{ سعدت أيما سعادة بتأهل قطبي نهر النيل الأمل والأهلي شندي للمرحلة الثانية في بطولة الكونفدرالية الإفريقية بعد النتائج الإيجابية في المرحلة الأولى التي كانت بمثابة الزاد لمواصلة المشوار. { وكم كانت السعادة بالغة ونحن حضور من داخل استاد شندي وسط الأهل ليتم الاحتفال بتأهل الأبطال من داخل الاستاد وسط فرحة القيادات والجمهور في تلاحم فريد يؤكد معدن وأصالة هذا الشعب وخصال أبناء دار جعل الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل شندي، فكان الاستاد المنارة وكان الاستقبال الحافل والكرم المضياف. { حقق الأبطال الإعجاز وهم يلعبون باسم السودان في هذا المحفل الافريقي رغم خبرتهم القليلة، ولكن كانوا كالعهد بهم فرساناً في الميدان صالوا وجالوا وفرضوا وجودهم وأسعدوا جماهيرهم التي خرجت في تظاهرة جابت المدينة. { كان الدعم المعنوي كبيراً بتشريف مساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع علي نافع ابن الولاية وقيادات الولاية والمحلية والقرى المجاورة الذين تنادوا من كل حدب وصوب سمعاً وطاعة للنداء. { ساعات قضيتها في شندي والمتمة وسط إخوة أفاضل بقيادة الأخ »جار النبي« لم يتركوني لحظة حتى مغادرتي المدينة، تبادلنا فيها كل القضايا والهموم السياسية والرياضية والاجتماعية، وكلهم أجمعوا على حبهم الجارف ل »الإنتباهة« بطرحها الصادق والجريء وملامستها لقضايا الوطن الاستراتيجية وهموم وقضايا المواطن في الريف والحضر، وحملوني تحياتهم لأسرة الصحيفة وقائد ربانها المهندس الطيب مصطفى، ومهنئين بموقعها الطليعي في مقدمة الصحف السودانية. { ما قلته قليل من كثير لا أود الخوض فيه أكثر، وأدعو الله لهم مخلصاً بأن يكون ذلك في ميزان حسناتهم، فكانوا نعم الإخوان والأصدقاء والأهل. { فرحة الفوز كانت في وجوه الأطفال والنساء والمزارعين والرعاة الذين تستمد من قوتهم معنى أن تعيش الحياة على طبيعتها. { تأهل الأمل عطبرة كان عن جدارة واستحقاق، وهوانج الزيمبابوي الذي ضخمه الإعلام لم يستطع أن يظهر في عاصمة الحديد والنار كما وعد. { غداً أحدثكم بإسهاب عن زيارتي لاستاد المتمة الذي يحتاج الى نفرة اتحادية وولائية ووقفة من أبناء المنطقة بالداخل والخارج، حتى يكمل لوحة المدينة التي ازدانت بمنشآت صندوق دعم الطلاب ومستشفى علياء الذي ينتظر الأهالي افتتاحه على أحر من الجمر. { الفئات العالية التي فرضتها اللجنة المنظمة لمباراة أهلي شندي والموزمبيقي حرمت معظم الجماهير من دخول الاستاد، ورغم الاحتجاجات والسخط الجماهيري إلا أن المسؤولين لم يراعوا لحال المواطن الغلبان. إلى متى يهتم المسؤولون بالدخل دون مراعاة لظروف »محمد أحمد«. { الآن فقط عرف الجنوبيون معنى أن تعيش في دولة غير دولتك، وهم يتكدسون بالمئات أمام مقر سفارتهم بالخرطوم لتوفيق أوضاعهم كأجانب أو ترحيلهم، وهما أمران أحلاهما مر، أما أن تعيش أجنبي بحركة محدودة أو تغادر لدولة تفتقد مقومات الحياة. { الحمد الله الذي عافانا وجعلنا مسملين آمنين وأذهب عنا الأذى.. «بلا وانجلى»