والبصلة.. التي كلّما نزعتَ منها قشرة وجدتَ تحتها قشرة أخرى تصبح إجابة لسؤال صغير سؤال يقول: من.. يقود من.. في السودان - والنميري قصف الجزيرة أبا - هذا ما يقوله طلاب السنة الأولى في مدرسة السياسة الابتدائية لكن نميري يسألونه عن القصف هذا فيقول لم أقصف الجزيرة أبا.. من قصف الجزيرة أبا هو الحزب الاشتراكي الجمهوري.. ولم تسمع أنت.. باسم الحزب هذا وأوراق السفير محمد خير البدوي تقول إنه حزب أنشأه المفتش الإنجليزي المتهم بالماسونية والحزب هذا هو ما يدير الشيوعي.. من جوفه.. والشيوعي السوداني يديره الشيوعي العربي.. الذي تبلغ أصابعه أن تجعل السادات يقصف الجزيرة أبا.. حزب صغير لا يسمع به أحد. وحزب في جوف حزب في جوف حزب والجزيرة أبا يقصفها النميري بعد أن تعرض لهجوم من رجل يحمل خنجراً لكن رجل يهاجم الرئيس بخنجر.. ثم لا يُقتل في مكانه.. ولا يُعتقل.. ويختفي... كيف..؟ وقبل مقتل قرنق بيوم واحد سفارة السودان في كينيا تتلقى مكالمة من شخص معروف لديها يقول غدًا يُقتل قرنق وقرنق في اليوم التالي يُقتل والرجل بعدها بيوم يُقتل «في حادث» وخليل إبراهيم حين يهاجم أمدرمان يفاجأ بأن أكثر الأماكن التي تحملها خريطة هجومه قد جرى تحصينها وحفر خندق حولها.. بأيام!! قشرة فوق قشرة وتحت قشرة والصادق المهدي الأسبوع هذا يعلن أن الترابي دعاه للاشتراك في انقلاب والترابي يعلن غاضباً أن هذا كذب والصادق «يستدرك» ويعلن أمس الأول أن الانقلاب المقصود كان الترابي يدعوه إليه عام 1988 لكن المواطن الذي يجعل رأسه فوق المائدة أمامه وينقر عليه يجد أن عام 1988م كان يشهد رئاسة الصادق المهدي للحكومة. ولعل الترابي كان إذن يدعو الصادق المهدي للمشاركة في انقلاب ضد الصادق المهدي وقشرة فوق قشرة.. كل شيء يبدو وكأنه غامض.. غامض.. لكن النميري يقص حكاية لا يمل من تكرارها.. (التمتام) بائع خضروات أمي في سوق الخرطوم وعام 1976 التمتام كان يطل من وراء منضدة الخضروات في السوق ليقول لمحدثه إن النميري ونائبه مدير الأمن وخمسة من قيادات القوات المسلحة يعقدون مساء اليوم اجتماعًا سريًا جدًا لبحث التعامل مع ليبيا. وكان هذا صحيحًا تماماً!! ونماذج.. ونماذج كل شيء يبدو مفضوحًا تماماً وهجوم خليل إبراهيم بعد هجومه الأول بشهر كان ينحدر من الصحراء الشمالية وطائرتان فقط تتوليان مهمة تدميره والحكاية نصف معروفة ونماذج ونماذج والحكايات كلها وطبقات البصلة كلها تصبح كتابًا كل صفحة فيه تقول شيئًا مختلفًا لكن صفحة معينة تحدث الآن عن شيء «سوف» يحدث والوفد الجنوبي الذي يهبط الخرطوم اليوم «للحديث» كان بعض ما يقرأه في ملفات جهاز الأمن في جوبا أن الخرطوم محاطة بالجنوبيين والحزام هذا ينفجر - إما في وجه الخرطوم أو في و جه جوبا التقرير يقول المواطنون الجنوبيون الذين لم يتم ترحيلهم يبلغ عددهم «130» ألف أسرة في ولاية الخرطوم. يتناثرون في حزام يمتد من جبل أولياء إلى مانديلا إلى سوبا إلى الحاج يوسف إلى غرب أمدرمان إلى الثورات ثم الفتيحاب حتى يعود إلى جبل أولياء حزام كامل ثم ظلال «سكنية» مبعثرة والتقرير يقول إن الجنوبيين هؤلاء يشكرون الوزير الجنوبي «معروف» الذي اختلس أموال الترحيل «63» مليون دولار.. والجنوبيون يشعرون أن ترحيلهم هو رحلة إلى المجاعة والموت والتشرد في الجنوب «حيث لا بيت لا طعام لا أمان».. بينما كل هذا يوجد في الشمال.. و.. و.. والتقرير يقول إن الجنوبيين هؤلاء يشعرون «بالرعب» من استفزاز الدولة وأنهم بالتالي يحرصون على البقاء بعيداً عن الأحزاب وعن الحركة الشعبية.. وعن عيون جهاز الأمن . و... لكن صفحات أخرى تحدِّث عن أن المال يستطيع شراء «أي شيء» ثم حديث عن أن بقاءهم يصبح رصيداً في بنك المستقبل للحركة الشعبية والتقرير دون إرادة منه يصبح طبقة في البصلة وما تحتها مثلها لا يكاد حدث صغير أو كبير تنقله إليك الصحف إلا وكانت تحته طبقات.. وحديث صغير عن شحنة ضخمة من السكر تصاب ببعض البلل وجهات الرقابة تعلن نسبة معينة من السكر تالفة لا تصلح وجهات أخرى تزحف بالنسبة التالفة وتجعلها أكثر سعة.. ثم أكثر سعة خبر صغير لكن طبقة أخرى من البصلة تجد أن بعضهم يذهب لإعلان الكمية الأعظم «فاسدة» حتى إذا ألقى بها بعيداً كان هو من يجعلها في «عبوات فاخرة» .. ويذهب بالملايين.. وسلطات الفحص بريئة لكن جهات أخرى تسعى لاستغلالها ونماذج.. ونماذج... ما يدير السودان إذًا أيام نميري شيء غير ما نظن ما يدير السودان ويقتل قرنق - شيء غير ما نظن ما يدير المعارضة الآن.. شيء غير ما نظن مسكن جنوبي صغير أمامه أطفال شيء غير ما نظن حدث صغير في السوق شيء غير ما نظن .. و... شيء واحد يظل يحمل وجهه الحقيقي في السودان هو.. أنه لا شيء يحمل وجهه الحقيقي.. نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 9/1/2012م