ليت هنداً أنجزتنا ما تعد.. وشفت أنفسنا مما تجد واستبدت مرة واحدة.. إنما العاجز من لا يستبد ما هذا الهوان؟ وما هذا الضعف واللين والإهمال والتقاعس. ألا تعلمون أن الأمر الهين يضيع الحق البين.. ألا تعلمون أن الذي حدث بهلجيج بتاريخ 9 أبريل 2012 والذي شهد آخر يوم للمواطنة بالنسبة للفرد الجنوبي هو هزيمة بمعنى الكلمة.. لماذا لا نواجه الحقائق وأقسم إن كل السودان قد أصابه الإحباط أين النفرة الكبرى التي تنادى بها الرئيس؟ بل أين الاستعداد الذي كان يكرره على أسماعنا وزير الدفاع بل أين تأكيدات المتحدث الرسمي وهو يبشرنا بتأمين تام لكل الحدود أين الكتيبة الإستراتيجية فرع الدفاع الشعبي؟ الشارع يتحدث الآن بأننا أرسلنا طلاب الشهادة الجدد الذين تبلغ أعمارهم السبعة عشر ربيعاً بدون تدريب وبدون ترتيب.. رجل الشارع البسيط يتحدث عن التناول السياسي للقضايا العسكرية والعكس صحيح ووزير دفاعنا يشغل وقته في إثيوبيا للبحث عن تنزيل الحريات الأربع لأرض الواقع.. يا للخزي ويا للعار. قبل يوم واحد تحدث السيد الرئيس عن إنتاج البترول بحجم 112 ألف برميل يومياً واليوم تقلصت هذه الكمية إلى 20 ليس بسبب تحرشات حدودية عابرة ومحدودة بل بادعاء جنوبي كامل بأن منطقة هجليج منطقة جنوبية كاملة الدسم. إن هذا الشعب شعب عظيم وقوي وصبور ولكن ما عاد ينفع الصبر إذا ضُرب في صميم عزته وكرامته. إن ما حدث بهجليج يجب أن لا يمر بدون عتاب فالمدني البسيط يعلم جيداً أن هنالك مناوشات عسكرية وتراشقات كلامية بين الدولتين حول هجيج فكان أجدى أن تكون هجليج محصنة أكثر من الخرطوم لأنها الذراع الاقتصادي والقلب النابض له. والشعب التف حول هذه الثورة وأطال أمدها حتى الآن لأنه رأى فيها تحديها للصعاب واستخرجت له البترول فلذلك فهو غير مستعد إطلاقاً لذهابها بعد أن ذاق حلاوتها. بل إن الذي حدث في هجليج بالأمس القريب قد هز الثقة تماماً وأكاد أجزم صادقاً أنها أكبر نكسة وهزيمة تتعرض لها الإنقاذ خلال سني حكمها. يا أيها الرئيس هذا أوان الجد ويجب رصّ الصفوف وتمايزها في الجبهة الداخلية بتكوين حكومي محدود »حكومة حرب« يا رئيس لا تخذل شعبك فنحن ننتظر منك رد الاعتبار لهذه الأمة ومسح وجوهنا ودموعنا من هذا الخزي والعار الذي أصابنا ولتجعل كلمة تفاوض كلمة محرمة يعاقب عليها القانون بالخيانة العظمى في ظل الظروف الحالية وأنت أدرى وأعلم منا ولك تاريخ طويل في مفاوضة الحركة الشعبية فهل راعوا لك عهداً أو صانوا لك وعداً. إن ما حدث بهجليج فرصة نادرة يجب اغتنامها وذلك بتقوية جبهتنا الداخلية واعلان الجهاد ليس لتحرير هجليج بل لرد التحية في جوبا وأنت معروف عنك رد التحايا وجزى الله عنا المجاهد الكبير سلفا كير ميارديت خير الجزاء فبفعلته هذه قد أشعل في هذه الأمة جذوة الجهاد.. فوجهوها ولاتخمدوها.. وأبعدوا السياسيين عن شؤون الجيش السوداني. ونرجوك ألّا تخذلنا فالحرب سجال وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم الأمة جاهزة.. وقوية وصبورة كما ذكرت فلا تهدروا قواها بالميوعة والغناء واستيراد الفنانات وشبابنا يستشهد على أبواب هجليج والنيل الأزرق وجنوب كردفان. افعلها الآن حتى لا ينتهك بقية السودان ونصبح كشمير أخرى والله المستعان.