ألحقت أحداث الشغب الأخيرة التي شهدتها مدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور أضرارًا واسعة لإشارات المرور بتقاطعات المدينة بلغت في مجملها «4» اسطوبات تم تدميرها بالكامل جراء بعض الأعمال التخريبية التي لم تسلم منها شوارع المدينة التي امتلأت وقتها بالحجارة وإطارات العربات المحروقة، وبلغت خسارة الإشارات التي تم تدميرها «300» ألف جنيه طبقًا لإدارة المرور بالولاية والتي أكدت أن تلك الاسطوبات تم تركيبها قبل سبعة أشهر فقط من تحطيمها جراء تلك الأحداث مما كان له الأثر السالب في ازدياد الحوادث المرورية التي وصلت للوفاة في بعض شوارع المدينة ونظرًا لأهمية السلامة المرورية ظلت إدارة المرور تبحث عن تمويل لإعادة شريان السلامة المرورية عبر طرقات مدينة نيالا التي تحتاج هي الأخرى لإعادة النظر فيها نسبة لضيقها مع اكتظاظ المدينة بالعربات والركشات والكواروا فتكللت تلك المساعي بالنجاح حينما دشَّن مدير المرور العقيد الهادي حسين الماحي الأسبوع الماضي «اسطوب» تقاطع مسجد نيالا العتيق الذي يعد أكثر الشوارع ازدحامًا مما أعاد البسمة في كثير من أصحاب المركبات الذين التقتهم، وقال العقيد الهادي ل «الإنتباهة» إن إدارته شرعت في تأهيل «4» اسطوبات تم تدميرها جراء أحداث شغب نيالا الأخيرة بمجهودات من الإدارة الفنية بالمرور ودعم كبير من وزير التخطيط العمراني بالولاية عبد الكريم موسى عبد الكريم. وقال الهادي إن تلك الاسطوبات الأربعة تم تركيبها قبل سبعة أشهر فقط من الأحداث التي أدت إلى تدميرها مبينًا أنها أسهمت في خفض حوادث المرور إلى «50%» لكنها بعد تدميرها شهدت نيالا أحداثًا مؤسفة أدت إلى حدوث وفيات متوقعًا نتائج طيبة للسلامة المرورية بتشغيل الثلاثة المتبقية، ووجه مدير المرور رسالة للمواطنين بالمحافظة على الإشارات المرورية؛ لأنها مكلفة جدًا تبلغ تكلفة الواحد منها حوالى «100» جنيه، وتقدم الماحي بالشكر لوزير التخطيط بالولاية لاهتمامه البالغ بأمر تشغيل تلك الإشارات، وقال الماحي إن حملات إدارته ومسؤوليتها تجاه مراقبة العربات المارة والتي لا تحمل لوحات بجانب التظليل غير القانوني مستمرة ولن تتوقف تحقيقًا للسلامة المرورية وضبط الحركة المرورية في الشارع، كما وجّه رسالة لأصحاب العربات بمساعدة إدارته في تطبيق إجراءات السلامة المرورية واتباع الإرشادات التي يقدمها لهم رجالات المرور مع التقيد بالقوانين واللوائح وعدم الإسراع وخاصة سائقي القوات النظامية، والذي أقرّ أن غالبيتهم يقودون بطريقة غير مألوفة، وأضاف «لنبدأ بأنفسنا ثم نمضي للآخرين» رغم أن شعار أسبوع المرور العربي للعام الماضي جاء تحت عنوان «الطريق حق للجميع» مخاطبًا شريحة سائقي العربات إلا أن حوالى «75%» من الجرائم والحوادث التي تحدث في الشارع سببها سلوك السائقين والنسبة البقية تتعلق بالمركبة وصلاحية الطرق التي يرى مراقبون أن مدينة نيالا تفتقر لأبسط مقومات المرور والسلامة المرورية خاصة التقاطعات التي ظلت متعطلة لفترة طويلة مع انهيار الطرق التي لا تواكب زحمة المواصلات والمواطنين وها هو أسبوع المرور العربي لهذا العام على الأبواب، وقد شرعت إدارة المرور في تأهيل الإشارات المرورية بالتقاطعات بجانب إنشاء قسم للمرور بنيالاجنوب.