هل من الممكن أن يتجاوز الاختيار قيادات الصف الأول؟ هذا ممكن و يتوقف على الرأي العام وتشكيلة المؤتمر نفسه. أما إذا جئت تسألني عن توقعاتي الشخصية فأنا لا أتوقع أن هذا سيحدث. لأن عقليتنا السياسية السودانية أقرب دائماً إلى ألّا نُحدث مفاجأة. نحن أحيانًا نخشى من المفاجآت ولكن هذا بدأ في التغير في المؤتمر الوطني، ولكن مع ذلك ليس من المرجح حدوث تغيير مفاجئ، فمجيء القيادات الرفيعة الراهنة هو الأرجح. هل تقصد النائب الأول للرئيس والنائب؟ هذا سيكون لها اعتبار كبير فالنواب دائمًا هم يمثلان الخيار الأول ولا يترك الناس الأمر المعتاد إلا لعلة راجحة.. أجل الترتيب مؤثر ترتيب الحزب أم الحكومة؟ ترتيب الحزب طبعاً، فنواب الرئيس في الحزب في مستوى واحد.. ولكن من الممكن أن يرجح المؤتمر العام شخصاً على شخص أو خياراً على خيار. وأحيانًا هنالك أشخاص يرفضون التكليف بشدة إذا كانوا هم أقوى المرشحين فلا تستطيع أن تجبرهم. كما أن هناك مسائل كثيرة آنية يمكن أن يكون لها اعتبار. ولكن أنا لا أتوقع اية مفاجآت كبيرة حول الزعامة، فالرئيس ليس هو الزعيم الأوحد في الحزب. هناك عدد من قيادات الحزب المعروفة على المستوى القومي. وهي مُقدرة تقديرًا واسعًا من الشعب السوداني وأي واحد من هؤلاء يمكن أن يقود الحزب. ومن بعد ذلك يكون مرشحه للرئاسة. استطلعت القيادي بالوطني د. قطبي بشأن مادة «رجال حول الرئيس» وأكد أنهم لا يتجاوزون السبعة دون أن يسميهم.. هل هؤلاء رمانة الحزب؟ ليس هناك أية رمانة ولا برتقالة. أنا لا أحتاج أن أقول لك من هي قيادات الحزب؟ أي إنسان يمكن أن يجيبك عن هذا السؤال. ولو طُلب من مائة شخص كتابة ثلاثة أسماء بالترتيب في الحزب فإن 80% سيكتبون ذات الأسماء!! ليس هناك قيادة سرية ولا ينبغي أن يحدث ذلك. الزعامة علنية بطبيعتها لأنها ليست شأن الحزب وحده، هي تهم الشعب السوداني كله لأن هذا حزب حاكم. وهؤلاء إن لم يكونوا مرشحين للرئاسة فهم مؤثرون في القرارات المهمة في البلد. هل الوطني يعلم أنه مطالب بتسمية رئيس متواضع يمشي بين الناس؟ هؤلاء كلهم يمشون بين الناس.. هل البساطة هي أهم صفات الرئيس؟ بطبيعة الحال السودانيون يفضلون رئيساً متبسطاً ولكن لا أرى واحداً من قياداتنا يعيش في برج عاجي حتى اذا اضطر الناس أن ينظروا إليه رفعوا رؤوسهم ومدوا أعناقهم للأعلى. هل شرط أساس أن يخرج الرئيس القادم من رحم الحركة الإسلامية؟ ليس بالضرورة لكنه الأمر الراجح. ما هو وزن كلمة الحركة الإسلامية في اختيار البديل؟ الوزن للحركة الإسلامية داخل المؤتمر الوطني ليس وزن عدد بل وزن نوع. والحركة كما تعلم حركة نخبة ومئات الآلاف منهم يمثلون ثقلاً مقدرًا. وإذا لم تكن الحركة الإسلامية مرتبة تنظيميًا داخل المؤتمر فهي على الأقل منظمة فكريًا. واتجاهاتها نحو الأمور متشابهة ومتقاربة وبالتالي اختياراتها متشابهة ومتقاربة.. ولذلك فهي تشكل كتلة حرجة تبلور اتجاه الأمور في كل المسائل. وهذا أمرٌ واضح رغم أنه ليس هناك مؤامرة داخل الحزب لتقديم إسلاميين بالضرورة تنظيميين. ولكن بسبب وجود هذه الكتلة المنظمة فكريًا وسياسيًا أصبح من الاحتمال الراجح أن يُنتخب إسلاميون بنسبة 90% مما اضطر المكتب القيادي أن يستكمل ثلثه من المستكملين من غير القدامى حتى يستطيع أن يضم الآخرين ممن لا يستطيعون أن يجيئوا بالانتخاب!! هل لهذا علاقة بالحديث الدائر بشأن تذويب الحركة الإسلامية في المؤتمر الوطني؟ هذا حديث نظري، من يملك أن يُذيب الحركة الإسلامية؟ وهل هي سكرأم ملح حتى تذوبها في ماء المؤتمر الوطني؟ وكيف تذوبها؟ ها نحن حركة إسلامية وموجودون في الحزب. وإذا كان المقصود بناء جسم للحركة داخل الحزب ليكون هذا الجسم هو المحور فهذا غير مقبول سياسيًا ولا واقعيًا و هوغير أخلاقي لأن هذه ستكون خديعة للآخرين. فإذا جئت ودخلت في الحزب وكأننا كلنا نستوي في الأمر ثم جعلت لنفسك وضعاً خاصاً وتريد أن تعطي لنفسك امتيازات خاصة فهذا غير أخلاقي. وكأنك تقول للناس نحن لنا الأولوية وأنتم تأتون بعدنا. وإذا قبلتم بهذا فمرحبًا بكم وهناك معنيان لما ذكرت: إما أن تشكل الحركة الإسلامية كتلة منظمة داخل الحزب وهذا مرفوض وغير مقبول سياسيًا. والمعنى الآخر أن تلغيها وتقول إنها ذابت، وهذا غير مناسب مع معطيات الظرف الراهن.. والمؤتمر الوطني لن يغني عن دور الحركة الإسلامية في الفكر والثقافة وفي التنظيم الطلابي والشبابي والفئوي وغيره؛ لأن الحركة كانت ضرورية ولا تزال. وادّعاء عدم الحاجة إليها لا يتأسس على تحليل عميق لواقع الحال. هل ثمة مؤثرات خارجية تلعب دورًا في اختيار البديل؟ المؤتمر العام هو من يقرر. وهناك أسس وقواعد للاختيار بأن يكون الشخص مؤتمنًا على ما يُسند إليه وأن يكون مقتدراً على أداء هذا الواجب. ولا يستطيع أي مركز قوة أن يُملي عليهم ولا أي شخص آخر لا أنا ولا غيري ولا حتى الرئيس بنفسه لو شاء ذلك. بمناسبة ذكر الرئيس فقد تحدث ذات مرة عن الشباب.. هل من الممكن أن يخلفه شاب؟ هذا رأي الرئيس وهذه تمنياته. وأنا أوافق على هذا وأسعد به ولكن الأماني شيء والواقع شيء!! هل هنالك زعامة بارزة الآن في أوساط من يسمونهم بالشباب علي المستوى القومي حتى نستطيع أن نقنع بها الناس؟ لا يكفي أن يقتنع الرئيس أو المكتب القيادي أو حتى المؤتمر العام، لابد أن تكون هذه الشخصية التي تقدم مقنعة على المستوى القومي. وإلا فسيقدم الآخرون شابًا أو غير شاب ولكنه مقنع فيفوز ونخسر فهذه الأمور ليس أساسها هو مجرد استحسان الشخص أو حتى الحزب!! ما مدى صحة الحديث حول تطلع البعض للرئاسة وفي هذا السياق ذكر صلاح قوش؟ لا أستطيع أن أقول إن صلاح قوش سعى للرئاسة وهو لم يقل هذا.. ولم ألحظ في سلوكه ذلك.. هذه مجرد اتهامات تُساق إليه من جهات بعضها لا يحبه وبعضها يبحث عن الإثارة.. صلاح زميلنا وأخونا في الحركة الإسلامية منذ عشرات السنين ولم نر أبداً ما يسوء من سلوكه والتزامه في الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني. قد يخطئ إنسان أخطاء تحملها عليه جهة عليا كرئاسة الدولة. ويمكن أن يخالف الرئيس في تقديراته فيقوم الريئس بإبعاده لتقديرات. لأن الرئيس هو من يقود السفينة لكن هذا لا يعني أن هذا الشخص غير مناسب لأي تكليف أو غير مناسب لأي مهمة أو أنه مطعون في ذمته أو في نزاهته أو مطعون في ولائه. ذكرت يا دكتور أمرين بشأن قوش: إما هي إثارة ولنعتبرها من بعض الصحف والثاني من لا يحبونه!! هل هم في الوطني؟ هناك أناس داخل الوطني قد لا يحبونه وليس هناك من كُتبت له محبة الجميع وبخاصة إذا كان الشخص في موقع يحتاج فيه أن يتخذ قرارات قد تسر البعض فتسوء آخرين.. فهذا سيحبه أناس كثر وسيكرهه أناس كثر وسيكون له أعداء كثر.