينا عليها القبض لمخالفتها للقوانين ومخالفتها.. إدخالها..
أحمد منصور (مقاطعا): أين مصيرهم في ظل أن فاروق أبو عيسى رئيس ما يعرف بالإجماع الوطني يتهمكم أن تصرفكم غير أخلاقي؟
نافع علي نافع: أولا الأخلاق ليس كل الناس مؤهلين للحديث عنها وليس أعتقد أن أبو عيسى من الذين يمكن أن يتكلموا عن أخلاقيات المؤتمر الوطني وهو الذي ظل يعارض ويخدم كل أجندات التآمر على السودان يعني وظل يعمل في كل الحكومات التي أذاقت الناس الويل والعذاب يعني.
أحمد منصور: الصادق المهدي يقول إن السودان يترنح نحو الهاوية ما لم يتم التخلي عن العصبيات الشخصية والحزبية والالتزام بالأجندة الوطنية.
نافع علي نافع: نتفق معه في ذلك ونقول أولويات هذه الأجندة الوطنية أن نلتقي معارضة وحكومة لتحقيق وحدة السودان وللدفاع عنه في حالة الاعتداء عليه ولا نربط ذلك بمواقع كما يفعل السيد الصادق المهدي وأحزاب المعارضة.
أحمد منصور: حكومة الجنوب طالبت الصين والمستثمرين في مجال النفط مراجعة العقود المبرمة معهم وفتح الباب للمنافسة العالمية، هل مصطلح المنافسة العالمية يعني تسليم النفط إلى الأميركان والشركات الغربية هنا؟
نافع علي نافع: والله أولا العقود السابقة ليس هنالك من سبيل لمراجعتها لأنها عقود ملزمة في حكومة شرعية ولا أعتقد أن الحركة يعني تعني..
أحمد منصور (مقاطعا): أصبح هناك دولة أخرى جديدة من حقها أن تتفق مع من تريد.
نافع علي نافع: يعني لن تراجع العقود القديمة لكن لها أن تعمل عقودا جديدة يعني الإشارة إذا كانت كذلك هذا محتمل، الغرب وأميركا لم يدعموا الجنوبيين كما يقولون من أجل سواد عيونهم ولكن من أجل النفط وغيره وقد يسعون إلى ذلك في البترول الذي يستخرج في الجنوب لاحقا يعني.
أحمد منصور: فيصل مندوب من السودان سؤالك بسرعة يا فيصل.... مهند إبراهيم من السودان، سؤالك يا مهند؟.. أنور جيمس من السودان، عندنا هجوم سوداني بس مش عارف هم على ما الصوت بيروح هناك بيكونوا.. من معنا من الأربعة السودانيين الذين على الخط.
أنور جيمس/ السودان: أنور.
أحمد منصور: أنور سؤالك يا أنور جيمس.
أنور جيمس: أسأل الدكتور نافع عن مصير الجنوبيين في الشمال فنتمنى يعني أن المؤتمر الوطني..
أحمد منصور: شكرا لك، ما مصير الجنوبيين في الشمال يا دكتور؟
نافع علي نافع: أولا الجنوبيون في السودان هم إخواننا وأحباؤنا وأكلنا معهم كما يقول السودانيون الملح والملاح، لن يصيبهم أذى أبدا، لكن إذا كانت الإشارة هل سيصبحون مواطنين في حالة الانفصال، في حالة الانفصال الجنوبي سوف يكون مواطنا في دولة الجنوب..
أحمد منصور (مقاطعا): طيب هو إذا أحب يقول أنا أعيش في الشمال وحأبقى في دولة الشمال.
نافع علي نافع: نعم، هذا ما نود أن يكون جليا عند الناس، هناك فرق كبير جدا بين أن تعيش في السودان أو في أميركا أو في أي منطقة وأنت مواطن لدولة أخرى وبين أن تكون مواطنا لك كافة الحقوق الدستورية وغيرها، الجنسية تحديدا هي أمر سيادي..
أحمد منصور (مقاطعا): يعني كل حاجة في السودان ستراجع الآن، حتى الأوراق الرسمية والقوانين والتشريعات وغيرها؟
نافع علي نافع: قطعا تلقائيا، مواطنو ولاية الجنوب سوف يصبحون..
أحمد منصور (مقاطعا): يعني لن نكون أمام دولة واحدة جديدة ولكن دولتين جديدتين؟
نافع علي نافع: فيما يتصل بجزء الجنسية بالنسبة لمواطني الجنوب، هذا بداهة يعني. لكن هذا لا يعني ألا يقيموا ولا يعني أنهم لن تعطى الجنسية لأي مواطن جنوبي لكن لن يصبح أي مواطن جنوبي مواطنا في الشمال تلقائيا أبدا وليس هذا موضوع..
أحمد منصور (مقاطعا): كيف تنظر لمستقبل السودان؟
نافع علي نافع: أنا -أحمد- لست متخوفا من مستقبل السودان..
أحمد منصور (مقاطعا): إحنا متخوفون.
نافع علي نافع: وجزاكم الله خيرا على ذلك ومن حقكم، لكن نحن نقول إن شاء الله السودان لن يصاب بأي أذى، نحن نتحسب لأسوأ الظروف، من الناحية الاقتصادية السودان أمره بخير، كل التآمر في دارفور هو إن شاء الله إلى هزيمة من داخل دارفور ومن خلال الدوحة وليس هذا يعني أمرا مستحيلا، نحن نرى كثيرا جدا من المؤامرات تكسرت في أفغانستان وحتى في العراق لم تنل..
أحمد منصور (مقاطعا): لكن نجحت والسودان سينقسم.
نافع علي نافع: نعم في هذه الجزئية لكن هذه لها تاريخ أنا أتمنى أن يطلع عليه كل الناس لا ينسحب على دارفور ولا على الشرق ولا على غيره.
أحمد منصور: مساعد الرئيس السوداني الدكتور نافع علي نافع أشكرك شكرا جزيلا، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وأعتذر للذين بقوا على الهاتف لا سيما من السودانيين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: الجزيرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.