وتدعونا الذكريات لفنجان قهوة! عندما تدعوك الذكريات إلى فنجان قهوة ستدفع ثمنه من جيبك لا بد أن تهيء انفعالاتك لكل النهايات! تختلي بطاولة في ركن قصي وتسرح مع كل رشفة ونكهة إلى أبعد مكان قبل أن يعيدك الضجيج في الطاولة المجاورة إلى حاضر يبدو لك غريبًا! نكهة القهوة بالهبهان لها ملامح مكان ما أو شخص ما أو حدث ما أو شيء ما، ولكنه يجعل دمعة متمردة تتدحرج على خد تجعد فجأة.. نهايات القهوة تتماوج كبحيرة طين لزجة تأخذك إلى حيث صنعت تماثيل الطين وأواني المطبخ بأصابع بريئة تأكل بها قبل أن تغسل بقايا الطين جيدًا فنضحك رغمًا عنا ووجهنا يميل على كفنا وتعبث أناملنا بمقبض الفنجان برقة نسيتها من سنين! نحاول أن نقرأ بين ما التصق منها على الحواف، فنجد عيون الماضي تطالعنا في شماتة فنغمض أعيننا على ذكريات ليست بعيدة ما زلنا نحمل بقاياها في جوفنا فنطلق تنهيدة تطفح معها دموعًا لا تتدحرج تتمسك بها الأهداب وتحيلها لبخار! فجأة نحس بطعم القهوة مُرًا في قاع حلقنا.. نحس بأجراس تدق حولنا فنجد المكان مكتظًا والساعي يقدم لنا فاتورة ما تجرعنا من ذكريات!