الطلاق من المشكلات الاجتماعية المعقدة والتي تعاني منها الأسرة والمجتمع لما له من آثار سالبة سواء على الزوج أو الزوجة أو الأبناء وتتفكك الأسرة وأكثر فرد يتأثر بالطلاق من ناحية نفسية هي الزوجة فالمجتمع لا يرحم ويعتقد أنها هي السبب الوحيد في هذا الطلاق، وأسوأ لحظة عند المرأة المطلقة هي لحظة استلامها لوثيقة الطلاق، حول هذا الموضوع وقفنا على بعض التجارب آخذين في الاعتبار رأي الطب النفسي. نهاية الدنيا! تقول ندى: تزوجت ابن عمي الذي نشأت بيني وبينه علاقة حب قوية منذ الصغر فقد تربينا في منزلين متجاورين، عشت معه أجمل سني عمري، لم يرزقنا الله بالبنين وكنا نرتاد عيادات الأطباء لأكثر من عشرين عاماً كانت هي الفترة التي قضيناها مع بعضنا ولم نيأس من أن يرزقنا الله بطفل يكون لنا قرة أعين ولكن مشيئة الله أرادت ألّا يكون لنا ولد مع بعض، وبعد مرور أكثر من عشر سنوات من رحلة البحث عن علاج وفي إحدى العيادات قال لنا الطبيب إنكما لا يمكن أن تنجبا ولكن لو افترقتما وكل واحد تزوج من زوج آخر سوف تنجبان وكان هذا الخبر بمثابة صاعقة بالنسبة لنا فنحن نحب بعضنا حبًا لا يوصف واعتبرنا كلام هذا الطبيب غير صحيح وبحثنا عن طبيب غيره، المهم بعد عدة سنوات وصلت إلى قرابة العشرين عاماً من البحث عن علاج لم ننجب، وأشار عليه أحد أقربائه أن يجرب حظه مع أخرى عله ينجب وبالفعل ذهب وتزوج من إحدى قريباته ورزقهما الله بطفل وعندما علمت بذلك لم أحتمل الصدمة وطلبت منه الطلاق ولكنه مانع بحجة أنه لا يقدر على فراقي، ولكن بعد إصراري على الطلاق وبالضغط عليه من قبل أسرتي رمى عليّ يمين الطلاق، وعند استلامي لوثيقة الطلاق أحسست حينها ان الدنيا قد انتهت فنحن نحب بعضنا بصورة لا توصف وبعد الطلاق صارت حياتي فارغة وعانيت كثيراً حتى تم عرضي على طبيب نفسي ولكن بحمد الله تجاوزت المحنة. قساوة الصدمة وتقول «ع» والتي فضلت عدم ذكر اسمها: تزوجت زميلي في الجامعة وعشنا مع بعضنا عدة سنوات قضيناها سعداء مع بعض وأنجبنا بنتًا وولدًا ولم أتخيل في يوم من الأيام أن تكون في حياة زوجي واحدة أخرى لكن للأسف اكتشفت أنه متزوج من أخرى وحينها أصررت على الطلاق وبالفعل قام زوجي بإرسال ورقة الطلاق والتي نزلت عليّ كالصاعقة فلم أتخيل أنه يمكن أن يستغني عني في يوم من الأيام وقررت بعدها أن أعيش باقي حياتي لتربية أولادي. حل غير محبّب يوضح د. عمرو مصطفى: اختصاصي الطب النفسي: الطلاق هو حل لمشكلات وصراعات بين الزوجين وهو الحل الأخير لكنه حل غير محبّب وفي بعض الحالات لا مفر منه خاصة إذا كانت خطوط التلاقي بين الزوج والزوجة انعدمت وهنا يفضَّل الطلاق حتى لا يدخلنا في مرحلة الطلاق العاطفي والذي خطره أكبر من الطلاق العادي والذي يكون بانفصال الزوجين عن بعض لكنهما يعيشان في منزل واحد من أجل الأبناء، وهذا النوع من الطلاق يحدث توترات بين الزوجين تنعكس على الأبناء حيث إنهم يلاحظون التغيرات والتوترات بين والديهم ويقارنون بينهم وبين أقربائهم ويولِّد ذلك الخوف والتوتر لدى الأبناء، أما الطلاق العادي فيكمن ضرره في أن «90%» من آثاره السالبة تقع على الأبناء وتبدأ المشكلة عندما يتجه أحد الزوجين في استمالة الأبناء لجانبه واستعمالهم ضد الزوج الثاني ويبدأ في الحكايات عن سوءات الطرف الآخر معه فيبدأون في كراهية الوالد الآخر ويبدأ صراع عند الابن مابين حبه لوالده أو والدته وكراهيته له فتضعف ثقته في الناس حوله، ويشير د. عمرو إلى أن هنالك حالات طلاق في حالة عمل الوالدين فيقومان بتلبية كل حاجات أبنائهم المادية فقط ويغرقونهم بالمال فيستخدم الأبناء هذه الأموال في أشياء غير مشروعة مثل تعاطي المخدرات وهذا يعني عدم رقابة الأبناء وفقدانهم للقدوة لتعديل سلوكهم ووجود حرية زائدة مما يعني زيادة نسبة الخطأ وانعدام القدوة تحدث مشكلة في تكملة الدور في التربية وخلل كبير يؤثر على الأبناء. نظرة متخلفة ويضيف د. عمرو: غالباً الطلاق يؤثر في نفسية المرأة أكثر من الرجل لأنها مرتبطة بنظرة المجتمع وهي نظرة متخلفة، لأن المجتمع يظن أنها السبب في الطلاق، فالمجتمع لا يرحم المرأة وفي أغلب الأحيان أهل الزوج يجبرونها على العودة لبيت الزوجية أو يكون ليس لديها مصدر دخل لتعيش حياة كريمة وكل هذه الضغوط تكون على المرأة، وإذا كانت جميلة قد تجد مضايقات في المجتمع من قبل الرجال نسبة للنظرة المتخلفة جداً للمطلقة أو تجد تحرشات، أما الآثار النفسية المترتبة على الرجل عند الطلاق فنجدها على حسب ما يحمله من عاطفة تجاه طليقته، فإذا كان يحبها وطلقها نتيجة لتسرع قراره أو اضطر لطلاقها لعدم الإنجاب أو لأي سبب آخر تحدث له صدمة نفسية وقلق وتوهان وهي حالة يمر بها أي مطلق فهذه الأحاسيس لو خفّت خلال شهر هذا يعني أنه صحيح نفسياً أما إذا لم يستطع الخروج من هذه المشاعر فهو يحتاج لنصائح من اختصاصي نفسي حتى لا يدخل في مشكلة نفسية.