ينظر البعض إلى الحركة المسرحية في البلاد بنوع من الاستياء وعدم الرضاء، بجانب الاتهام الموجة للقائمين بأمر المسرح بضعف الإنتاج وقلة الجديد، ويتفق المهتمون بوجود جملة من المعوقات والمشكلات التي تقف أمام النشاط المسرحي بالبلاد فضلاً عن الغياب شبه التام للدولة حيث يقل صرف الإنفاق والدعم على الإنتاج والرعاية. الخروج من الركود لهذه الأسباب وغيرها نجد أن الأنظار تتجه إلى مهرجان أيام البقعة الدولي للمسرح الذي يوافق آواخر مارس من كل عام في دورته الثانية عشرة بشيء من الاهتمام والمتابعة، وذلك لتقديرات كثيرها منها الخروج بالمسرح القومي من حالة الركود إلى اللا ركود إضافة إلى تبادل الآراء والأفكار حول مستقبل الحركة المسرحية بالسودان وايجاد معالجات لأزمة المسرح، وبحضور مساعد رئيس الجمهورية السيد عبد الرحمن المهدي ووزير الثقافة الأستاذ السموأل خلف الله والسيد والي ولاية الخرطوم وعدد من الوزراء ولفيف من المبدعين من شتى ضروب الثقافة والفنون أُُسدل الستار عن المهرجان في دورته الثانية عشرة وبمشاركة «58» فرقة وجماعة مسرحية، وتم اختيار عشرة عروض للمسابقة الدولية وتمثيل السودان.. كما شارك من خارج السودان خمس دول في المهرجان هي «تونس والأردن والجزائر وهولندا وتشاد».. ويصاحب المهرجان منتدى فكري يحمل اسم الربيع العربي وأسئلة المسرح في السودان، يحضره عدد من المفكرين من داخل وخارج السودان، بجانب تنظيم جلسات نقدية يومية بفضاء المسرح القومي.. وفي كل عام حرص المهرجان على اختيار شخصية لتكون ضيف المهرجان، ولقد وقع الاختيار على الكاتب المسرحي مصطفى أحمد الخليفة، وسيصدر كتاباً عن مؤلفاته واسهامته الإبداعية. حيطة قصيرة وأعمال أخرى في فاتحة المهرجان تم تقديم مسرحية «حيطة قصيرة» من تأليف وإخراج ماجدة نصر الدين.. وهي عبارة عن عمل مسرحي يحكي والواقع الذي تعيشه البلاد من صراعات سياسية متمثلة في الأرض والورثة بجانب تطرق الكاتب إلى قضية التعايش السلمي بين القبائل، ولقد وجد العرض الإشادة من قبل الجمهور ونال الرضاء ومن المنتظر أن يتم في مساء اليوم الجمعة عرض «بانتارى» من تأليف وإخراج شارلوت بويك عند الساعة الخامسة والنصف بالمسرح القومي و«الحبل والغائب» من تأليف الضو محمد وإخراج صلاح محمد نور، و«ذكريات خيط العنكبوت» من تأليف سيد عبد الله صوصل وإخراج آمنة ضرار.. وغدًا السبت 31 مارس «بانتارى» من تأليف وإخراج شارلوت بويك بمسرح الفنون الشعبية عند الخامسة والنصف مساء، و«العويش وبعض حكايات النساء» من تأليف سيد عبد الله صوصل وإخراج آمنة أمين.. والأحد الأول من أبريل: «بانتارى» تأليف وإخراج شارلوت بويك، و«اسمع يا عبد السميع» من تأليف عبد الكريم برشيد وإخراج ماهر حسن، و«الرقص على الجمر» من تأليف عادل إبراهيم محمد خير وإخراج محمد المجتبى موسى. ملاحظات في دفتر المهرجان!! حسنًا.. كل ما ذكر يمثل إضافة للمسرح السوداني، ولكن هنالك عدة ملاحظات وقعّها نقاد على دفتر المهرجان منذ انطلاقته.. وهو ثم ماذا بعد فعاليات المهرجان؟ وأين تذهب توصياته ولماذا لا تقدم أعماله التي تخرج مرة واحدة كل عام؟، مما جعل البعض يطلق عليها أعمال موسمية.. كما أن التمثيل الخارجي للمسرح ضعيف من حيث المشاركات حسبما وعدت إدارة المهرجان بأن يكون التمثيل الخارجي في دورته المقبلة أي الحالية بشكل أكبر وذلك عبر الدعوات والاستضافة لدول عربية وإفريقية وأجنبية حيث إن التمثيل والمشاركة محصورًا على دول بعينها مما يؤثر سلبًا على صفته العالمية التي تطلقها اللجنة المنظمة على المهرجان. خروج مما لا شك فيه أن المهرجان يبحث عن موطئ قدم ويتسنّح الفرصة لكي يقدم حراكًا مسرحيًا ملموسًا في ظل التحديات التي تواجه «أبو الفنون»، ورغم القصور والإمكانات يبقى الأمل في وضع إيجاد آلية للارتقاء بالمسرح باعتباره ركنًا أساسيًا في العملية الإبداعية بالبلاد.