كان المشهد أكبر من عبارات الوصف والشكر، فقد كان كتلة من المشاعر الفياضة انفجرت كمنابع النيل بالخير والابتسامات هنا والضحكات تعلو هناك، والكل في لحظة واحدة نسي موقعه السياسي، وظهرت البشاشة، وانطلقت عبارات الترحاب تقفز هنا وتسلم هناك، الإخوان المسلمون على مائدة الحكومة والمضيف حزب الوفد المعارض !! «سبحان مغير الأحوال» أقوى تعليق على هذا المشهد، فالدول تتدول والتاريخ يعيد ويجدد نفسه. تلك كانت تفاصيل المشهد الإنسانى بجوه الروحانى فى شهر رمضان الكريم، فى بداية حفل الافطار الضخم الذى أقامه حزب الوفد للقوى الوطنية المصرية، ونقلته قناة الجزيرة مباشر، بأحد فنادق القاهرة، وحضره العديد من القيادات الحزبية والسياسية، على شرف الوفد سوداني رفيع المستوى برئاسة الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم، والدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس البشير، والدكتور ياسر يوسف نائب أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني، والوفد رفيع المستوى المرافق. وجاء على رأس الحضور على المائدة الوفدية الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء، ومنير فخري عبد النور وزير السياحة، وعمرو موسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، والدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي للإخوان المسلمين، والدكتور سعد الكتاتني الأمين العام للحزب. وسيطرت وثيقة المبادئ الدستورية التي أصدرها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على اهتمام القوى الوطنية والشخصيات السياسية التي وجدت بحفل الإفطار. ووصف الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، وثيقة الأزهر ب «التوافقية» داعياً كافة القوى السياسية للالتزام بها، قائلاً: «هذه الوثيقة الدستورية تجمع بين النقاط المشتركة لكافة الوثائق الدستورية التي تم إصدارها». وأكد رئيس الوفد أن وثيقة الأزهر كافية للخروج من أزمة القوى السياسية حول المبادئ الدستورية وشكل الدستور الجديد، مشيراً إلى عدم الحاجة لإصدار إعلان دستوري من قبل المجلس العسكري يتضمن مبادئ حاكمة للدستور الجديد. وأكد المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، الذي أعلن تأييده لوثيقة الأزهر، مضيفاً: «المبادئ التي طرحها الإمام الأكبر كافية، ولا نحتاج لوثيقة جديدة». كما عبَّر موسى عن رفضه استخدام مصطلح «وثيقة المبادئ فوق الدستورية»، قائلاً: «ليس هناك شيء فوق الدستور، وإنما هناك مبادئ توافقية بين أطياف المجتمع يتضمنها الدستور». وأعلن الدكتور سعد الكتاتني، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، عن ترحيبه بالوثيقة الصادرة عن الأزهر، مؤكداً التزام الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة بما جاء فيها من مبادئ. وقال الدكتور علي السلمي، نائب رئيس الوزراء المصرى والمسؤول عن ملف التنمية السياسية والتحول الديمقراطي، إن مجلس الوزراء من المقرر أن يصدر وثيقة دستورية تجمع بين كافة الوثائق التي أصدرتها القوى الوطنية، وفي مقدمتها وثيقة الأزهر. وأوضح السلمي أن وثيقة الحكومة ستأتي باعتبارها مبادئ توافقية حاكمة للدستور الجديد، وسيتم الإعلان عنها في فترة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع، مشيراً إلى وجود مشاورات تجريها الحكومة في الوقت الحالي مع كافة القوى الوطنية والتيارات المختلفة حول المبادئ الحاكمة للدستور. كما وجد بحفل الإفطار الجماعي الوفدي، وزراء حكومة الوفد الموازية برئاسة الدكتور حسن أبو سعدة، وعدد من قيادات الحزب في مقدمتهم الدكتور السيد البدوي، رئيس الوفد، ونواب رئيس الحزب ومساعدوه، وفؤاد بدراوي، سكرتير عام الحزب.وأكد عاشور في مؤتمر صحفي مع أعضاء حزب المؤتمر الوطني، أن مصر هي الهدف الأساسي مما حدث فى السودان وليبيا وسوريا أخيراً، وإن خسارة مصر للقضية العربية أدى إلى الانكفاء على الذات والانشغال بقضايا داخلية، مع عدم الانتباه إلى خطورة الوضع العربى. وأضاف عاشور أن اتفاقية كامب ديفيد منعت مصر من الاهتمام بالشأن الإفريقى، وأن مصر تدفع الآن ثمن هذه الاتفاقية، مؤكداً أن إلغاءها باهظ التكاليف فى المرحلة الحالية.