تمَّ ظهر الخميس 8/مارس 2012م تدشين الطريق الدائري في العاصمة. وهو عبارة عن نصف قطر يبدأ من كوبري الحلفايا - الحتانة مروراً بشمال وغرب أمدرمان إلى جنوبها وحتى كبرى الدّباسين ومنه إلى الخرطوم حتى كوبرى سوبا الجديد. الطريق الدائري يربط أطراف العاصمة بوسطها. الطريق الدائري جزء من شبكة الطرق القومية، ويربط العاصمة بمعظم الطرق القومية. الطريق الدائري العاصمي ينفذ على أساس مسارين لكلّ اتجاه، ومن المنتظر إكماله في فترة عام ونصف. تمويل الطريق الدائري العاصمي من بنك أمدرمان الوطني بنسبة (80%). تشرف على تنفيذ الطريق الدائري (مجموعة المسافات) وهي الشركة التي شاركت في تنفيذ طريق (السليم - حلفا) و (دنقلا - كريمة) ومشروعي (المكابراب) و(كحيلة). تمّ تصميم الطريق الدائري العاصمي على أساس سرعة قصوى للسيّارات تبلغ (120) كلم في الساعة، بينما تمّ تصميم معظم الطرق القومية لسرعة (95) كلم في السَّاعة. هذا عن الطريق الدائري في العاصمة، والذي سيكتمل في عام ونصف من الآن، لكن ماذا عن الطريق الدائري الإستراتيجي في جنوب كردفان، والذي تعرض أخيراً في إحدى حلقاته لإستهداف مباشر من متمردي الحركة الشعبية. تجدر الإشارة إلى عدم فك ارتباط الجيش الشعبي في (جوبا) مع الفرقتين التاسعة والعاشرة (الجيش الشعبي بجنوب كردفان والجيش الشعبي بالنيل الأزرق)، وذلك رغم اختيار الحركة الشعبية في الجنوب للإنفصال. حيث ما يزال الجيش الشعبي في جوبا مستمراً في دعم الجيش الشعبي في جنوب كردفان بالأسلحة والعتاد وصرف المرتبات. ذلك إلى جانب وجود أبناء الجنوب ضمن فرق الجيش الشعبي في جنوب كردفان والنيل الأزرق. الجيش الشعبي في جنوب كردفان مثلما يتلقى السلاح والمرتبات والتموين من الجيش الشعبي في جوبا، فهو كذلك يتلقى التعليمات العسكرية بشن الحرب ضد الجيش السوداني وضد مشروعات التنمية في جنوب كردفان. في ذلك السِّياق كان الهجوم الأخير للجيش الشعبي (قطاع جنوب كردفان) ضد الطريق الدائري في جنوب كردفان، واختطاف طاقم الصِّينيين الذي كان يشرف على تنفيذ الطريق في إحدى حلقاته. وقد اختصرت الصين الطريق لإنقاذ مواطنيها فاتصلت مباشرة برأس الأفعي السيد/ سلفاكير، وطلبت منه إطلاق سراح الطاقم الصينيّ الذي اختطفه المتمرد عبدالعزيز الحلو. ذلك لأن الصين تعلم أن الأصل هو سلفاكير والظلّ هو عبدالعزيز الحلو. بعداتصال الصين بسلفاكير تمّ إطلاق الصينيين الذين اختطفهم المتمرد عبدالعزيز لإعاقة التنمية في جنوب كردفان. المتمرد عبدالعزيز الحلو لا تعنيه تنمية أو خدمات في جنوب كردفان. كلّ ما يعنيه هو أوهام السودان الجديد وتفجير جنوب كردفان تمهيداً لفصلها عن السودان وضمها بقوة السلاح الى دولة الجنوب الإنفصالية. وذلك في مصادمة للتاريخ والجغرافيا والثقافة. يُذكر أن (70%) من لغة الدلنج هي لغة دنقلا. لقد أذاقت الحركة الشعبية جنوب كردفان عذاب الحرب الأهلية والموت والخراب، ريثما تتذوق تلك المنطقة، منذ عام 2002م، على يد حكومة السودان الأمن والسلام والتنمية. تلك حقيقة واضحة يحاول أن يغطي عليها ضجيج مدافع وقنابل وألغام المتمرد عبدالعزيز. فقد تعطلت التنمية والخدمات في جبال النوبة طوال حقبة الحرب الأهلية. على سبيل المثال ومنذ عام 1986م وحتى عام 2004م لم ينتظم الإمداد الكهربائي في كادوقلي لأربع ساعات متتالية خلال اليوم الواحد. لكن بعد السلام وافتتاح محطة كهرباء كادوقلي أصبحت كهرباء كادوقلي تعمل (24) ساعة. وتم افتتاح مطار كادوقلي الدولي بمدرج طوله (3) كيلومترات بتكلفة (35) مليار دولار. كما