دهشة عريضة أصابت مجموعة من الخريجين الذين لم يحالفهم الحظ لاختيارهم معلمين ضمن الألف وظيفة التي خصصتها حكومة ولاية سنار للتعليم لسد النقص في معلمي الأساس والثانوي، ولم يقف الأمر عند حد أنهم من الخريجين القدامى الذين خرّجتهم الجامعات من ذوي التخصصات المختلفة من الآداب والاقتصاد والمحاسبة إلا أن بعضًا منهم تذمر عند وجودهم في كشف الخريجين المختارين للتعليم 2 من أبناء معتمد محلية و2 من أبناء مدير مرحلة الأساس بإحدى المحليات ويقال ثلاثة علمًا بأنه عضو من بين اللجان التي قامت بإجراء المعاينات وتعيين واحد من أبناء رئيس لجنة الاختيار ويزداد الأمر سوءًا بتعيين خريجين من خارج الولاية فضلاً عن استبعاد كثير من خريجي التربية وتعيين خريجين من تخصصات أخرى.. واستبعاد خريجين من أعوام سابقة واختيار آخرين حديثي التخرج وفى نفس المجال.. دون وجود المعيار الذي أهّل خريجين للاختيار في الوقت الذي استُبعد فيه خريج كان قد درّسهم بعد أن عمل متعاونًا في مجال التدريس لمدة سبعة أعوام مضت، ومجموعة من هؤلاء الخريجين رفعوا مظلمتهم وشكواهم مكتوبة إلى المجلس التشريعي وبعثوا بصورة منها إلى والي سنار آملين في وجود مخرج لحل مشكلتهم هذه... ولعل خروج بعض أبناء المسؤولين من المعاينات بعد اقل من دقيقة ورؤية عدد من الخريجين لتزكيات بملفات عدد من زملائهم محررة من قبل مسؤولين بالولاية أثار الشك وسط المتقدمين للوظائف في عدم الشفافية في الاختيار... وابدى عدد من الخريجين تظلمهم لجهات الاختصاص وقالوا نحن لا نرفع لافتات ولا نظاهر ولا نهدد ولكن نريد أن نعمل ونستقر وبالرغم من أننا نشعر بالظلم إلا أننا رفضنا مبادرات بعض الاحزاب التى أرادت تبنينا سياسيًا وحل مشكلاتنا لما في ذلك من استغلال لحاجات الخريجين ولأننا نعلم جيدًا ما آلت إليه كثير من الدول العربية بسبب المظاهرات والثورات والتخريب الذي طال مؤسسات ومقدرات الشعوب وحصد عددًا من الأرواح وضياع ممتلكات المواطنين لكن يبقى هدفنا ومطالبتنا بحقوقنا وفق المعايير التي فرضتها لجنة الاختيار لا المحسوبية ولا الوساطة ولا الترضيات ولا الحزبية ولا الجهوية، وتساءلوا متى يتم تعييننا وقد مضت 7 أعوام من تخرجنا وماذا نقدم بعد قتل آمالنا وطموحاتنا وتشريد أفكارنا بالإحباط واليأس والاكتئاب؟ نريد أن نعمل وننتج ونفجر طاقاتنا لنفيد أهلنا ويستفيد منا المجتمع والوطن... أما خريجو مدينة كركوج فقد عبروا عن غضبهم وسخطهم لعدم اختيار أي خريج من الذين تقدموا للمعاينات رغم حاجة كركوج لمعلمي أساس وثانوي ووجود أكثر من 500 خريج من بين عدد سكانها ال20.000. واستنكر مجموعة من الخريجين العاطلين عن العمل السياسة التي تنتهجها البنوك في مشروع التمويل الأصغر المعقدة حيث تصل الإجراءات الأولية للتمويل 1000جنيه بجانب الأرباح العالية لبعض البنوك والتي تصل إلى 30% من قيمة المشاريع واشتكوا من عدم الجدية في استجابة البنوك لتمويل مشروعاتهم. الإنتباهة اتصلت هاتفياً برئيس لجنة الاختيار بولاية سنار العجبة محمد أحمد لمعرفة الأعداد الحقيقية للمتقدمين والذين تم اختيارهم فتعذر بحجة أنه خارج المكتب ومن الضروري الرجوع للسجلات لإعطاء معلومات دقيقة ولكن حينما اصررنا عليه قال إن عدد المتقدمين حوالى 6 آلاف تقريباً من الخريجين والذين دخلوا المعاينات يفوق ال 4 آلاف من ذوي التخصصات المختلفة وتم اختيار 1000خريج بواقع 600 للأساس و400 للثانوي من خريجي التربية أساس وتربية عامة بجانب التخصصات المختلفة بنسبة 28% تقريباً أي أكثر من 280 خريجًا وأكد العجبة أنه تم التركيز على المناطق ذات الحاجة الشديدة لمعلمين بعكس المناطق المكتظة وذلك بناءً على قرار اللجنة العليا للتعيين باستيعاب كل خريج في منطقته لعدم استقرار المعلمين في مناطق غير مناطقهم بسبب مشكلة الميوس... وأضاف قد أعلنا في التقديم ضرورة التوثيق قبل التسجيل والدخول للمعاينات ولكن للمرونة مع الخريجين وبناءً على توجيهات وتوصيات اللجنة العليا أتحنا الفرصة للخريجين للدخول في المعاينات بشرط التوثيق قبل اكتمال إجراءات التعيين في ديوان شؤون الخدمة وشددنا على ذلك لاكتشاف شهادات مزورة في المعاينات والتعيينات السابقة.. ونفى تدخل المسؤولين في التعيين لكنه قال لم يعطَ ابن أي مسؤول أكثر من حقه لكن إذا أهلته درجاته لم يحرم من التعيين وكذلك لم يحرم ابن أي صاحب مهنة من حقه لأي سبب من الأسباب. عمومًا فهل سيجد والي سنار مخرجًا وينظر بعين الاعتبار لمشكلة الخريجين ويسعى لحلها ويسعى المجلس التشريعي لتحسس القضايا ومعرفة موطن الخلل ويكثف من الجانب الرقابي على الأجهزة التنفيذية أم يبقى هذا الجيل مهملاً يتخبط في الشوارع بين أهواء المسؤولين وجرجرة البنوك وواقع الحياة ذات الضنك والضائقة المعيشية؟.