تباينت آراء الناس حول مكوناته، قال عنه البعض انه امتداد لأسرة عرفت الغناء والشعر والأدب فسار في الدرب يمتطي جواد الفن بكل ضروبه، ووصفه البعض الآخر بأنه نتاج عن موهبة فذة، اذا عزف على العود تمايلت اوتاره طربًا للأنامل التي تتحسسها، تلمس درب الفن الراقي الجميل فتغنى للراحل عثمان حسين بأغانٍ وصفها البعض بانها اغاني النفس الطويل التي يصعب على الانسان ترديدها فأجادها ورسم بها لنفسه خريطة فنية اوصلته الى القمة عبربرنامج نجوم الغد فأحرز المركز الاول متفوقًا ومتوجًا بكأس المسابقة، تغنى للراحل محمد وردي بصورة حملت وردي على التصفيق له، تغلب على كل الشائعات والتي واجهها بأعماله الجديدة ليُخرس ألسن المشككين في موهبته، إنه الفنان الشاب محمد البدوي ابو صلاح الذي استضفناه في هذه المساحة من تقاسيم وسرد لنا مسيرته مع الفن، فإلى مضامين الحوار: أولاً نود أن تحدثنا عن نشأتك مع الفن؟ انا ترعرعت في حي العباسية بأمدرمان في بيئة فنية بحتة فجدي ابوصلاح معروف عنه أنه كان شاعرًا وكذلك ابناء ابو صلاح بمن فيهم الوالد عرفوا كفنانين تشكيليين، وسط هذه الأجواء الفنية وجدت نفسي وبدون سابق انذار انخرطت في مسيرة الغناء والفن التشكيلي، والآن ادرس في كلية الفنون الجميلة والدراما ضمن جامعة السودان. انطلاقتك كانت عبر برنامج نجوم الغد.. هل اضافت لك هذه التجربة الكثير؟ قبل دخولي في منافسات نجوم الغد كان لدي تجربة في برنامج «اصوات وانامل» عبر بوابة الفن التشكيلي في القناة القومية، فالأستاذ بابكر صديق تربطه علاقة وطيدة مع الاسرة، اطلع على أعمالي واشاد بها وهذا كان مدخلاً لبرنامج نجوم الغد الذي برزت من خلاله وساعدني في ذلك عزفي على العود، وقتها احرزت كأس المنافسة. لماذا اخترت العزف على العود بالذات؟ انا كنت اعزف على آلة البيانو وآلة العود امتداد لالة البيانو ووجدت التشجيع من والدي فعلمني العزف على العود في اسبوع فقط وصرت بعدها اجيد عزفه بإتقان وايضًا التقيت الاستاذ عبد القادر محمد زين وقال لي ان العزف على الأورغن والغناء في آن واحد تجعل الأداء مختلاً لذا اتجهت الى العود. على ذكر الراحل عثمان حسين، ما العلاقة التي ربطتك مع الراحل؟ قبل ظهوري في التلفزيون كانت تربط اسرتي والراحل علاقة جيدة فكنت اتوق للقاء عثمان حسين فالتقيته في بيته وغنيت ليه كثيرًا من الاغاني منها «قصتنا» واندهش عندما سمع عزفي على العود وقبل ان يتوفى باسبوع التقيته واوصاني ان اتغنى بأغانيه التي لم يتغنّ بها منها اغنية «اللقاء الاول» و«بعد الصبر» ورددتها في برنامج نجوم الغد واتصل بي صباح اليوم واشاد بي كثيرًا ونصحني بأن اهتم بالمفردة الجميلة التي ترتقي بالغناء السوداني. ود البدوي توارى خلف الاضواء فترة ليست بالقصيرة.. ما طبيعة هذا الاختفاء؟ بجانب حرصي على الغناء كان حرصي على الجانب الدراسي اكبر، وخلال هذه الفترة حاولت ان اقلل من ظهوري في الاعلام من واقع ان الدراسة تعتبر جزءًا كبيرًا من الفنان حيث تمده بالثقافة اللازمة. في كل مجتمع يوجد أشخاص يمكن ان نسميهم اعداء النجاح.. هل واجهت مثل هؤلاء؟ الحديث حول هذا الموضوع حقيقة ليس ببعيد عن الواقع، نعم يوجد مثل هؤلاء فمثلاً ام كلثوم واجهت متاعب كثيرة لتصل الى القمة وكذلك عبد الحليم حافظ. هل كانت لك تجارب مع الراحل وردي؟ وردي فنان لن يجود بمثله الزمان، ولا انسى لقائي معه في بيته انا ووالدي، وقتها تغنيت له ب«نور العين» فصفق لي وشجعني كثيرًا وغنيت له «قسم بمحيك البدري» التي خط كلماتها جدي الشاعر ابوصلاح ماذا عن تجاربك الخارجية؟ سافرت مع وزارة الثقافة والاعلام للمشاركة في مهرجان افتتاح النادي السوداني بالدوحة في قطر، وغنيت داخل منزل السفير السوداني بقطر، ولولا قصر فترة الإقامة لقدمت الكثير في الدوحة. بعض القنوات العربية وثقت لأعمالك حدثنا عن هذه الخطوة؟ زارني وفد من قناة العربية في المنزل، وقتها كنت صغيرًا واختاروني من ضمن المواهب العالمية وتم بث الفيلم الوثائقي الذي حوى سيرتي الغنائية في برنامج «صباح العربية». يقول البعض انك تشابه الفنان محمود عبد العزيز في الأداء الحركي.. الى اي مدى هذه المقولة صحيحة او غير صحيحة؟ هذه الحركات عفوية وتأتي نتيجة لتفاعلي مع الاغنية الشيء الذي يجعلني اطرب وأتمايل معها. ما الذي تعد به جمهورك من اعمال في الفترة المقبلة؟ لديّ الكثير من الاعمال الجديدة التي سترى النور قريبا منها «دنياي» من كلمات الوالد بدوي ابو صلاح ومن الحاني و«واحة العمر» و«معاني الريد» و«شوق وحنين»، وايضًا لديّ اعمال مع الشاعر تاج السر عباس منها «الجرح التاني» التي تغنيت بها في برنامج «بانوراما نجوم الغد» ولديّ عمل الاسبوع القادم ايضًا لتاج السر بعنوان «إشتياق» أخيرًا باقة من التحايا لمن تريد توجيهها؟ اولاً أشكر صحيفة «الانتباهة» لإتاحتها لي هذه المساحة، والشكر يمتد ليصل الى كل الذين وقفوا إلى جواري في مسيرتي الفنية خصوصًا الوالدين.