تمّ تشييد طريق الأبيض - الدبيبات - الدلنج بطول (160) كيلومتر وطريق الدلنج - كادوقلي بطول (130) كيلومتر. وهناك طريق الدلنج - هبيلة بطول (40) كيلومتر، وطريق الدبيبات - الدلنج بطول (57) كيلومتر والذي يُعتبر إحدى حلقات الطريق الدائري. وصرفت الحكومة السودانية على المياه في جنوب كردفان في عام واحد فقط (2003م) مبلغ (27) مليار جنيه، ثم صرفت مبلغ (15) مليار جنيه أخرى عام 2004م، ليصبح ما صرفته حكومة السودان على المياه في جنوب كردفان خلال عامين مبلغ (42) مليار جنيه. ذلك إنجاز لم يتحقق خلال قرن. ولكن - مرة أخرى - لا عبدالعزيز الحلو ولا الحركة الشعبية تعنيهم التنمية والخدمات في جنوب كردفان. الطريق الدائري في جنوب كردفان طريق استراتيجي يبلغ طوله (777) كيلومتر. يربط الطريق الدائري ولايات كردفان ببعضها، كما يربطها بالشبكة القومية للطرق. حلقات الطريق الدائري في جنوب كردفان هي أربع حلقات. الحلقة الأولى هي طريق (أم روابة - أبوجبيهة) بطول (198) كيومتر. وقد اكتمل تشييد (50) كيلومتر هي المسافة (أم روابة - العباسية) . ويجرى العمل في الطريق. الحلقة الثانية من الطريق الدائري هي (أبوجبيهة - تلودي) بطول مائة وواحد كيلومتر. الحلقة الثالثة في الطريق الدائري هي (تلودي - كادوقلي) بطول (91) كيلومتر. وقد قطع العمل شوطاً معتبراً. الحلقة الرابعة في الطريق الدائري هى (كادوقلي - الأبيض) بطول (291) كيلومتر. حيث تمّ تشييد (160) كيلومتر هي المسافة من الأبيض الى الدلنج. سكان الدلنج (120) ألف نسمة. الطريق الدائري في العاصمة الخرطوم سيكتمل في عام ونصف. لكن متى سيكتمل الطريق الدائري في جنوب كردفان؟. مسافات مدن جنوب كردفان الأخرى هي (الدلنج - تلودي) بطول (220) كيلومتر، (الدلنج - دلامي) بطول (85) كيلومتر، (دلامي - أم برمبيطة) بطول (20) كيلومتر، (دلامي - رشاد) بطول (80) كيلومتر، (رشاد - آم برمبيطة) بطول (55) كيلومتر. الصورة واضحة للغاية في جنوب كردفان. حيث الحركة الشعبية مخلب القط الإستعماري تعمل للموت والخراب واستدامة التخلف. وحيث الأمن والسلام والتنمية والمطار الدولي والمياه والكهرباء والطرق وجامعة الدلنج وإزدهار الثروة الزراعية النباتية والحيوانية والغابية ثمَّ الثروات المعدنية والنفطية. وذلك ما عملت وتعمل حكومة السّودان على توفيره. لذلك ينبغي تثمين دور الجيش السوداني في جنوب كردفان في أداء دوره الوطني حارساً للسلام والأمن والتنمية والخدمات، وضارباً بيد من حديد على عبث وإرهاب وتخريب وانفصال الحركة الشعبية المتمردة. لقد حاولت الجغرافيا الإستعمارية في المناهج الدراسية في المدارس السودانية من قبل، فصل جنوب كردفان عن الوجدان الوطني. وما تزال القوى الإستعمارية عبر أداتها (الجيش الشعبي) وعملائها في الحركة الشعبية تحاول أن تفصل جنوب كردفان عن خريطة السودان وضمها بقوة السلاح لدولة الجنوب الإنفصالية. مساحة جنوب كردفان تساوي مساحة دولة النمسا. لكن تبقى مملكة (تقلي) الإسلامية التي دامت مائتي عام، ويبقي أحفاد المك آدم أم دبالو الذي انتصرت الثورة المهدية بدعمه، ويبقى أحفاد الثائر البطل الشهّيد المك عجبنا الذي أعدمه الإستعمار البريطاني، ويبقى أحفاد البطلة مندي بنت السلطان عجبنا، يبقى كلّ هؤلاء بتراثهم السوداني الوطني المجيد، يبقى هؤلاء بنضالهم الوطني الزاخر يتنفَّسون الأوكسجين المذاب في ماء الوطنية السودانية. تلك الحقيقة، مهما حاولت الحركة الشعبية، لن يغطي عليها (الثوريّون) المزيَّفون العملاء، من أمثال سلفاكير وتابعه الحلو.