منذ أكثر من عشرات السنين ابتكر مواطنو الحصاحيصا إنشاء السياجات أمام منازلهم لتوسعة السكن نسبة لضيق مساحة المنازل التي لا تتعدى مساحة معظمهم الثلاثمائة متر مع تمدد الأسر بعد أن كبر الأبناء والبنات وتزوجوا وأنجبوا وظل عدد كبير منهم يسكن مع أسرته بعد أن عجزت محلية الحصاحيصا عن تنفيذ الخطط السكنية وتوزيع الأراضي للمستحقين الذين تقدموا لها منذ الثمانينيات والتسعينيات وبعد أن تم بيع أراضي الحصاحيصا للكثيرين من خارج المدينة لجأ المواطنون لتشييد السياجات لكي يحفظوا عرضهم وعرض أبنائهم، نحن لا نقر الخطأ والتعدي على الأرض ولكن نسأل أين كان معتمد الحصاحيصا الحالي والتسعة الذين سبقوه وأين كانت اللجنة الأمنية وأين كان مسئولو الأراضي والمساحة والشؤون الهندسية عندما امتلأت كل المدينة وما جاورها بالسياجات، قبل أيام قليلة قامت قوة أمنية يرافقها تيم من الوحدة الهندسية بالبدء في إزالة هذه السياجات والمباني الخارجية واصطدم بهم أحد المواطنين وتم الزج به بحراسة الشرطة لحين تقديمه للمحاكمة ولكن تذمر ذووه وجيرانه وأعلن مواطنو حيه العصيان وبدأت الأحياء الأخرى الاستعداد لمقاومة هذه الحملة الجائرة. أن الوحدة الهندسية بالحصاحيصا ومن قبلها معتمد الحصاحيصا أخطأوا عندما قرروا إزالة السياجات التي أُنشئت بعد أول يناير من هذا العام وتركوا السياجات القديمة وكنا سوف نحترمهم إذا أصدروا إعلاناً بالإذاعة والصحف والتفزيون يطلبون فيه إزالة كل السياجات دون استثناء وأولها سياج مدير الوحدة الهندسية وهو الرجل المسؤول الأول عن الوحدة الهندسية والذي يعطي تعليماته للإزالة ولكن أما كان يجب أن يمثل مدير الوحدة الهندسية القدوة الحسنة ويبدأ بإزالة سياج منزل أسرته ولكن أن تزيلوا البعض وتتركوا البعض فهذا ظلمٌ عظيم ونسأل السيد المعتمد لماذا أنشأ مظلة في مكتبه ومنزله لعرباته وهل هو خير من البشر؟! لقد تحدثت مع عدد من المسؤولين في المرافق الأمنية والشرطية ووجدتهم رجالاً مسؤولين وفاهمين لعملهم ولا بد هنا من تحية وتقدير للأخ حسان مدير الأمن بالمحلية والأخ العقيد فخر الدين مدير شرطة المحلية وللأخ الرائد محمد عباس مدير شرطة مركز الحصاحيصا والذين قالوا انهم يحترمون المواطن وأن ما يقومون به تنفيذ للأوامر رغم أني شعرت بامتعاضهم مما يحدث ولكن ما باليد حيلة، ونقول للأخ والي الجزيرة وللمسؤولين بالولاية لماذا يطبق هذا القرار بالحصاحيصا فقط ألا توجد سياجات في ود مدني ومارنجان وبركات وكل قرى ومدن الولاية، إن المواطن الذي يتلظّى بشظف العيش ونقص الدواء وانعدام علاج الملاريا وانعدام الأنسولين والذي لا يملك حق الكساء وإيجار البيت وتغذية وإعاشة أبنائه ودفع مصاريف الدراسة لماذا لا تتركونه في حاله بعد أن عجزتم أن توفروا له السكن وتعطوه قطعة الأرض.. إن ما يحدث في الحصاحيصا ينبئ بكارثة جديدة وبضحايا جدد فهل تتفرجون إلى أن تقع الطامة أم تعالجون الأمر بحكمة وتروٍ.. مزمل يعقوب