٭ والسودان والجنوب كلاهما يعلم أن أبريل يصل.. وأن أبريل يغرس الجيوش في الطين .. ولا قتال. ٭.. والسودان ينظر من وراء نافذته إلى جيوش سلفا تحت المطر ٭ ولعبة قشور البصلة (خطة تحت خطة) تعمل. ٭ والجنوب يجعل الثعبان تحت قميص السودان. ٭.. وأولاد هيبان.. وأولاد سرور = فرعان من المسيرية = العداء المرير بينهما يجعل السلطة ترسل هؤلاء شرقاً .. وهؤلاء غرباً. ٭ ومدير شركة بترول يقول في الخرطوم إن شركته ترسل أبناء إحدى القبيلتين هاتين في إجازة بمرتب كامل، وذلك حتى لا تشتعل الشركة بالقتال. ٭ لكن الشركة لا تستطيع أن ترسل الرعاة في إجازة مفتوحة.. ولا الدولة ترسلهم شرقاً أو غرباً تحت المطر. ٭ .. والرعاة من القبيلتين.. الآن.. يقتربون من منطقة واحدة تجمعهما عادة. ٭.. وفي مخطط قشرة البصلة.. المحادثات تفشل.. وتحتها حرب هجليج تفشل. ٭ وعلم النفس يعرف أن الانتصار يعقبه عند المنتصر شعور بالاسترخاء الكامل.. والسودان منتصر.. ٭ .. وتحت الاسترخاء هذا الجنوب يرسل الآن القبيلتين هاتين لإحراق هجليج. ٭ وبإعداد وتدريب يقوم به ضباط من حركات تمرد دارفور والجنوب.. وبأسلحة حديثة.. لكل من الفريقين. ٭ وحين تشتعل هجليج يشتعل الاقتصاد.. ضمن سلسلة من قشور البصلة هنا في الخرطوم. ٭ وفي الخرطوم = في أسبوع هجليج ذاته = أسعار اللحوم تقفز إلى ما وراء الثلاثين. ٭ ولجنة اللحوم التي تنجح في ضرب إشعال الأسعار هذه قبل شهرين .. تضرب. ٭ .. وفي المسرح = وهذه أيام المسرح = إحدى بطلات بيرناردشو حين تتحدث بغيظ هائل عن حبيبها تتمنى (لو أنه كان هنا حتى أحشو فمه بالشوكلاته حتى يموت). ٭.. وأسعار الدواء في السودان (التي تصبح هي الأعلى في الشرق الأوسط.. حسب تقرير عالمي) حين تشرع إدارة الإمداد في قضم عنقها تجد من يقضم عنقها هي = عنق إدارة الإمداد = ٭.. وجمعية رعاية الأيتام حين تحصل على إعفاء لاستيراد بعض الأدوية تصبح غطاء لألف صيدلية.. كلها يستورد دون أن يدفع ضرائب.. ويبيع بأسعار يبلغ بعضها 005%. ٭ .. وشركة تستورد سلعة مهمة.. ثم تبقيها في مخازن الجمارك.. ثم تطلب إعدامها = مع أنها صالحة تماماً = لكن الشركة التي تشعل السوق حين تحجز البضاعة وتضاعف أرباحها تذهب كذلك إلى استغلال إعدام ما تستورد للحصول على التأمين. ٭.. وألف جهة تعمل بأسلوب مماثل.. ومعركة إعدام السكر كانت تنطلق الشهر الماضي.. بالأسلوب ذاته للهدف ذاته. ٭.. وشركة أجنبية اسمها TVI تطلق مشروعاً للقمار يذهب بملايين الدولارات إلى الخارج كل صباح. ٭.. والدولة مثل عجوز فوق عنقريب تحت الحائط تكتفي بأن تقول : عيب يا أولاد.. ٭ ثم تنتظر من الأولاد أن يكفوا عن العيب. ٭ مثلها معركة الإعلام تنطلق. ٭ وفي أسبوع جورج كلوني يخرج في مظاهرة ضد (العبودية في السودان).. والدولة تبتهج حين تلقي الشرطة القبض عليه. ٭ بينما الاعتقال هذا = الذي يطلق الأمر في العالم = كله كان هو الهدف ابتداءً. ٭ ولما كانت ال «بي. بي. سي» تطلق فيلماً عن (حواء جبال النوبة) عن طائرات البشير التي تقتل الأطفال .. كانت السلطات تعتقل أردنيين ومصريين يقومون بتصوير فيلم عن نساء جبال النوبة في مزارع القضارف ليصبح وثيقة عن (استعباد العرب للنوبة). ٭ وفي الأسبوع ذاته.. وفي الأسبوع ذاته.. ٭ والدولة جالسة تحت الحائط تقول : يا أولاد .. عيب. ٭ وسفارة بيضاء تقيم حفلاً ضخماً كل أسبوع.. وهناك مكتب معين يستقبل فتيات يجلبن فتيات!! ٭.. وأولاد أيضاً.. ٭ والدولة جالسة تحت الحائط. ٭ والأحاديث هناك تدور عن بعض الجهات الأمنية التي يحصل الأجنبي فيها على تصديق بالإقامة.. دون الحاجة إلى فحص طبي أو أمني أو.. أو.. ٭ ولقاء ملاليم. ٭ والدولة تحت الحائط. ٭ .. ثم الجمع والطرح للركام هذا يصل = وبدقة مدهشة إلى حقيقة أن الجداول هذه تلتقي بكاملها في نهر الدمار الاقتصادي.. ٭ .. وبعضهم وكأنه يسدد ضربة (الكوب دي قريس) يقول ٭ الخرطوم تذبح في كل يوم عشرة آلاف من إناث الضأن.. ماذا تظنه يبقى لها بعد خمس سنوات؟ ٭ وبعضهم يحدث عن أن لجنة تثبيت الأسعار تعد الآن لمقاطعة مثل السابقة.. تستمر شهراً هذه المرة. ٭ يتحدث في حماس.. بعد قليل وكأنه يستعيد حكاية الشوكلاته أعلاه.. يجمجم شيئاً وهو يقول: يا لطيف .. يا لطيف.. ٭٭٭٭٭٭ بريد: أستاذ تكتب عام 2991م قصة صغيرة ٭ وفيها السجين المنفرد في جزيرة يموت سجانه الوحيد. ٭ والسجين يركب الزورق ويذهب إلى السلطات في المدينة يطالب بتعيين حارس جديد له. ٭ ومنتصف التسعينيات يطلقون سراح مانديلا = أشهر سجين. ٭ .. عام 0002م.. مانديلا يصمم منزله الجديد بحيث يصبح صورة طبق الأصل للسجن الذي كان يقيم فيه