تتقلب الأجواء هذه الأيام ما بين سخونة واعتدال ونسائم باردة في الصباح لكن أجواء مكاتب لجنة الاختيار بولاية سنار كانت أشد سخانة في الفترة من 6-22مارس الجاري وما هذه السخانة إلا بزحام الخريجين مجيئاً وذهابًا بعد أن وفرت الدولة وظائف بالولايات للإسهام في تشغيل الخريجين العطالى وكان نصيب ولاية سنار من هذه الوظائف 650 وظيفة للتعليم مما يؤكد أن المعاينات القادمة والتي حدد لها الأول من أبريل القادم ستشهد منافسات محمومة نسبة لكثرة الخريجين حيث يتنافس (3100) خريج وخريجة تقريباً، وبالرغم من أن عدد الوظائف التي وفرت لا تقابل عدد الخريجين إلا أنها سوف تسهم كثيراً في سد النقص في المعلمين بالمدارس فضلاً عن إسهامها في تخفيف كثير من مشكلات الفقر للأسر بالرغم من ضعف الأجور مقارنة بالأسعار الملتهبة في السوق... وتتزامن هذه الوظائف مع انطلاقة امتحانات الشهادة السودانية وهذا ينبه القيادة بالولاية والبلاد لمقارنة حجم الطلاب الذين يمكن أن تخرجهم الجامعات السودانية في كل عام باحتياجاتهم من وظائف وما توفره الدولة من فرص لتشغيل الخريجين للعمل في الخدمة العامة مما يفرض على الدولة تحديات كبيرة للاهتمام بمشروع تشغيل الخريج المنتج ومشروعات التمويل الأصغر بالولايات لعدم إمكانية استيعاب كل الخريجين في الخدمة العامة. ولعل ولاية سنار قد ودعت امتحانات الأساس بنجاح حيث جلس لها في الفترة من 3- 11مارس عدد 15.974 تلميذاً وتلميذة موزعين على 172 مركزًا على مستوى الولاية وستعلن نتيجتها في الأسبوع الثاني من شهر أبريل المقبل بعد أن بدأ التصحيح فيها في «20» مارس بمركز البنين بسنجة وفي 21 مارس بدأ في مركز البنات بسنار حسب تصريح وزير التربية والتعليم بالولاية دكتور أحمد رمضان داود الذي أكد ل«الإنتباهة» أن الولاية عملت على تهيئة أجواء امتحانات الشهادة السودانية التي انطلقت الاثنين الماضي بالتعاون مع جهات الاختصاص وكشف عن عدد الجالسين الذين يبلغ عددهم 16.631 طالب وطالبة من بينهم 22 طالبًا جنوبيًا موزعين على 157 مركزاً بالولاية، وأكد أن العام الدراسي شهد استقراراً كبيراً بفضل الجهود التي تمت في مجال توفير الكتاب المدرسي والإجلاس وتعيين المعلمين وتوفير معينات العمل وتهيئة البيئة المدرسية، وأشاد بدور الشركاء في التعليم للوقوف مع الوزارة جنباً إلى جنب لدفع العملية التعليمية، فيما أشار الاستاذ أحمد البخيت مدير المرحلة الثانوية بالولاية إلى تغيب حوالى 314 طالبًا وطالبة عن جلسات الامتحانات الثانوية من مختلف المراكز بالولاية. وقال الوزير إن كل التقارير الواردة من المراكز ممتازة وهنا نشير إلى الطواف المستمر لحكومة الولاية ومجلسها التشريعي على مراكز الامتحانات خلال جلسات الامتحانات وقوفاً على سير الامتحانات. وحول وظائف الخريجين لهذا العام بالولاية وعودة مركزية التقديم برئاسة لجنة الاختيار بسنجة من جديد هذا العام بعد أن أتيحت الفرصة للخريجين العام السابق لإجراء التقديم والمعاينات بالمحليات عزا رئيس لجنة الاختيار الأستاذ العجبة محمد أحمد ذلك لانشغال إدارات التربية والتعليم في الرئاسة والمحليات بامتحانات شهادة الأساس ومن ثم امتحانات الشهادة السودانية التي تزامنت مع هذا البرنامج، ولمعاناة اللجنة في التجربة السابقة من التسجيل بالمحليات لعدم إلمام المتطوعين من فروع المؤسسات بالمحليات لمتطلبات لجنة الاختيار رغم النتائج الطيبة التي تحققت في المرة السابقة إلا أن العبء على لجنة الاختيار كان كبيراً جداً وان الإشراف على الترتيب والتنظيم برئاسة اللجنة بسنجة كان أكثر دقة وأسهل منه في المحليات ويحقق مطلوبات المعايير المطلوبة للجنة الاختيار، ولقلة تجربة المتطوعين بالمحليات، وحول وجود وظائف مرتقبة لذوي التخصصات الأخرى قال العجبة إن البرنامج هذا العام ممرحل إلى ثلاث مراحل تأكد منها المرحلة الأولى والتي تم التقديم لها وهي وظائف المعلمين لمرحلتي الأساس والثانوي وتأكدت المرحلة الثانية الخاصة بالمهن الطبية والصحية وهي الآن في طريقها من المفوضية القومية إلى الولاية وسوف يتم التنسيق بشأنها مع وزارة الصحة بالولاية تمهيداً للإعلان عنها بعد وصولها علماً بأن تعيين الوظائف النادرة في هذا المجال يتم بالاستقطاب من قبل وزارة الصحة وبتسهيل كامل في لجنة الاختيار وفقاً لتوجيهات السيد الوالي ووزير الحكم المحلي والخدمة المدنية، ومن المتوقع أن تليها المرحلة الثالثة لبقية التخصصات المختلفة والتي يتم التركيز فيها على المهن التنموية.. وحول شفهية وتحريرية المعاينات أوضح ان هذا الأمر يتم تحديده بالتنسيق مع وزارة التربية. ومن خلال جولات الإنتباهة على لجنة الاختيار أيام التقديم للوظائف لاحظت أن الخريجين كانوا يتوافدون إلى اللجنة حتى بعد نهاية الدوام في اليوم الأخير للمعاينات الخميس الماضي ولاحظت أن لجنة الاختيار استطاعت امتصاص الأعداد الكبيرة من الخريجين بتوفير إثني عشر موظفاً لعمليات التسجيل مما أدى إلى انسياب العمل بطريقة سلسة وأكد العجبة أن هذا الجهد تم بدعم مباشر من وزارة الحكم المحلي وزيراً ومديراً عاماً اللذين زوّدا اللجنة بالمعينات اللازمة لإنفاذ عملية التسجيل بنجاح وهذا يبشر بتنفيذ بقية مراحل استيعاب الخريجين بذات المستوى الطيب.