حدَّثني خضر الشريف عن أيامه في أمريكا وقد سكن وما زال يملك منزلاً في لوس أنجلوس بيفريهل، أرقى الأحياء على الإطلاق بأمريكا، يسكنه نجوم هوليود بولاية كلفورنيا، تذكرت حينها محدِّثي سائق التاكسي اللبناني الأصل الذي أخذني من المطار إلى مدينة سان فرانسيسكو في أولى زياراتي إلى ولاية كلفورنيا قال لي عندما علم بعروبتي إن كلفورنيا سميت بهذا الاسم؛ لأن الأندلسيين العرب استقرّوا بها بعد غذو أسبانيا وكانت تسمىKALIFLAND أرض الحلفاء وصارت كلفورنيا، سكن محدّثي بعدها أجمل ضواحي واشنطون حيث غابات الصنوبر الكثيفة، زاره الفنان عبد العزيز داؤود ومازحه أنت ساكن في واو ولا واشنطون استقر المقام به في قاهرة المعز وبالتحديد في حي المعادي هداه شيوخها فيها للاستقرار رغم حبه للترحال فعل ذلك ارتبط بمصرية أنجبت له ثلاثة عيال أقروا عينه وملأوا حياته فبعد المال ازدانت دنياه بهم، سألته عن سفيرنا الفريق عبد الرحمن سر الختم قال سأل مني الرجل عند قدومه علم أنني مريض أهداني باقة ورد كبر الرجل في نظري وصرنا جيران بالمعادي، وسألته عن الصديق الشيخ د. إبراهيم الطيب الريح قال أعرفه صديق وأخ زرته في إمبراطوريته في كانو بنيجيريا. سرحت بمخيلتي أرسم خيالاً لخضر الشريف فالرجل لم ألتقيه البتة بعد أن حادثته كان مختلفاً عن خيالي له إبان عنفوان شبابه بجامعة الخرطوم. اختلف خيالي لمحدثي خضر الشريف باختلاف المواقف ولكن ما لم اختلف عليه أنه سوداني أصيل أحبّ بلده لهذا بادرته أودّ أن ألقاك قد يكون في القاهرة أو لندن ولكن إن كان لي أن أختار فأودّ أن ألقاك في قريتي عمكة وحدثته عن إسعاف ستقدّمه منظمة د. كمال أبو سن الخيرية لأهل المنطقة نهديه زينة وفالاً حسن لعودته فقد غاب أديبنا الطيب صالح «18» عامًا عن الوطن وقد كان لي شرف العودة معه مرافقاً في عيد الخرطوم عاصمة الثقافة فرحت الخرطوم به وفرح بها وأصرّ على أن يعود لها أخيراً عاد بجسده وهو عايش بين الناس هنالك بشخوصه وإبداعه. أتمنى أن تعود أنت ونلتقي في قريتك، قاطعني وقال: يا دكتور أغرقها السد العالي قلت حينها ولكن أنت شامخاً فوق سطح الماء تحكي أمجاد أهل القرية التي أنجبتك وهذا هو السودان دائماً على السطح.