تختلف ضروب الادب من رواية وقصة وشعر وغيرها، كما يختلف الذواقون له، فالادباء تحركهم اعمال بعينها يقفون كثيرًا امامها مما يتيح لهم وصفها بانها من اجمل الاعمال التي وقعت بايديهم فيكادون يجزمون بانها لن تتكرر، الا ان هنالك من يربط الجميل من الاعمال بالزمن الماضي الذي شهد ميلاد اعمال لعمالقة مثل ابو الطيب المتنبي وشكسبير وماركيز ومحمود درويش وصلاح احمد ابراهيم ودونهم.. «نجوع» استطلع عددًا من الادباء والمثقفين ووقفت على اجمل الأعمال التي خلدت بأذهانهم، وتساءل ايضًا هل هي جميعها مرتبطة بما مضى ام ان هنالك قادمًا اجمل؟ الاستاذة الشاعرة روضة الحاج اكدت في حديثها ل«نجوع» انه من الصعب تحديد اجمل الاعمال التي اطلع عليها المبدع، واستدركت قائلة بانها لم تزل تستمتع جدًا بالمتنبئ الذي ما فتئ يطربها، وفي الشعر المعاصر تُعجب كثيرا بقصائد محمود درويش بجانب موسيقا اشعار نزار قباني التي تشدها. الاستاذ اسحق احمد فضل الله اوضح انه لا يمكن تحديد اجمل الاعمال الأدبية وان الذي يحدد ذلك انما يُعدُّ واقفاً في مكانٍ واحد لانه لا يوجد شيء مطلق، وعاد وقال بان رواية الإخوة كارامازوف هي التي استوقفته كثيرًا وهي رواية للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي وعمومًا تعتبر تتويجًا لعمل حياته.. دوستويفسكي امضى قرابة عامين في كتابه الاخوة كارامازوف، واضاف اسحق ان المجذوب كتب «نار المجاذيب» ثم توقف وكذا مصطفى سند الذي كتب «البحر القديم» ثم توقف ايضًا، كما ان الراحل العظيم صلاح احمد ابراهيم قد قتلته مرثيته لوالدته، كل ذلك يعتبره الاستاذ اسحق اجمل ما استوقفه. الدكتور إبراهيم إسحق اوضح في حديثه ل«نجوع» الآتي: هذه الاسئلة تشير الى ثلاث حواف هي مداخل اساسية للوعي. فيما يخص ماقرأته، وخاصة في مجال السرد، دائمًا ما اتذكر ان احلى الحكايات غالبًا ما تأتي عندما نضع الحكمة في افواه الحيوانات. التراث الهندي والعربي والاوربي والافريقي مليء بأمثلة كثيرة. كتب القاص الفرنسي الفونس دودي قصة هي في غاية الطرافة واسمها «عنزة مسيوفاجان». تتحدث القصة عن انعزال هذه المعزة عن قطيعها في الجبال وبياتها هنالك، وقد حاولت الذئاب ان تقضي عليها فحاربتهم الليل كله ولم تفقد مقاومتها الا مع طلوع الشمس فماتت مناضلة.. بالنسبة الى ما سمعت لا انسى التلبية في الحج خاصة في الساعات الأخيرة من الوقوف بعرفة. فكأن اصوات الملايين من الحجاج ترتفع في سماء عرفة ثم ترتد الى الأرض، مدعومة ببركات الاستجابة ان شاء الله. تلك لحظة لا ينساها الحاج. فيما يخص مشاهداتي، انا رجل تعودت على مشاهدة الأفلام السينمائية الراقية، ومع ذلك فإن اجمل مارأيت في هذه الافلام، حسب رؤيتي، هي افلام الناشونال جغرافيك. حيث ترصد لنا هذه الافلام الطبائع العجيبة للحيوانات التي سخرها الله تعالى لخدمة الإنسان: حتى الثعابين والقردة اضافة الى انواع الصيد، نستطيع ان نرى فيها جمالاً مبدعًا لا يستطيع الانسان ان يقترب من مستواه. الاستاذ الناقد عزالدين ميرغني: نحن بدون فخر جيل القراءة والمكتبات المدرسية واللغة الانجليذية الراقية حيث قرأنا الادب الانجليزي منذ الوسطى والثانوي وقرأنا ايضًا الادب العربي وتدرجنا قليلاً قليلاً منذ مجلة ميكي وسمير وعمك تنقو حتى نجيب محفوظ في قمته فتعلمنا القراءة منذ الصغر وكانت الخرطوم عاجّة بالمكتبات مثل مكتبة المجلس القومي للثقافة والفنون والمكتبة المركزية بأم درمان ودار النشر المسيحي، وبحكم تخصصي في اللغة الفرنسية قرأت عيون الأدب الفرنسي وكان يعجبني فيه الروائي الكبير مارسيل بروست والبير كامو، وآداب افريقية الغربية الفرانكفونية خاصة الرواية وتعلمنا ايضًا الثقافة البصرية الراقية في زيارة المتاحف والمعارض والسياحة الثقافية وكل ما كتبناه هو نتاج لهذا كله. مايزال السودان يستقبل كل ما يُكتب في العالم كله ولكن هذا الجيل الحالي هل هو جيل قرءة وثقافات؟ لا اعتقد ذلك، فالثقافة متاحة ومعروضة وتنادي لمن يُقبل عليها، والثقافة لا تعلمها الحكومة فقط وانما الأسرة والمدرسة.