مهند فتح الرحمن بابكر من أبناء ولاية الجزيرة قرية «دار المزيد».. جاء إلى العاصمة يحمل آمالاً لا تحدها حدود، وقد كان تركيزه أن يدخل السوق، ويحسن من وضعه المادي، وجاء ورأس ماله «كفتيرة وكبابي شاي وصاج للزلابية وإسطوانة غاز».. واختار صينية كبري المنشية بالقرب من مستشفى شرق النيل موقعًا لعمل الزلابية والشاي خصوصًا أن عمل «اللقيمات» كما يحلو للبعض أن يسميها والشاي انتشر كثيرًا في الأسواق بل وحتى في داخل الأحياء، التقته «تقاسيم» بتلك الابتسامة التي اشتهر بها وسط زبائنه.. لتتعرف أكثر على هذه المهنة التي راجت في العاصمة في الآونة الأخيرة، عندما سألناه عن العمل، ابتدر لنا حديثه قائلاً: والله الحمد لله «عمل متعب وشاق بس قروشه كويسة»، وأضاف أنه يبدأ العمل منذ الساعة الثانية ظهرًا إلى الساعة التاسعة من صباح اليوم التالي، وعن الكم الهائل من الزبائن قال الرزق والمعاملة الطيبة هي التي تجلب الزبائن، وقد اخترت هذا العمل؛ لأني أُريد أن أُسس لنفسي واؤمن مستقبلي، وأنا مبسوط شديد في هذا العمل ولدي زبائن دائمين من داخل الأحياء ودكاترة المستشفى، وعن الفائدة التي يجنيها في اليوم قال إنها تتراوح مابين ال«30 إلى 40» جنيهًا في اليوم، وفي الشهر بوفر مليون مليون ومئتين كدا.. والحمد لله الرزق «تلاقيط» والصبر مفتاح الفرج، وأكبر المشكلات التي تواجهنا هو الارتفاع الدائم لأسعار المواد التي نعمل بها، سواء كان الدقيق أو الزيت أو الغاز، ولكن الإقبال الجيد من قبل الزبائن في الفترات المسائية والصباحية يخفف علينا ما نعانيه من ارتفاع في الأسعار، وطموحاتي كبيرة في المستقبل وأُريد أن أركب أفخم العربات وأبني أجمل البيوت «وداير أحجج أمي وأبوي» من هذا العمل.. وعن الطرائف التي تمر به في هذا العمل قال دي واحدة من الحاجات المصبرانا على الشغل دا وهي كثيرة ويوميًا تقابلك.. «في واحد جاء شرب عندي شاي بالليل وجاء تاني الصباح لقاني قاعد شغال لسة قال لي والله ما شاء الله يا ابني من أمس شغال ما وقفته إنت استوب ولا شنو؟» وفي واحد من الكماسرة كل ما يجيني أقول ليهو مساعد الياي عمرو ما ببقي ياي، فيرد عليّ بقول «مصطفي الشاي عمرو ما ببقي شاي»!!.