صحافي جاسوس يتسلل خلسة من دولة الجنوب إلى جنوب كردفان، وهناك ينسج المؤامرة مع بعض الأهالي ومقاتلي الحركة الشعبية، وبترتيب وتخطيط استخبارات الحركة الشعبية. وتمثيل مفضوح من بعض الفتيات والصبية، وهم ينظرون إلى السماء ويلوذون ببعض الكهوف الصخرية إيحاءً بأن هناك قصفاً جوياً ضد المدنيين تقوم به طائرات سودانية. وإحدى الفتيات تقف أمام كاميرا الجاسوس وتروي بكذب بين، كيف أن الجيش السودانى اغتصبها واثنتين من زميلاتها، ثم قتل بعد ذلك الاثنتين وتركها هي. وقناة «العربية» تعيد بث الشريط للعرب بعد أن شاهده الامريكان. والكونغرس الأمريكي يحيك المؤامرة الآن بناءً على تلفيق هذا الصحافي. إذن الحركة الشعبية وبعد الفشل العسكري على الأرض في جنوب كردفان، اتجهت إلى تأليب العالم على السودان من خلال تلفيق التهم الزائفة والتمثيل المفضوح أمام الكاميرات تمهيداً لخلق أكذوبة كبرى تسمى الوضع الإنساني في جنوب كردفان على غرار شاكلتها في دارفور، فالمشكلات الإنسانية التي يندى لها الجبين مسرحها فوق أراضي دولة الجنوب في جونقلي وأعالي النيل وبحر الغزال، فالناس هناك يموتون بالرصاص والجوع والخوف من المجهول. والصحافي الذي تسلل إلى جنوب كردفان عبر الجنوب مرَّ فوق الحثث الهالكة جنوب حدود «56م» وغض الطرف عنها، لأن إذاعتها لا تعنيه في شيء ولا تعني من أتوا به لتلفيق الاتهامات ضد السودان. إن دولة الجنوب لا عهد لها ولا ميثاق، فقادة الجنوب فطيرو الفكر وتسيطر عليهم عقلية الثورة، لذلك لن تجد فيهم عاقلاً يكبح جماح المتفلتين الذين لا يستبينون النصح إلا ضحى الغد، فالعجرفة التي تمارسها الحركة الشعبية في مفاوضاتها مع الشمال وتصريحات قادتها السياسية والمتعالية، مردودها وأسبابها ما سقناه آنفاً وبعض من الإيماءات الإيجابية من أمريكا والغرب كلما ارتكبت الحركة الشعبية موبقة ضد السودان. وكل ذلك تقابله الحكومة السودانية باللغة الدبلوماسية الناعمة على الصعيد السياسي ورد العدوان على الصعيد العسكري، بعد أن تعتدي علينا الحركة، وبعض الشجب والإدانات والشكاوى لمجلس الأمن الذي تسيطر عليه أمريكا راعية المؤامرات ضد السودان. فالجلاد لن يكون حكماً عدالاً إلى أن يلج الجمل سمَّ الخياط. فحكومة الجنوب التي كلما أخذت شيئاً بالمجان طمعت في غيره لن ترعوي إلا بردع عسكري شامل لكسر شوكة جيشها الذي يشهد تململاً في أوساطه، فنحن بحاجة إلى هذا السيناريو مع هذه الدويلة المشاغبة التي لا تعرف إلا منطق القوة ولغة الرصاص، فثقتنا في الجيش السوداني مطلقة، فهو قادر على سحق وهرس جيش الجنوب في أيام معدودات. ولسنا بدعاة حرب، ولكن الصلف والغطرسة والاعتداءات على أرضنا من قبل الجنوب التي تقابل باللغة الناعمة، نعتقد أن ذلك منطق معوج يجب تعديله، وإن كان الثمن الحرب.