مسرح الجريمة هو المكان الذي ارتكبت فيه الجريمة أو اكتشفت فيه، أو هو المكان الذي تم فيه تنفيذ الجريمة وتظهر فيه الآثار الناتجة عن ارتكابها، وقد يكون مسرح الجريمة مكاناً مغلقاً «غرفة» أو مفتوحاً «شارع»، وهنالك عدد من مسارح الجريمة يمكن كشفها، وذلك عندما يقوم الجاني بنقل الأداة المستخدمة في الجريمة أو الجثة أو المسروقات إلى عدة أماكن مختلفة بغرض التمويه والتضليل. وعرفه بعض الخبراء بأنه: المكان أو مجموعة الأماكن التي تشهد مراحل تنفيذ الجريمة، واحتوى على الآثار المتخلفة عن ارتكابها، ويعتبر مسرح الجريمة كل مكان شهد مرحلة من مراحلها المتعددة. كما يطلق عليه الشاهد الصامت الذي يستنطقه المحقق الفطن. ويشمل مسرح الجريمة كل ما يتعلق بالحوادث، ومن بينها حوادث الموت الناتجة عن عدة اسباب كالاصابة بطلق ناري، الانتحار، الحرائق، الصدمات الكهربائية، التسمم، وكل حوادث الوفاة الناتجة عن أسباب مختلفة مثل حوادث السير والعثور على جثث مجهولين، بالإضافة إلى العثور على عبوات أو متفجرات، وكذلك السرقة وكل جريمة أو حادثة يحتاج كشفها إلى أدلة. ويقوم فريق مختص عند حدوث الجرائم والتبليغ عنها، بالاسراع الى مسرح الجريمة، ويتكون هذا الفريق من الخبراء والمصورين الجنائيين وخبراء الاسلحة وخبراء الكيمياء الجنائية والطبيب الشرعي، ومن أهم الخطوات التي يجب اتباعها عند الوصول إلى مسرح الجريمة جمع كل الأدلة اللازمة والبحث عن كل أثر للجريمة ورفعها وتصويرها، كما يجب المحافظة على المنطقة المعنية وتطويقها من الجهات الاربع وتأمين حراسة لها وسد جميع المداخل المؤدية اليها، مع إبعاد الأشخاص غير المعنيين بها، وعدم مس أو السماح لأحد بمس الأدلة حتى لا يؤثر ذلك على مجرى القضية فيما بعد أو فقد أحد خيوط الاتهام، كما يجب تسجيل جميع أسماء الحاضرين بمسرح الجريمة، ومعرفة سبب وجودهم بالمنطقة، مع احتمال وجود الجاني أو المشتبه فيهم به. ومن الآثار والأدلة ما يمكن العثور عليها داخل مسرح الجريمة وتوجد منها آثار ظاهرة يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وأخرى خفية لا يمكن رؤيتها وتقتضي فيها الاستعانة بالوسائل الفنية والكيميائية لاظهارها، وتعتبر البصمة خير دليل، ومن أهمها ودليل اثبات قوي «الدم» كوجود دم للجاني على الضحية او ثيابه، وايضا وجود الشعر الذى يمكن من خلاله اثبات هوية الضحية او المجرم، والاظافر والملابس والاحذية والاقنعة التي توجد بعد ارتكاب الجريمة ويخلفها الجانى وراءه، والحمض النووى والعرق، وتعتبر رائحة العرق احد الشواهد فى مكان الجريمة، وتستخدم الكلاب البوليسية فى شمه والتعرف على الجانى من رائحته، ويمكن للأداة المستخدمة في الجريمة مثل سكين، سلاح نارى، فوارغ رصاص، عصا، حجر أن تكون احدى الوسائل التى توصل الى القبض على مرتكب الجريمة، وكذلك الأداة المستخدمة لاقتحام المكان الذي حدثت فيه الجريمة، مثل «مفك» او غيره، فالأدلة كثيرة وهى اساس الادانة او عدمها. ويجب إتاحة تمثيل الجريمة، اذ يجب تطابق اقوال المتهم وافعاله مع الكشف الذى تم فى مكان وقوع الجريمة. وقد شهدت الإدارة العامة للادلة الجنائية تطوراً كبيراً في مجالات البحث الجنائي المتعلق بمسرح الجريمة، وعملت على تأهيل كادرها وفقاً لمتطلبات العصر الحديث، وقد ساعد خبراء المسرح في فك كثير من طلاسم القضايا المعقدة، كالقضية الشهيرة التي اغتيل فيها شهيد الصحافة الأستاذ محمد طه محمد أحمد، إذ كانت هناك عدة مسارح لهذه الجريمة، تبدأ بمنزله الذي اختطف فيه، وهذا هو المسرح الاول، ومن ثم المكان الذي قتل فيه «منزل الفكي» المسرح الثاني، وأخيراً المكان الذي تم العثور عليه فيه «المسرح الثالث». ومع تطور الجريمة واستحداثاتها المتوالية، ظهرت مسارح جديدة لم تكن في الحسبان، مثل جرائم الانترنت والقرصنة التقنية، إذ يعتبر المسرح في فضاءات لامتناهية، وهو التحدي الماثل أمام الجهات المختصة.