من الواقع المعيش في المجتمع الشرقي عندما يحدث الطلاق بين الزوجين تتسرع الزوجة بالذهاب إلى منزل أبويها من غير أن تعلم ما سيحدث من وراء هذا الطلاق على الأطفال.. وكثير من النساء والرجال يفضلون البقاء مع أزواجهم بعد الطلاق تحت سقف واحد من أجل عيون أطفالهم فقط.. «البيت الكبير» أجرى استطلاعًا مع نماذج حول هذا الموضوع: في بداية استطلاعنا التقينا السيدة محاسن أحمد التي قالت: عندما حدث لي الطلاق فضلت البقاء بعد العدة في المنزل لكي لا ينعكس هذا الطلاق بصورة مباشرة على الأبناء بحيث إن الأبناء يحتاجون إلى الوالدين خاصة أن الأبناء في سن صغيرة ويحتاجون إلى وجود جو أسري سليم معافى من الخلافات خاصة أن كلمة طلاق في حد ذاتها لها تأثير على الأبناء. وأيضًا هنالك نموذج آخر يوافق محاسن وهي علوية عمر التي قالت: لقد تم طلاقي بعد ست سنوات من الزواج ولكن فضلت البقاء في المنزل وطيلة الفترة لم يعلم أحد بأني مطلقة إلا بعد موت زوجي وتفاجأ الجميع بعدم الحبس وأضافت علوية: أن الطلاق يؤثر على الأبناء تأثيرًا سلبيًا، وإذا نظرنا إلى الشارع سواء كان في العاصمة أو الولايات فكل الموجودين في الشوارع هم ضحايا الطلاق الذين لا يجدون مأوى مناسب لكي يعيشوا فيه فلجأوا إلى الشارع. كذلك للرجال مواقف... يقول عبد الحميد حسن عند سؤالنا له: أجاب قائلاً عند انفصالي من زوجتي قررت إبقاء زوجتي مع الأبناء خاصة أن لديّ أربع بنات، وهم في أعمار مختلفة، والأب ليست له المقدرة على القيام بدور الأم؛ لأن الله اختصها هي وحدها بهذا الدور في حال بقائهم مع الأب يفقدون الكثير. طه إدريس مواطن قال: أبغض الحلال عند الله الطلاق الذي يحدث في كل المجتمعات المسلمة، وإذا حدث الطلاق يشعر كلا الطرفين بالفشل وعند إعلان الطلاق تتم وفاة العلاقة الزوجية، ويقرر الزوجان ما بعد الطلاق، وأنا فضلت بقاء زوجتي معي في المنزل لرعاية البنات ولكي نحافظ عليهن تنازلنا وضحّينا بحياتنا من أجلهن بعد أن تم الطلاق للمرة الثالثة وحتى تزوجت بناتنا ظل الوضع كما هو. رأي الدين: يرى الشيخ محمد علي «إمام مسجد» وجود المطلقين تحت سقف واحد يمكن تطبيقه في ظروف ضرورية حفاظًا على الكيان الاجتماعي للأسرة من جانب، ومن ناحيه أخرى بقاء المرأة وتوفير الحماية لها خاصة إذا كانت مسنة أو انتهت فترة حضانتها للأبناء وليس لها أقارب أو إخوة أو كانت لا تعمل وليس لها مصدر دخل؛ فحفاظًا عليها وإكرامًا للعُشرة التي دامت بين الزوجين يمكن للزوج أن يسمح لها بالإقامة معه ومع أبنائها في بيت واحد من أجل تربية الأبناء ورعايتهم بشرط ألا يخلو بها على الإطلاق، وتكون المرأة والرجل ملتزمين بالضوابط التي وضعها الشرع بعدم الاختلاط بين الجنسين منها ضرورة حجاب المرأة حتى داخل المنزل والبُعد عن التبرج وكشف ما لا يجوز لها كشفه والدليل على هذين الشرطين قوله تعالى: «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم»، وقال عز وجل: «قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن».