صوت الزيت وهو يغلي يأتيك من صاج تفور رائحة الزلابية ليحرك نداء البطون اذ لابد من فكة الريق الصباحية.. كعادتها دغيشاً بدرى تمرق الحاجة آمنة عبدالسلام «لتلاقيط» الرزق بسوق سودرى (ولاية شمال كردفان) وهى تهز كانون الجمر لتحضر شاى زبائنها «الظابط» باللبن مع زلابية يتناولها سائقو الشاحنات على الهواء مباشرة. الحاجة آمنة تعتبر الوحيدة التى تبيع الزلابية (بسوق سودرى) حيث ان زبائنها يصطفون ليستمتعوا برائحة شواء الزلابية عندما يغازل الزيت خليط عجينتها . آمنة وجدناها تدندن صباحاً (عيون فى الغربة بكاية) وعن ذلك سألناه .. اخذت نفساً عميقاً ثم قالت لنا ظروف العمل يا أولادى هى التى جاءت بى الى هنا فأنا من سكان الخرطوم وأتيت الى سودرى بنصيحة من ضابط ادارى كان جاراَ لنا ومنذ قدومى وجدت ترحيب من اهالى سودرى الطيبين.. لاحظنا ان اصحاب الشاحنات قبل اقلاعهم لابد لهم من شرب شاى اللبن والتهام زلابية حاجة آمنه كما ان بعض الاهالى والاطفال يأتون وحداناً وزرافات من اجل الظفر بزلابية «خمسة شنكل» من الحاجة . عجين الزلابية يقدر خليطه بثمانية كيلو ومع ذلك اذا لم تأت بدرى لن تكون من المحظوظين بالزلابية.. قالت آمنة ان تغربها عن الأهل من أجل كسب العيش ومساعدة أبنائها الدارسين فى الجامعات المختلفة.. ونحن نهم بالمغادرة تركناها تدندن «عيون فى الغربة بكاية»..!